الخبر وما وراء الخبر

الرئيس الصماد يوجه كلمة هامة بمناسبة العيد الوطني الـ 27 للجمهورية اليمنية

319

وجه الاخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى كلمة هامة إلى جماهير الشعب اليمني العظيم بمناسبة العيد الوطن الـ 27 للجمهورية اليمنية 22 مايو ، حيا فيها ابناء الشعب اليمني على صمودهم ووحدتهم وصبرهم ووقوفهم في وجه العدوان السعودي الامريكي وتحملهم الحصار وتبعات العدوان.

كما حيا رئيس المجلس السياسي الأعلى البطولات التي سطّرها أبطال القوات المسلحة واللجان الشعبية في الصحاري، والجبال، والسواحل والبحار.. كبطولات سيسجلها التاريخ بحروف من نور، وستقرأها الاجيال بكل الفخر والاعتزاز، وستتعلم منها قوى التحرر دروساً في رفض الاحتلال، والهيمنة والوصاية والاستكبار، وفي التخطيط لطرد كل مستعمر دخيل، والتعامل مع كل مرتزق خائن لا يعرف معنى الانتماء لوطنه، ولا يعي معنىً لشعبه، وأمته.

وأوضح رئيس المجلس حقيقة العدوان على اليمن وانه لا يحارب دفاعاً عن شرعية مزعومة، أو يستهدف طرفًا أو فصيلًا سياسيًا بعينه بقدر ما يستهدف وحدة البلد وضرب سلمه الأهلي، وتفتيت نسيجه الاجتماعي، وتفكيك مؤسساته وجيشه الوطني، وانه يستهدف اليمن شعباً وأرضاً وتاريخاً وحضارةً، وان ظهور ونمو المشاريع والكيانات الصغيرة التي ترفع شعار تقسيم البلد في هذه المرحلة من عمر العدوان، دليل واضح على الجهات والدول التي تدعمها وترعاها، وهي كذلك تمثل امتداد لسلسلة طويلة من المؤامرات التي أفشلها شعبنا اليمني العظيم بفضل الله ثم بفضل وعي أبنائه وتماسكهم ووحدتهم، في جنوبه وشماله وشرقه وغربه.

وأشار رئيس المجلس الى ما اتضح من ترسخ من اعمال الاحتلال في المناطق الجنوبية والشرقية وتبخر الوعود التي استدرجوا بها بعض ضعاف النفوس وان الفرصة بعد هذا الوقت كفيلة ان يعيد المغرر بهم الى جادة الصواب، وان السلطة في صنعاء وباعتبارها الممثل الشرعي لهذا الشعب تراقب بكثب ما يحصل في كل بقعة في الوطن وتدعوا كل الأحرار والغيارى في مناطق الاحتلال إلى التحرك الجاد والمسئول لمواجهة مشاريع الاحتلال وتشيد بالوعي المتنامي في المناطق المحتلة ضد الاحتلال وتهيئ كافة الوسائل والسبل لتعزيز هذا الوعي.

وأكد رئيس المجلس على الاستعداد الدائم للانفتاح والتعاون مع كل اللاعبين الدوليين والإقليمين في كل ما من شأنه ان ينهي العدوان على اليمن على أساس احترام سيادة اليمن وامنه وسيادته واستقلاله, موضحا ان اليمن قد أكدت على ذلك في كل المراحل والمنعطفات السابقة وان يدها ممدودة للسلام الحقيقي دوما.

وتطرقت الكلمة الى عدد من القضايا والمستجدات والمواقف.

وفيما يلي نصها :

بسم الله الرحمن الرحم

الحمد لله القائل في محكم كتابه “وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين”. صدق الله العظيم

والقائل جل وعلا “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا”. صدق الله العظيم

والصلاة والسلام على رسول المحبة والسلام محمد بن عبدالله الصادق الأمين وعلى آله الطاهرين ورضي الله عن صحبه الأخيار وتابعيه بإحسان إلى يوم الدين.

