هرولة سعودية خليجية تطبيعيه شاملة وسط صمت إسرائيلي
كشفت الصحيفة الأمريكيّة (وورلد ستريت جورنال) بأنّ دول الخليج، وفي مقدّمتها، المملكة العربيّة السعودية، قامت ببلورة مبادرةٍ جديدةٍ بموجبها تقوم هذه الدول بعددٍ من خطوات التطبيع مع إسرائيل، وبالمُقابل تُوافق إسرائيل على تجميد الاستيطان بشكل جزئيٍّ في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، بالإضافة إلى تسهيل إدخال البضائع من إسرائيل إلى قطاع غزّة، على حدّ تعبير المصادر السياسيّة في واشنطن.
من جانبها قالت صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة صباح اليوم الثلاثاء على موقعها الالكترونيّ إنّ المُستوى السياسيّ في تل أبيب لم يُعقّب لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ على ما نشرته الصحيفة الأمريكيّة (وورلد ستريت جورنال)، حول العرض الذي تقدّمت به دول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربيّة السعوديّة لكلٍّ من “إسرائيل” والولايات المُتحدّة الأمريكيّة باتخاذ خطواتٍ تطبيعيّةٍ مع الدولة العبريّة مُقابل موافقة الأخيرة على تجميد الاستيطان في الضفّة الغربيّة المُحتلّة.
وبحسب الوثيقة، فإنّ الدول العربيّة المذكورة تقترح إقامة خطوط اتصال مباشرة بين “إسرائيل” وعددٍ من الدول العربيّة، ومنح الشركات الإسرائيليّة إمكانية التحليق وعبور الأجواء في جميع دول الخليج، وإلغاء القيود المفروضة حتى اليوم على إدخال المنتجات الإسرائيليّة إلى دول الخليج.
وعلاوة على ذلك، أضافت الصحيفة، أنّ دول الخليج تفحص إمكانية منح الرياضيين الإسرائيليين تأشيرات دخول، بالإضافة إلى منح هذه التأشيرات لرجال الأعمال الإسرائيليين، الذين يرغبون في إقامة علاقات اقتصاديّة مع دول الخليج،
وأضافت الصحيفة بأن الوثيقة طلبت فيها دول الخليج مُقابل هذه الخطوات من حكومة بنيامين نتنياهو اتخاذ خطوات مهمّة في الطريق إلى السلام مع الفلسطينيين، ومنها، على سبيل الذكر لا الحصر، تجميد البناء الاستيطانيّ خارج الكتل الاستيطانيّة، التي وعد بها الرئيس الأمريكيّ الأسبق، جورج بوش، رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، أرئيل شارون، في العام 2004 بإبقائها تحت السيادة الإسرائيليّة حتى ضمن الحلّ النهائيّ للقضية الفلسطينيّة.
وكان بنيامين نتنياهو أشار إلى وجود علاقات مع دول عربية، إذ قال إنّ الإيجابية الوحيدة للاتفاق النووي هي تقارب إسرائيل وبعض الدول العربية في المنطقة، وتابع قائلاً في مقابلةٍ أدلى بها في شهر (فبراير) من العام الجاري لشبكة (CBS): بإمكاني إخبارك أنّ دولًا عديدة في المنطقة لم تعد ترى بإسرائيل دولة عدو، بل على العكس، باتت تعتبرها حليفة، على حدّ تعبيره.
وسألت مقدمة البرنامج نتنياهو عن علاقة إسرائيل والمملكة العربية السعودية فأجاب “لا تعليق”، لكنها أصرت على السؤال: هل تبني إسرائيل والسعودية جبهة ضد إيران في الشرق الأوسط؟، فأجابها نتنياهو: حتى لو لم نفعل ذلك، هذه الجبهة موجودة بكلّ الأحوال، على حدّ تعبيره.
كما شدّدّ في سياق حديثه على تغيّر وضع “إسرائيل” في العالم العربيّ، موضحًا أنّ إسرائيل لا تعد عدوًّا، بل تعد على الأرجح حليفًا للعالم العربي في معركته الحتمية مع ما أسماها بقوى “الإسلام المتطرف”، إنْ كانت متمثلة في إيران الشيعية أوْ داعش السني المتطرف على حدّ قوله.
إلى ذلك يُذكر أنّ وزير الأمن الإسرائيليّ السابق، موشيه يعلون، رأى مؤخرًا خلال مشاركته في مؤتمر مركز أبحاث الأمن القوميّ، الذي عُقد في تل أبيب، رأى أنّ” المعسكر الأكثرُ أهمية اليوم بالنسبة لإسرائيل هو المعسكر الذي تقوده السعوديّة، لافتًا إلى أنّ للدولة العبريّة مصالح مشتركة عديدة مع هذا المحور وهذا هو الأمر الأهم لتأسيس علاقات معه اليوم أكثر من السلام وأكثر من الاتفاقات والاحتفالات”، على حدّ تعبيره.
وأضاف يعلون إنّ الحديث عن العلاقات بين “إسرائيل” وبين دول عربية لم يبقَ كلامًا في الهواء بل ترجم لأفعالٍ على الأرض، بحسب أقواله.