المسارعة في الولاء لأمريكا واسرائيل دليل النفاق
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } (المائدة:51).
ماذا يعني يسارعون فيهم؟.
يسارعون نحو توليهم نحو خدمة ضمائرهم، نحو تنفيذ خططهم, مسارعة، أليس هذا الموقف مضاد جدا لما كان ينبغي لأي إنسان مؤمن أن يكون عليه؟ أن يكون بعيداً جداً، جداً عنه أن يكون في نفسه أطرف ميل، أو أن يكون قلبه من القلوب التي يمكن أن تتعرض لأن تواليهم، ولو بأدنى ولاء؟.
لكن تجد هناك منهم؟. الذين في قلوبهم مرض.. ولاحظ متى حصل مرض في القلوب كيف يحصل ماذا؟ مسارعة إلى توليهم، فاليهود هم يعرفون كيف يشتغلون، هم يوجهون أعمالهم نحو القلوب، والمرض يتجمع، تتجمع أمراض من هنا ومن هنا، من مشاهدة التلفزيون، ومن قراءة صحيفة، ومن كلمة فلان، زعيم يتكلم, تتجمع، تتجمع فحصل مرض في النفوس، في القلوب.
ومرض القلوب يتجلى بعناوين متعددة قد يصبح نفاق، شك، ارتياب، إيثار لمصالح خاصة على الدين، إيثار لمصلحته الخاصة على الدين مما هو مرض مشين. عادة قد لا تحتسب فعلا أن يكون صادقاً من يدعي أنه من منطلق الحفاظ على المصلحة العامة، هذا ما يحصل من القلوب المريضة.
فمن يسارع فيهم في قلبه مرض، وغير صادق عندما يدعي أنه من أجل الحفاظ على المصلحة العامة، على مصلحة شعبه أو على مصلحة المسلمين، غير صادق. القلوب المريضة ليست هي من تهتم بمصالح المؤمنين بمصالح المسلمين، القلوب السليمة هي وحدها التي تهتم بمصالح المسلمين، هي التي تتجاوز خارج إطار وحدود شخصيتها، أما القلب المريض فلا يمكن أن يحمل اهتماماً بمصالح الآخرين؛ ولهذا يأتي بعبارة (يقولون) {يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ}. فنحن نحافظ على المجتمع من أن يحصل عليه ضربة.
عبارة (يقولون) مثلما يقول لك: يزعمون يتفوهون، والواقع أن هناك مرض، قد يكون هذا المرض جُبْن، نفاق، حب لهم، تأثر بثقافتهم يدفعه إلى أن يُنَفّذ مؤامراتهم، ويتولاهم، ثم يضفي على توليه لهم، ماذا؟. عنواناً كبيراً يقدمه وكأنه يخاف على المصلحة العامة، أو أنه حتى يخاف على نفسه، حتى أن يتفوه بأنه يخاف على نفسه، هو ممن في قلبه مرض.
نحن رأينا المسارعة عندما جاءت أمريكا لتقدم نفسها قائداً للتحالف الدولي ضد ما يسمى بالإرهاب، ألم يسارعوا فيهم جميعاً؟.
يكفينا هذه، أن كل كلمة يتفوهون بها من بعد غير مقبولة. فعندما يقول: اسكتوا لا تتحركوا لا تعملوا شيئاً نحن إنما أوقفناهم، نحن إنما رديناهم، وإلا ربما كان ستحصل ضربة، ربما سيحصل كذا، وإذا عملتم كذا سيحصل كذا، اتركوا.. اتركوا. سنقول له: لا.. إن الله هو الرحمن الرحيم هو الذي يأمرنا أن نقف هذه المواقف، أليس الله هو أرحم بنا من أي إنسان آخر؟
أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا وأرحم بنا من زعماء بلداننا؟ أرحم بنا من حكوماتنا؟ هو من يطلب من عباده المؤمنين أن يتحركوا، هو من يعمل هذا العمل الكبير جداً، جداً في هدايتنا إلى أن نكون واعين، هو من يعمل على أن يخلق في قلوبنا وعياً وفهما، وإيماناً واعياً, إيمانا واعيا.
إذاً سنقول لهم: لا تهتموا بمصالحنا أمام هذه القضية، ولا تتعبوا أنفسكم من أجلنا، ولا تَمُنوا علينا بأنكم ستكفون عنا شر أولئك.لا.. اكفونا شر أنفسكم فقط. أما أولئك فدعوهم. وإذا كنتم لا يزال لديكم ذرة من الشرف فلا تتحركوا أنتم كجنود لهم تضربون هنا وتضربون هنا، وتأخذون هذا وتأخذون هذا تحت اسم [إرهابي] تحت اسم [إرهابيين]، دعوا الأمريكيين هم يضربوا، دعوا الإسرائيليين هم يضربوا، وهم أحكم منكم، هم لن يضربوا، هم لن يضربوا إلا بعد أن يحوزوا على رضا الآخرين، هم حريصون جداً على أن لا يخلقوا في أنفسنا عداءً شديداً لهم
الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم / مكارم الأخلاق – الدرس الأول
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
الموافق: 12/1/2002م
اليمن – صعدة