الخبر وما وراء الخبر

خطاب الثورة

117

ذمار نيوز : مقالات

بقلم / عبدالباسط الحبيشي

لم يؤسس السيد القائد عبدالملك بدرالدين في خطابه ليلة أمس لثورة يمنية فحسب بل لثورة عربية إسلامية إستراتيجية شاملة، وعلينا ان نتخيل او نقرأ بين السطور او نتسائل؛ هل من هذا هو دأبه وهذا هو هدفه وهذه هي سجيته وهذه هي غايته هل من الممكن أن يرفع الراية البيضاء ويستسلم بعد كل هذه التضحيات!! وهل إيضاً من هذا هو توجهه وهذه هي خطته هل من الممكن ان لا يكون قد أعد للأمر عدته وعتاده!! وهو من نعرف عنه بأنه يتمتع بموفور الدهاء والفكر والمعرفة والفطنة والحكمة والحنكة.

بالنسبة لي، من يستطيع أن يختصر إنتكاسات وإحباطات التاريخ الإسلامي والعربي وأسبابها وطبيعة المؤامرة الصهيونية والدولية على الإسلام والعروبة ويؤشر ويلمح الى العديد من الأحداث والقضايا التاريخية والإستراتيجية الهامة في خطابٍ قصير وبهذا الإيجاز الفريد من نوعه لا يمكن إلا ان يكون مدركاً كامل الإدراك لطبيعة الدور الذي يقوم به.

ومع ذلك فإني أعتقد انه من الصعب إلتقاط روح وجوهر خطاب السيد عبدالملك بعمق وبشكل كامل من قبل الجميع إلا بشكل نسبي لأن فهم الخطاب وسبر غوره من جميع النواحي له مقتضيات عديدة أهمها الإلمام بالتاريخ السياسي لكل القوى الدولية الفاعلة في الأزمنة القديمة والمعاصرة إضافة الى تاريخ حقب الإجتماع السياسي في زمن ماقبل الإسلام وما بعده. هذا علاوةً إلى مقتضيات ذهنية وروحية تؤمن بضرورة التخلص من العبودية بكل أنواعها وأشكالها وتحقيق مبادئ الحرية والعدالة والمساواه التي ذكرها في خطابه والمنبثقة من روح الإسلام.

مَن هذا هو خطابه، وهذه هي رسالته وَمِن أجلها يقدم كل التضحيات لا شك بأنه جدير بالقيادة وجديرٌ بالريادة وجدير بأن يُصغى إليه وجديرٌ بأن يُتَبع.