يا جماهير شعبنا اليمني العظيم

داخل الوطن، وخارجه

أحييكم تحية النصر والصمود والوحدة، وأهنئكم بالعيد الوطني الـ27 للجمهورية اليمنية 22 مايو الذي يتزامن مع هذه الأيام المباركة التي يستقبل فيه شعبنا، وجميع أمتنا العربية والإسلامية الشهر الفضيل شهر الصوم، والرحمة والغفران، شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان..

وأحيي صمودكم الاسطوري أمام العدوان الهمجي البربري الغاشم الذي يقوده النظام السعودي .. هذا العدوان الذي يدخل عامه الثالث أكثر شراسه أمام صمت دولي وعربي مخزي.. العدوان الذي ارتكب آلاف الجرائم، وقتل عشرات الآلاف من أبناء شعبنا الأبرياء من النساء والشيوخ، والاطفال .. العدوان الذي لاحق الطلاب والطالبات الى المدارس لقتلهم، وقصف مدارسهم .. العدوان الذي فجر البيوت على رؤوس ساكنيها، والطرقات والجسور على عابريها، والمستشفيات على أطبائها ومرضاها .. وهدم كل قائم على أهله.

أحيي صمودكم، وأحيي البطولات التي سطّرها أبطال قواتنا المسلحة ولجاننا الشعبية في الصحاري، والجبال، والسواحل والبحار.. تلك البطولات التي سيسجلها التاريخ بحروف من نور، وستقرأها أجيالنا جيلا بعد جيل بكل الفخر والاعتزاز.. وستتعلم منها قوى التحرر دروساً في رفض الاحتلال، والهيمنة والوصاية والاستكبار، وفي التخطيط لطرد كل مستعمر دخيل، والتعامل مع كل مرتزق خائن لا يعرف معنى الانتماء لوطنه، ولا يعي معنىً لشعبه، وأمته..

تأتي الذكرى السابعة والعشرين للوحدة اليمنية وشعبنا اليمني العظيم ما زال للعام الثالث على التوالي في ظل العدوان السعودي الأمريكي الغاشم وقد تضاعفت آثار هذا العدوان والحصار، وزادت من معاناة شعبنا واستهدفت كل مقدراته، في محاولة يائسة من دول العدوان لتدنيس أرض الوطن وإذلال أهله، والتحكم في قراره، مستخدماً كل وسائل القتل والفتك، وحشد لذلك الشرق والغرب، ورغم ذلك هذا هو الشعب اليمني لم تغيره نوائب العصر، ووحشية العدوان، وخذلان الصديق.

لقد مر سبعة وعشرون عاماً منذ استعاد شعبنا وحدته المباركة، وهي فترة ليست بالقصيرة أو الهينة، جرت خلالها مياه كثيرة في عمر الوحدة، صاحبتها سلسلة من الانجازات والاخفاقات والتحولات التي ألقت بظلالها الكثيفة على مجمل التفاعلات السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية في البلاد منذ ذلك التاريخ وحتى الآن، غير أن الوحدة اليمنية في خضم كل هذه التحولات ظلت الثابت الوحيد الذي لم يتزعزع عند اليمنيين، والمنجز العظيم الذي سيظل اليمنيون يفخرون دوماً بأنهم حققوه ودافعوا عنه وحافظوا عليه، ومع إدراكنا لحجم التعقيدات التي أحاطت بقضية الوحدة اليمنية والمضاعفات السياسية والنفسية والاجتماعية لها ,ندرك ويدرك شعبنا المؤامرات التي يخطط لها تحالف العدوان، وتتكشف يوماً بعد يوم، ضد وحدة الشعب اليمني شماله وجنوبه لتفكيكه الى دويلات وكانتونات متناحرة، وأحب أن أذكركم أيها الشعب الكريم، أن السعودية كانت هي العدو الأول للوحدة اليمنية، وهي من ساعد على نمو الإخفاقات التي ظن اليمنيون أنها بسبب الوحدة، وكانت الداعم الأساسي للشخصيات والقيادات التي أساءت إلى أخوتنا في الجنوب، وهم يعلمون ذلك،

