والله غالب على أمره
بقلم / حميد رزق
يصادِفُ هذا الأسبوع عددٌ من المناسبات الهامَّة من ذكرى الوَحدة اليمنية التي تعرضت للكثير من الاساءات، سواء من الداخل أَوْ المحاولات الجديدة لقوى العدوان؛ لإعَادَة تقسيم وشرذمة اليمن ليس إلى حدود ما قبل العام 1990 وإنما إلى كانتونات مناطقية ومذهبية متناحرة ومتنازعة، ولعل أبرز الخطوات التي تُعيد الاعتبار للوحدة اليمنية اليوم هو ما يسطّره أَبْطَال الجيش واللجان الشعبية من صمود أسطوري وإسقاط لرهانات الأعداء في إسقاط اليمن وكسر إرَادَة شعبه واستباحة أرضه ونهب ثرواته وتقسيمه وتجزئته..
المحطة الثانية التي يصادف ذكراها هذه الأَيَّـام مجزرة السبعين التي ارتكبتها جماعات التكفيري الداعشية السعودية الأمريكية يوم الحادي والعشرين من شهر مايو العام 2012 في ذلك الوقت كان عَبدربه منصور هادي رئيسًا متكامل الأركان في العاصمة صنعاء وفي ظل اعتراف دولي وحضور أمريكي وسعودي كبير في تفاصيل الحياة اليمنية ومع ذلك لم يكن لأولئك وشرعيتهم أيُّ دور في حماية أرواح اليمنيين أَوْ التصدي لعناصر التكفير التي بدأت في ذلك الوقت مرحلة جديدة من التوسع والتوغل في الدم اليمني بغطاء خارجي واختراق للأجهزة الحكومية في الداخل..
كان المراد للشعب اليمني أن يُقتَلَ بتلك الطريقة في الميادين والساحات والمساجد والطرقات والأماكن العامة على أن يتم تبرير تلك الجرائم بالضعف الذي عليه أجهزة الدولة ونسبة الجرائم إلى تنظيم القاعدة، وعلى الشعب اليمني أن يصمت ويمتنع عن الاحتجاج أَوْ التفكير في مواجهة التنظيمات التفكيرية.. لكن الشعب اليمني أدرك أن المؤامرة أَكْبَر من أن يتم غَضُّ الطرف عنها أَوْ الوقوف سلبًا أمامها فتحرك في الساحات المختلفة وأسقط عناصر القاعدة والجماعات التكفيرية في كُلّ المحافظات، الأمر الذي كشف أقنعة الزيف لدى السلطة المرتهنة كما حرّك المؤامرات الخارجية ممثلةً في السفيرين السعودي والأمريكي.. ولما تتمكن دول الوصاية من كسر إرَادَة الشعب اليمني وثورته الشعبية المباركة قرّروا حياكة مؤامرة أَكْبَر عبر التدخل المباشر الذي دخل عامه الثالث في ظل صمود يمني لم يشهد له التأريخ نظيرًا..
المرحلة الثالثة من المؤامرة:
بعد أن بات الجميعُ على قناعة تامة أن السعودية ومن خلفها أمريكا قد فشلتا في خيار العدوان العسكري على اليمن بعد مرور أَكْثَر من عامين على بدء الحرب، ها هي الموجة الثالثة من المؤامرة الشيطانية يدشنها الأحمق ترامب من أرض نجد بمشاركة تحالف الأعراب الذي تقاطر إلى الرياض؛ من أجل لقاء سيد الصهاينة دونالد ترامب وتلقّي التعليمات والتوجيهات منه، ولقد كان واضحاً أن الكفر كله يستجمع قواه لمواجهة ما تبقى من عناوين العزة والكرامة في هذه الأُمَّـة ممثلةً بحزب الله والمقاومة الإسْلَامية في لبنان وفلسطين، كما ورد ذلك على لسان ملك السعودية سلمان أرض، وكما ورد أَيْضًا على لسان الرئيس الأحمق دونالد ترامب الذي دعا في سياق كلمته أَيْضاً إلى تعايش بين الصهاينة والمسلمين، حد تعبيره..
إننا أَمَام مرحلة مفصلية من المواجهة بين جبهة الظلم والكفر والوحشية والإجرام التي ترتدي ثيابَ الحداثة وقِيَم العصر الزائفية وبين ما تبقى من القوى الأصيلة التي تمثِّلُ هُوية العرب والمسلمين، وبرغم كُلّ ما يحشده الباطل، فالله غالب على أمره ولو كره الكافرون.