الخبر وما وراء الخبر

ما دلالات منظومة الدفاع الجوي التي تم الكشف عنها؟

160

بقلم / زيد الغرسي

إدخال منظومة دفاع جوي وتفعيلها وتجريبها مباشرة في طائرات العدوان إنجاز استراتيجي وتحول كبير في مسار المعركة مع العدوان، إذ أصاب نقطة القوة التي كان يراهن عليها العدو وهي امتلاكه الجو بدون مقاومة.

عسكريا هذا الإنجاز وإطلاق صواريخ بدون أن تكتشفها رادارات طائرات العدو الحديثة يعتبر تقدما كبيرا ومذهلا في سياق التصنيع الحربي اليمني، وحتى تجريبها في أرض المعركة وضد طيران العدو يعتبر في حد ذاته إنجازا كبيرا غير مألوف لدى بقية الدول المصنعة التي تصنع ثم تستغرق وقتا في تجريبها وتقييمها بعيدا عن أي حروب أو صراعات ثم بعد ذلك إدخالها في الخدمة.

كما يدل على عظمة العقول اليمنية التي تنتج وتطور كل شيء بخبرات محلية وفي وقت قياسي، والجميع يعرف أن العدوان بدأ ولم نمتلك أي شيء من ما تم تصنيعه خلال العدوان وتم الإعلان عنه إلى الآن.

وفي نفس الموضوع وبعد مرور عامين يتم إنتاج وتطوير صناعات حربية يمنية يؤكد أن الوقت الذي كان يراهن عليه العدو في ملل الشعب واستهلاكه في الجبهات جاءت بنتيجة عكسية عليه، فالتطوير الصناعي يتقدم والدفعات العسكرية المتدربة في كل التخصصات تتخرج بشكل شبه يومي، إضافة إلى الإنجازات الأمنية في إلقاء القبض على الكثير من الخلايا، وفي نفس الوقت يتطور أداء الأجهزة الأمنية يوما بعد آخر في مواجهة مخابرات دول العدوان عدا عن اكتساب أبطال الجيش واللجان الشعبية الخبرات القتالية والعسكرية وتراكمها لديهم بما يؤهلهم لمستويات متقدمة في المواجهات العسكرية تحت أي ظرف أو طبيعة جغرافية أو غيرها، وفي المقابل تحالف العدوان يتهاوى ويتفكك ويتراجع في الجبهات على كل المستويات وتنهار معنويات مرتزقته في الداخل.

إدخال منظومة جوية بعد ثمانمائة يوم من العدوان على اليمن وفي ظل حصار مطبق وبعد تدمير أنظمة الدفاع الجوية السابقة والضعيفة أصلا يأتي كنتيجة واضحة وصحيحة في اتخاذ سياسة النفس الطويل من قبل قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.

موازين القوى العسكرية تتغير لصالح الجيش واللجان الشعبية، وهو ما يدل على أن المرحلة القادمة ستشهد انتصارات كبيرة في كل الجبهات بعون الله وفضله، وهنا أود التذكير بخطاب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في النقاط الاثني عشر والتي وجه بتطوير الصناعات العسكرية لا سيما التي تعتمد على الليزر.