وقد ثبت لنا وللعالم أيها الأخوة أن هذا العدوان لا يحارب دفاعاً عن شرعية مزعومة، أو يستهدف طرفًا أو فصيلًا سياسيًا بعينه بقدر ما يستهدف وحدة هذا البلد وضرب سلمه الأهلي، وتفتيت نسيجة الاجتماعي، وتفكيك مؤسساته وجيشه الوطني، فالعدوان يستهدف اليمن شعباً وأرضاً وتاريخاً وحضارةً، وما ظهور ونمو المشاريع والكيانات الصغيرة التي ترفع شعار تقسيم البلد في هذه المرحلة من عمر العدوان، إلا دليل واضح على الجهات والدول التي تدعمها وترعاها، وهي كذلك تمثل امتداد لسلسلة طويلة من المؤامرات التي أفشلها شعبنا اليمني العظيم بفضل الله ثم بفضل وعي أبنائه وتماسكهم ووحدتهم، في جنوبه وشماله وشرقه وغربه، ونحن على يقين اليوم بأن مشروع العدوان وكافة المشاريع المصاحبة له والمرتبطة به ستسقط، كما سقطت في الماضي أمام عظمة وصلابة هذا الشعب الذي لا يقهر.

الأخوة المواطنون .. الأخوات المواطنات:

نعلم جميعاً أن هناك أخطاء حدثت في الماضي والحاضر، وهناك مظلومية عاشتها فئات مختلفة من الشعب اليمني جنوباً وشمالاً، شرقاً وغرباً، ومن حق أي فئة أو جماعة أو تيار أو مكون سياسي من مكونات الشعب اليمني أن يعبر عن مظلوميته وتطلعاته، وطموحاته المشروعة، والعمل على تحقيقها بكل الوسائل السلمية، ولكن بشرط أن لا تتعارض هذه الطموحات وتتصادم مع توجهات وقناعات ومصالح السواد الأعظم من الشعب اليمني، أو مع ثوابته الوطنية، ولهذا فإن ما يحدث اليوم في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية جزءاً لا يتجزأ من مخطط تمزيق الوطن وتفكيكه وإعادته ليس لما قبل 1990م بل الى ماقبل ثورة أكتوبر المجيدة والى سياسة فرق تسد التي مارسها المستعمر البريطاني، وتنفذها اليوم أدوات قوى الهيمنة المتمثلة في السعودية والإمارات ومن تحالف معها منذ يوم 26 مارس 2015م. ومن يتحمل مسؤوليتها وتبعاتها هم المنتهية ولايته هادي ودول تحالف العدوان، والمجتمع الدولي الذي يغطي بصمته وعجزه هذه التوجهات والمشاريع التقسيمية، والجرائم التي ترتكب بحق الشعب اليمني منذ أكثر من عامين. الأمر الذي يستدعي منا جميعاً التيقظ والحذر من تلك المشاريع الكارثية على كل أبناء الوطن ومواصلة الصمود والتلاحم الشعبي والجماهيري والسياسي، من أجل طرد المحتلين، وتوحيد الجبهة الداخلية، وتمتين بنيان الوحدة الوطنية، وإعادة الحقوق إلى أهلها والتصدي بكافة الوسائل والسبل والخيارات المتاحة لمواجهة العدوان ومؤامراته التي تستهدف اليمن ووحدته واستقلاله.

إن العدوان السعودي الأمريكي يسعى وبكل ما أوتي من قوة وما ملك من إمكانات لاستكمال مشروعه الفوضوي التخريبي لتدمير هذا الشعب والقضاء على مقدراته وإذلال أهله وتمكين القاعدة وداعش من رقاب أبنائه, وكلما طال أمد العدوان كلما سقطت كل الأقنعة التي تقنعها العدوان لتبرير عدوانه مستخدماً أموال نفطه لإقناع العالم بشرعية عدوانه وتضليل الرأي العام بوسائل إعلامه لتغطية الحقائق وتزييف الوعي بشن عدوانه بمزاعم إعادة الشرعية المزعومة التي لم تَعْلَم بالعدوان إلا في فنادق الرياض ثم استمر في عدوانه لمواجهة المد الإيراني المزعوم وتارة بحرصة على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة التي أتت بعد عدوانه بأسابيع, ولم يخفَ ما انطوت عليه أهدافهم الخفية فيعتبر الشعب اليمني شعبًا لا يستحق البقاء ويعتبر جيشه الباسل خطراً يهدد أمنهم.

