هذه بعضُ أسباب التحول القطري غير المفاجئ
بقلم / طالب الحسني
هذا التغيُّرُ القطريُّ ليس مفاجئاً وليس نتاجاً أَيْضاً للقمة الأمريكية الخليجية والأمريكية العربية، بل طفح الكيل.
قطر تهادِنُ السعوديّة منذ 2011، حاولت في السابق أن تكونَ قريبةً نوعاً ما من السعوديّة في ملفات متعددة، ولكن أحداثاً كثيرةً أبعدتها.
قبل الأمير الجديد تميم كان هناك اندفاعة قطرية في تمويل الجماعات الإرهابية التكفيرية في سوريا بكل الوسائل، احتلت قطر الدورُ الأبرز، حتى قبل تركيا، قريباً مما فعلته في ليبيا، لكن بما لم يكن ذلك بانسجام تام مع الإدارة الأمريكية؛ بسبب الإخوان، ربما عندما دخلت السعوديّة على الخط أَصْبَـحت هي الأبرز، وصل الأمر بعد ذلك إلى اقتتال الفصائل التابعة لقطر وأُخْـرَى تابعة للسعوديّة.
في مصر: التقارُبُ السعوديّ المصري مثيرٌ للسخط القطري بدرجة كبيرة، وفشَلُ السعوديّة في إيْجَـاد تقارُبٍ زاد الطينَ بلة، السيسي لا ينفكُّ عن اتهام قطر والإخوان بدعم الإرهاب، هذا عامل آخر إضافي.
الإمارات وقطر خلافٌ لا يمكنُ حلُّه على الإطلاق وأماكن اشتباك كثيرة: مصر ليبيا السودان، اليمن،…، الخلافاتُ هذه وصلت إلى مستوى الصدام ونقطة اللاعودة.
السعوديّةُ تتعامِلُ مع قطر باستعلاء، هي تجدُها دولةً صغيرةً ولا ميزانَ لها وحُمّى التسلح والتصعيد السعوديّ ضاعف من هذه العنجهية، والتعليقُ السعوديّ بالأمس وخطابُها الاعلامي الموجّه عبر قناة العربية ركّز على هذا الموضوع تحديداً، وهو أن قطر لا تمثل رقماً وهي دولة صغيرة وإمْكَانياتها محدودة، بمعنى يجب أن تكونَ تابعة ولا تبحث على دور فوق هذا.
من الملاحَظ أن أردوغان لم يحضُر القمة، وإن كان أرسل وزيرَ الخارجية لحضور القمة ولكن ليس راضياً عما يحدث، غير قابلٍ أن تتزعَّمَ السعوديةُ العالَم العربي والإسْلَامي.
توصيفُ حماس بالإرهابية اعتبرته قطر استهدافاً لورقتها الوحيدة في فلسطين، لا يمكن أن تغلق مكاتب حماس في الدوحة، وهذا يتناقَضُ مع البيانات الصادرة عن مجلس التعاون الخليجي، وعن الرغبة السعوديّة الأمريكية.
علينا أن نلاحِظَ أَيْضاً التفاهُمَ الروسي القطري المعلَن قبل أكثر من أسبوع والتفاهم القطري الروسي بالنسبة للقضية السورية.
ما حَصَل هو نقطة تحوّل ستكون لها تداعيات، ليس المهم إن كانت الوكالة قد تم اختراقها أم لا، سلوك قطر وتعاطيها ينسجمُ انسجاماً تاماً مع البيان.
بيانُ قطر حمَّلَ السعوديّةَ مسؤوليةَ استفزاز إيران، قال بأن لا حكمة في معادات إيران، وقال إن حماسَ الممثلُ الشرعي لفلسطين، بمعنى أنه نسف بيانَ القمَّة الخليجية الأمريكية والقمة الأمريكية العربية.