الخبر وما وراء الخبر

الوحدة اليمنية ومشروع الاستعمار الجديد

202

بقلم / نبيهة محضور

27 عاما عمر الوحدة اليمنية التي ناضل من اجلها ابناء الوطن والتي كانت مطلب شعب يعاني ارث تاريخي ثقيل سواء في شمال اليمن الذي كانت تنزف جراح ماضيه وحالة الجهل والتخلف تحاصره ، وجنوب وطن يعاني التشظي والانقسام والصراع السياسي الذي كاد يفتك به ، فكانت الوحدة الملاذ الوحيد لكليهما وخاصة الأخوة في جنوب الوطن بعد انهيار المنظومة الاشتراكية وحالة الضعف الذي وصل منتهاه في كيانهم السياسي والمجتمعي فكانوا اشد اندفاعا نحوها لانهم وجدوا فيها طوق النجاة لمعاناتهم، فكانت الوحدة المباركة التي لم تكن حلم يمني فقط ، بل هي امتداد لحلم عربي يسعى للتؤام والتوحد فيما بينه لاستعادة قوته وحضارته التي وهنت خلف قضبان الحدود.

ومن المؤسف ان تطل علينا الذكرى ال 27 لتحقيق الوحدة اليمنية واليمن يعاني الامرين من ظلم ذوي القربى وغدر الجوار ، ومن المؤلم ان تجد الجنوب ارضاُ للقاعدة والدواعش و سقطرى التي يتم اقتلاع أشجارها ومصادرة طيورها وحيواناتها النادرة يرفع على ارضها علم الأمارات .

ومن المخجل ان تجد في الوقت الذي سطر فيه اليمنيون أروع صور الصمود والثبات في مواجهة ترسانة الحقد السعودي في حربه الغاشم على اليمن منذ عامين والذي عمد فيه الى تدمير اليمن ارضا وانساناً ضاربا عرض الحائط بكل القيم الإنسانية والمواثيق الدولية ، نرى بعض العملاء والمرتزقة من ذوي المشاريع الضيقة يسعى الى تمزيق الوطن والعودة بها الى مربع التشطير ، خدمة لأعداء اليمن وتنفيذا لأجندات خارجية إقليمية وعالمية تسعى لإقامة مشروع استعماري جديد للاستيلاء على خيرات اليمن ومواردها ويتضح هذا من خلال تركيز عدوان التحالف على فصل الجنوب عن الشمال و تقسيم اليمن ما بين السعودية التي تركز على الثروة النفطية في مارب والجوف والامارات التي تركز على ميناء عدن وباب المندب ومن اجل ذلك سفكوا دماء اليمنيين الاحرار مستخدمين كل أنواع الأسلحة وجالبين مختلف الجيوش العربية والأجنبية، ومما يحز في النفس أن تجد من يصفق لهذا المشروع ويتواطأ معهم ويبيع هذه الأرض مقابل حفنة من الدولارات والريالات .

متناسين أن 22 مايو ،يوم خلده التاريخ وسيبقى خالدا الى الأبد في نفوس اليمنين الأحرار ، هذا اليوم الذي حول الخارطة السياسية العربية والعالمية في وقت كان العالم يتفتت ويتجزأ ويشهد انقسام وانهيار لأكبر دول العالم ” الاتحاد السوفيتي” وقتها كان اليمانيون يلملمون اوصالهم المبعثرة في رقعة جغرافية كانت في الأصل وطن واحد منذ اقدم العصور فصلتها براميل وضعها اصحاب الفكر العقيم والمتسلط قسمت النسيج اليمني الى شمال وجنوب .
فما احوجنا اليوم والوطن يعاني ما يعانيه الى اعادة بناء منظومة القيم التي تدهورت وتعزيز الولاء الوطني في نفوس الجميع واستشعار المسؤولية الوطنية والحفاظ على هذا المنجز وحمايته وعلى شباب جيل الوحدة التي عاصرها وفتحت امامه افاق لم يكن ليحققها ان يكون اكثر ادراكا لما يحاك ضد وطنه ويرتقي بأفكاره ويسمو بأفعاله ويحافظ على وحدة الوطن ارضا وانسانا وعلى القيادات في شمال الوطن وجنوبه تغليب مصلحة الوطن والدفاع عن وحدة ارضه ودحر مشروع التمزيق والاستعمار بوحدة الصف والكلمة والهدف، فالوطن لم يعد يحتمل المزيد من المعاناة ، وبهذه المناسبة نرفع اسمى أيات التهاني والتبريكات لمؤسس الوحدة اليمنية الزعيم علي عبدالله صالح الرئيس الأسبق للجمهورية اليمنية ولكل المدافعين عن الوطن .
وكل عام والوطن بسلام