لكن ومع كل ذلك ورغم سقوط الضمير العالمي أمام النفط السعودي ليغمض عينيه أمام هذا العدوان ما بين متواطئ وداعم وخانع, إلا أن شعبنا اليمني يدرك حقيقة هذا العدوان ولا يمكن أن ينخدع به إلا اللاهثون وراء المال المرتمون في أحضان الصهاينة والأمريكان.

فالعدوان أعلن من واشنطن وباركته إسرائيل ودعمته بريطانيا وشرعنت له الأمم المتحدة التي لم نعهد منها موقفاً مغايراً للبوصلة الأمريكية.

العدوان اجتمعت فيه المتناقضات التي لا تجتمع إلا تحت راية سيدتها أمريكا فقطر الإخوان مع النظام السعودي والامارتي ودواعشهما مع بشير السودان وهلم جراً من المتناقضات التي توحدت ولم تكن لتتوحد لولا الرعاية الأمريكية, حتى تلك الجماعات التي تصنفها أمريكا بالإرهاب تحركت بكل مسارعة للانضمام إلى تحالف العدوان وما يحصل من مسرحيات أمريكية هنا أو هناك بمزاعم ملاحقة القاعدة إنما تأتي في إطار ضبط إيقاعهم بحيث يبقى توجههم في نفس مسار العدوان, وهكذا جمعتهم أمريكا وباركتهم ودعمتهم إسرائيل.

وها هم اليوم وبعد مرور أكثر من عامين يخرون بين أقدام الرئيس الأمريكي ساجدين ليجعلوا منه وليَّ أمرهم وحامي عروشهم ليترأس قمة إسلامية يحضرها حكام أغلب الدول العربية والإسلامية ليجعلوا منه ولي أمرهم وسيدهم المطاع الذي يرسم سياستهم ويصنع توجههم ويحسم تنازعهم وخلافهم في تجلي واضح، أين اتجهت هذه الأنظمة من قول الله تعالى لعباده: {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}. فخمسة وخمسون زعيماً وحاكماً عربيا وإسلامياً أطاعتهم شعوبهم وسلموا أمرهم لهم وهم جاءوا ليسلموا لترامب أوليس هؤلاء الحكام مجتمعون مطالَبُون بقول الله تعالى: {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} فمن الذي جعل الولاية لترامب على هذه الأمة المسلمة؟.

وهنا أوجه ندائي للشعوب في دول العدوان التي ارتقى هؤلاء العملاء من على أكتافها ليسلموا قيادهم لأمريكا أنتم مسئولون أمام الله في ما يحصل على الشعب اليمني من عدوان, ارفعوا أصواتكم وازجروا أنظمتكم بالتوقف عن هذا العدوان كما أوجه نصحي للشعوب العربية والإسلامية بأن يرفعوا أصواتهم ضد العدوان وضد أنظمتهم الساكتة والداعمة ما لم فستحل عليكم الكوارث طال الوقت أم قصر من هؤلاء المستبدين.

وأمام هذا الحدث المدهش والغريب باجتماع ترامب لإدارة القمة الإسلامية يتجلى مصداق قول الله تعالى: { فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين}, لقد سارع الجميع إلى أمريكا تجعل من أنفسهم خداماً مطيعين لأمريكا منفذين لمخططاتها كما هو حال دول العدوان.

يا أيها الشعوب الإسلامية لقد آن الوقت لترفعوا أصواتكم وتنهضوا بمسئوليتكم وإذا لم تنهضوا بمسئوليتكم فالله تعالى تكفل بأن يهيئ رجالاً بدلاء عن كل المتقاعسين والمتخاذلين {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} فأنتم يا رجال اليمن هم القوم الذين وعد الله بهم في زمن الارتداد والارتماء في أحضان الأمريكان والصهاينة.

