في النهاية.. القدس ثمنُ تحالف “إسرائيل” مع العرب!
بقلم / زينُ العابدين عثمان
أيامٌ قليلة فقط تفصِلُ زيارة مهدي المملكة المنتظَر الذي سيزورُ الرياض في حين يستعد الجميعُ لاستقباله وتسيطر حَالياً حالة من الطوارئ السياسية في الديوان الملكي للملكة العربية السعوديّة، استعداداً للقاء ترامب بالملك سلمان، خادم الحرمين الشريفين، ومن ثم عقد القمة الإسْلَامية الأمريكية التي وجهت السعوديّة دعوات خَاصَّـة لدول مجلس التعاون الخليجي، وأيضاً المغرب، وتونس، والعراق، لحضور القمة المتوقع أن تكون فِي 24 من مايو الجاري بالرياض.
فالتحضيراتُ والتجهيزات لاستقبال ترامب تجري على قدم وساق وقد تم تخصيص مبالغ طائلة لتغطية تكاليف الزيارة وبحسب الوثيقة التي تم تسريبها فَإن الملك سلمان أوعز إلى الجهات المختصة بإيداع الاموال المخصصة لهذه الزيارة في حساب الجهات المعنية التنفيذية والتي تبلغ اجماليا حوالي 68 مليون دولار.
هذه الزيارة التي وصفتها السلطة السعوديّة بانها تأريخيه بكل المقاييس والتي جاءت لتبحث سبل توطيد العلاقات السعوديّة الإسرائيلية ووضع خارطة طريق لإنشاء المشروع المنشود بينهما وهو الناتو الإسْلَامي الإسرائيلي الذي يستهدف بالدرجة الأَسَاس ما وصفوه بالخطر الإيْرَاني ضد المقدسات الإسْلَامية.
وبصفة المملكة تحتوي على أعظم مكان مقدس ستكون أول دولة في قائمة زيارة ترامب التي تستهدف الأماكن المقدسة بالمملكة وإسرائيل والفاتيكان في روما فبعد زيارة ترامب للمملكة يطير الرئيس الأمريكي إلى ثاني محطات رحلته فِي الشرق الأوسط متجهاً إلى إسرائيل تحديداً إلى القدس المحتلة حسب ما تناقلته وسائل اعلام عبرية والتي ستشهد جميع أعمال الزيارة الرسمية، ومن المقرر أن يقيم ترامب وزوجته ميلانيا، ومن المتوقع حضور ابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر اليهودي الديانة، بالإضَافَة إلى وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، ووزير الخارجية الأمريكية، ركس تيلرسون، وأعضاء السلك الدبلوماسي والحراسة والمراسم. وبعد رحلته إلى إسرائيل، سيتوجه ترامب إلى روما ويزور الفاتيكان للقاء البابا فرنسيس، فيما يشبه جولة بين الديانات المقدسة.
إذن لم يعد الامر مسلياً بالنسبة لأمريكا وإسرائيل في تدمير الشرق الأوسط عن بعد وبأُسْلُوْب الحرب الناعمة خصوصا بعد تحطم مشروع داعش وقرب انتهائه في المنطقة وكذلك صعود القوة الإيْرَانية لذا حان وقت إخراج إسرائيل للواجهة كعضو فاعل ومؤثر في المنطقة وفي حل قضاياها الساخنة وأبرزها القضية الفلسطينية التي ستغير من النظرات العربية تجاه إسرائيل.
فعلى نطاق الزيارات الترامبية فإنه من المرجح أن يتم وضع حجر الزاوية للتحالف الإسْلَامي الصهيوني المتوقع الذي سيكونُ مشروعاً خلفاً ووريثاً لما يسمى داعش ثم الالتفات إلى حل وَذبح القضية الفلسطينية دبلوماسياً على طاولة مفاوضات السلام المرتقبة وَالذي سيكون منطلقاً للاعتراف العربي الخليجي المباشر بدولة إسرائيل كدولة سيادية وكل هذا تحت ضغوط ورعاية أمريكية.
لذا فمن المتوقع أن إسرائيلَ بحد ذاتها ستكونُ بعد زيارات ترامب المكوكية شريكاً وحليفاً استراتيجياً لدول مجلس التعاون والأنظمة العربية في إدَارَة دفة الشرق الأوسط والمنطقة ومشاركتهم في صنع القرار السياسي العربي والإسْلَامي.