الخبر وما وراء الخبر

إلى غربان الفيسبوك

188

بقلم / هنادي محمد

يُحكُى أنَّ هناك فئةً تعتقدُ أن بيدها رَسْــــمَ الموقف الشعبيّ وتوجيه بوصلته حيثُما تشاءُ، ومن تجعل المجهر على القضايا التي تُريدُ، وتسلط الأضواء نحو بؤرتها وتعتم النورَ على ما ترغبُ تغييبَهُ عن الساحة والرأي العام من الأولويات والمركزيات والضروريات المرحلية التي لم تعد محطةً للنقاش والنظر، بل تعتبر من أوجبِ الواجبات تناوُلُها وطرحُها والخوض في جميع عناصرها..

هذه الفئة، أعزاءنا القُرّاء، لا تخفى على أحد، فالكل أصبح في تعايُشٍ يوميٍّ معها؛ نظراً لحركتها الدؤوبة في الظهور الافتراضي الدائم..!!

نعم.. ظهورٌ افتراضي، حيثُ لا نجدهم إلّا في الموقع الافتراضي ‘فيسبوك’ يبغبغون ويبقبقون في سماء صفحاتهم السوداء المليئة بالزيف والدجل والافتراءات والتحريض والتشويه وبثّ السم المخزون في عبارات أحرُفِهم جَهنمية المضمون، بشعة الظاهر والمعلوم التي يحسب القارئ البسيطُ ذو النظرة السطحية ضيّقة الأفق، محدودة الوعي صاحبَها أنَّهُ سفيرٌ للسلام يحملُ حمامة السلام على كتفيه، ويحمل هَــمَّ وعناء الوصول بالبلد إلى مرفأ الأمان وشاطئ الاستقرار، في حين يعتبر في حقيقة أمره ناطقاً رسمياً باسم الشيطان وحلفائه وأوليائه من طُغاة الأرض وجبابرتها، وممثلاً لحزبه الذي يدعو أصحابَه ليكونوا من أهل السعير، ويوصلون من اغترَّ بهم وانطلت عليهم خدَعُهم ومَن استمع منهم لزخرف قولهم وزورهم إلى ذُلٍّ وضيمٍ وظلمٍ مقيم.

هذه الفئة التي أطلق عليها السيدُ القائد ‘حفظه الله’ التسمية التي تليقُ بهم وبالدور الذي يؤدونه ويتقاضون مقابلَه حفنةً من المال على أن يكرّسوا كُلّ جُهدهم للقيام بالتضليل الإعلامي الذي يقوم مقامَ الحرب العسكرية، إلا أن غاراتِه تستهدفُ النفوسَ والألباب اللا واعية بما يحدُث، والتي تجهَلُ عدوَّها وليست على اطلاعٍ وعلمٍ بأساليبه التي يتبعُها في حربه وعدوانه..

مؤكَّدٌ أنكم علمتم مِن هُم.. إنهم “غربانُ الفيسبوك”.. يا لِسوءِ ما لُقبوا به وما أسوأ ما ستكون عاقبتُهم..

ومن هذا المقام نقول لكم :

(بغ بغ بغ.. بغبغوا حتى تصلَ أصداء أصواتكم أرجاءَ الدنيا، فنحن على وعيٍ كبيرٍ بمستوى خبثكم، ونحن حاضرون لكم بالمرصاد لكشف ما ترمون إليه لمَن ينخدِعُ بكم من بُسَطاء الشعب، ومعركتنا ستستمرُّ معكم حتى نُسقِطَ جُلَّ سِربكم المشؤوم)..

والعاقبةُ للمتقين.