لقد عجز العالم عن تفسير صمودكم وثباتكم ووعيكم, فأنتم حالة فريدة في هذا العصر لم تأتوا تحت عباءة النظام السعودي وتحت رعايته أتيتم من عمق القرآن وثقافته الأصيلة والقيم الوطنية والحضارية لهذا الشعب الابي, جاهدتهم بكل ما تعنيه كلمة الجهاد, بذلتم النفس والمال, لم تخيفكم صولات الباطل ودعايته, ولم يثنيكم لوم اللائمين فأنتم الموعودون بالنصر وهم الموعودون بالهزيمة والخذلان .

ما يجب أن يعرفه شعبنا اليمني من خلال هذه الأحداث المتسارعة والأنظمة المسارعة أننا في موقف الحق وطريق الانتصار وهم في موقف الباطل وموقع الانكسار، أن نفهم أين موقعنا وأين موقع أعدائنا.

لقد جاء ترامب لينصب النظام السعودي شرطي الأمن المخلص لأمريكا في المنطقة شرطي المرور الذي تمر من خلاله أمريكا وعلى مرأى ومسمع من العالم العربي والإسلامي دون خجل أو حياء.

إنهم يريدون أن يجعلوا من قمتهم سيفا مصلتا على شعبنا ليوحوا أنهم في زخم عدوانهم وأوج قوتهم وما نقوله لهم: [بل أنتم في أضعف مراحلكم وسقوطكم أقرب من حبل وريدكم فأنتم كنتم ولا زلتم خدام الأمريكان إلا أن الجديد هو تبجحكم بعلاقتكم ودعم الأمريكان والصهاينة لعدوانكم وهذا يضعكم في دائرة الضعف أكثر, فأنتم أخلصتم أكثر من أي وقت مضى مع الشيطان الأكبر أمريكا وكلما ازداد إخلاصكم فهو إخلاص مع الشيطان الذي قال الله عنه: {فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا}

أمام هذا كله نحن مسئولون أكثر من أي وقت مضى بالتوحد ورص الصفوف وشحذ الهمم لمواجهة هذه التحديات فعدوكم يعد العدة لتصعيد عدوانه في مختلف الجبهات وبالذات في الساحل الغربي وهو ينتظر زيارة ولي أمره وحامي عرشه ترامب ليطمئن إلى معونته ودعمه وهذا دليل عظمة موقفكم وأثر صمودكم وتماسك جبهتكم الداخلية وضعف عدوكم الذي لم ينفعه تحالفه طيلة السنوات الماضية إلا ليحشد أضعافه لإكمال مشروعه.

الأخوة والأخوات:

إن اليمن يتعرض لمؤامرة كونية لتفكيكه وتمزيقه وقد بدت ملامحها واضحة من خلال المشاريع التفتيتية التي تتبناها دول العدوان في المحافظات الجنوبية والشرقية التي وطأتها أقدام الغزو والاحتلال والتي تعتبر نتيجة طبيعية لسياسة العدوان ونتيجة حتمية لأهدافه الدنيئة التي حشد من أجلها العالم لفرضها بالقوة بعد أن فشل عن فرضها عن طريق عملائه الذين كانوا يتحركون لتنفيذ أهداف العدوان من مواقعهم في السلطة ثم غادروا ليركبوا على ظهور آليات العدوان لفرضها بالقوة.

إن تلك الوعود التي تشدق بها الاحتلال الامارتي وعوده بتحويل عدن الى جنة في الاستقرار والامن ذهبت أدراج الرياح بمجرد ما ترسخت أقدام الاحتلال في المحافظات الجنوبية والشرقية وبدأت ملامح تلك المشاريع التمزيقية تتضح لكل ذي لب وما يحصل الآن هو نموذج واضح لتلك المشاريع.

كل ما لمسناه خلال الأشهر الماضية هو تفريغ الجنوب من رجاله للزج بهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا بعير إنما تخدم أهداف العدوان وتهيئ الساحة في المحافظات الجنوبية للقاعدة وداعش, ومن يظن أن تسعى تلك الدول التي بذلت كل ما بوسعها لاحتلال بعض المحافظات وخسرت من أجل ذلك المال والرجال من يظن أنهم جاءوا ليقدموا خدماتهم المجانية لطرف ما في هذا الشعب فقد سلب وعيه وتفكيره ووطنيته.. وما يحصل في جزيرة سقطرى وصمة عار في جبين كل من تآمر على هذا الشعب فها هي الإمارات تغير ديمغرافية هذا الأرخبيل الغالي على قلوب كل اليمنيين , و نحن هنا نحذر دول العدوان من الإقدام على أي خطوات في هذا الأرخبيل وسيطالهم يد العقاب طال الوقت أم قصر فأبناءها بيمنيتهم سيدوسون على مشاريع المحتل وستحترق مشاريع الاحتلال مهما حاولوا طمس هوية هذه الجزر وغيرها من المناطق التي وطأتها أقدام الغزاة

كما أؤكد لكل من وقفوا في صف العدوان من أبناء الشعب وانخدعوا بشعارات العدوان التي رفعها أو دفعهم حقد وتآمر بعض قياداتهم التي كانت ولا زالت عيون العدوان ووسائله لتمزيق اليمن أقول لهم ألن يكفيكم ثلاث سنوات من العدوان ظهرت فيها كل أهدافه وسقطت كل أقنعته فحملكم وفصالكم في عامين وإن طالت فحملكم وفصالكم ثلاثون شهرا وسيرمي العدوان بكل تضحياتكم عرض الحائط وينفذ أجندته ومخططاته بعيداً عنكم وقد ظهر جلياً لأخوتنا الجنوبيين أنه لم يأتي ليحافظ على الوحدة ولا ليتبنى مشروع الانفصال بل ليمزق اليمن إلى كانتونات صغيرة متصارعة .

إن السلطة في صنعاء وباعتبارها الممثل الشرعي لهذا الشعب تراقب بكثب ما يحصل في كل بقعة في هذا الشعب وتدعوا كل الأحرار والغيارى في مناطق الاحتلال إلى التحرك الجاد والمسئول لمواجهة مشاريع الاحتلال وتشيد بالوعي المتنامي في المناطق المحتلة ضد الاحتلال وتهيئ كافة الوسائل والسبل لتعزيز هذا الوعي والتحرك.

الأخوة والأخوات:

نحن ندرك يقيناً أن ما يحصل من أحداث في المنطقة توجت بزيارة الرئيس الامريكي ترامب للسعودية تأتي في سياق تعزيز دور النظام السعودي كحامي لمصالح أمريكا وإسرائيل ودعمها لتكون رأس حربة المخططات الأمريكية الصهيونية في المنطقة, ونؤكد على صوابية الإجراءات والخطوات التي يتبناها الشعب اليمني بكل مؤسساته الأمنية والعسكرية والسياسية والشعبية في مواجهة العدوان، ورغم ادركنا وقناعتنا بذلك فإننا نؤكد استعدادنا الدائم للانفتاح والتعاون مع كل اللاعبين الدوليين والاقليمين في كل ما من شأنه ان ينهي العدوان على اليمن على أساس احترام سيادة اليمن وامنه وسيادته واستقلاله, وهو ما أكدنا عليه في كل المراحل والمنعطفات السابقة.

وبالتزامن مع زيارة ترامب للمنطقة تقدم ولد الشيخ بطلب لزيارة صنعاء, ورغم معرفتنا وتجربتنا مع هذا المبعوث أنه لا يحمل جديداً ولا يبتكر حلاً غير ما أملي عليه في عواصم العدوان ورغم علمنا يقيناً أن ولد الشيخ لديه إحاطة لمجلس الأمن في الأسابيع القادمة وهو حريص أن يقدم في إحاطته استمرارية تواصله مع أطراف الصراع في اليمن ورغم علمنا أنه يحمل رسالة من دول العدوان بتسليم ميناء الحديدة لدول العدوان تحت عناوين زائفة مع اخذنا تلك الاعتبارات وتقديرنا لحجم الاستياء الشعبي اتجاه سياسة هذا المبعوث غير المحايد فإننا كقيادة سياسية نتعامل بحساسية عالية مع هذه الملفات ونحرص على تفويت أي فرصة يستغلونها لتضليل الرأي العالمي فإننا نترك تقدير الموقف من زيارته لصنعاء للأخوة في حكومة الإنقاذ والوفد الوطني.

وفي هذا السياق نؤكد أن أيدينا ممدودة للسلام وسنظل نحرص على السلام الذي يحفظ للشعب اليمني حريته واستقلاله وكرامته وتضحيات أبنائه.

الأخوة والأخوات:

لقد ترك العدوان آثاراً كارثية على كل المستويات الاقتصادية والصحية والاجتماعية وساعده في ذلك التواطؤ المخزي للمنظمات الدولية والإنسانية التي تشاهد الكوارث الاقتصادية والصحية تفتك بشعبنا ولا تحرك ساكناً, فإن الأخوة في حكومة الإنقاذ الوطني معنيون بالدرجة الأولى بمضاعفة الجهود وبذل أقصى الطاقات لمواجهة التحديات الاقتصادية والصحية والأمنية والعسكرية ويجب التعامل الجاد مع معاناة المواطنين مقدرين الجهد المضني الذي تبذله الحكومة في مختلف المجالات, وفيما يخص الرواتب فإن الحكومة معنية بسرعة إيصال الراتب خاصة مع حلول شهر رمضان المبارك إلى أيادي الموظفين بأي وسيلة ممكنة فالصبر والصمود والمعاناة التي قاسوها طيلة الأشهر الماضية تستحق أن نبذل جهداً في سبيل توفير هذا الراتب, كما يجب على جميع المؤسسات التعامل مع الأخوة في وزارة الصحة لتسخير إمكانيات الدولة لمواجهة الوباء الذي يتنامى وهو وباء الكوليرا والحد من تزايده ومعالجة آثاره.

الإخوة والأخوات :

أغتنم هذه المناسبة لأتوجه بالشكر والتقدير لكل الدول الشقيقة والصديقة التي وقفت إلى جانب الشعب اليمني وساندته في محنته في ظل ظروف العدوان الغاشم، وعلى ما يبذلونه من جهود صادقة لوقف العدوان، واشكر كذلك كافة المنظمات الدولية والإقليمية العاملة في المجال الإنساني التي تقدم الدعم، والمساندة للشعب اليمني. كما أتوجه بتحية وتهنئة تليق بعظمة الشعب اليمني الصادق والصابر الذي ضرب بصموده في مواجهة العدوان الغاشم والحصار الجائر أروع الأمثلة في التضحية والفداء. ولا يفوتني بهذه المناسبة العظيمة أن أوجه تحية خاصة وحارة إلى كل فرد من أفراد قواتنا المسلحة والأمن واللجان الشعبية ولكل قبائل اليمن الذين يسطرون أروع الملاحم البطولية في مواجهة الاحتلال وغطرسة العدوان والتصدي ببسالة وإقدام لكل المؤامرات التي تستهدف اليمن ووحدته وسيادته واستقلاله.

وأنتهز الفرصة لأبارك وأهنئ لجميع أبناء شعبنا وأمتنا بحلول شهر رمضان المبارك شهر الخير والرحمة والإحسان والذي يمثل فرصة ومحطة إيمانية للمسلمين للعودة الجادة إلى الله تعالى وبيئة مناسبة للدعاء والإلتجاء إلى الله تعالى إمتثالاً لقوله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}.

كل عام ووطننا وشعبنا العظيم ووحدتنا في خير وسلام وأمان.

المجد والخلود لشهداء الوطن الأبرار.. والشفاء للجرحى والانعتاق والتحرير للأسرى

النصر والعزة لليمن وشعبه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته