زيارةُ ترامب.. البقرةُ الحلوب في مسلسل الهروب
بقلم / نوح جلاس
منذ بداية انطلاق الدعاية الانتخابية للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” كانت مملكةُ آل سعود هي الهدفَ الظاهر على منظار قناصة هذا المهووس، فقد كان صريحاً ومهولاً في حربه الكلامية ضد المملكة ووضعها في مرمى بندقيته مستخدماً رصاصة الابتلاع لأرصدة آل سعود الهائلة المتواجدة في بنوك الولايات المتحدة.
وبالفعل أطلق تلك الرصاصة وقام بتجميد المال السعوديّ المقدر بأكثر من 700 مليار دولار كدفعةٍ أولية من أصل 3,3 تريليون دولار فاتورة مسرحية الحادي عشر من سبتمبر، فرضها ما يسمى بـ” قانون جاستا”.
إختيار ترامب لهذه الرصاصة أن تكون أولى الطلقات الموجهة لصدر البقرة الحلوب كان من باب شق طريق راعي البقرة “صهيو أمريكا” لامتصاص طاقتها ولي ذراعيها وساقيها قبل الذبح.
وقبل هذا كانت البقرة الحلوب قد أنفقت الأموال الهائلة في دعاية “كلينتون” الانتخابية، سعياً في الهروب من سكين الجزار “ترامب”، ولكن دون جدوى.
مسلسل الهروب للبقرة الحلوب أجبرها على تقديم العديد من القرابين لهذا الراعي المتربص بها، وقد تمثلت في دخول المملكة في مراحلَ سياسية عميقة وجريئة تتحد تحركاتها وأَهْدَافها مع الكيان الصهيوني.
وبلا شك أن تقديم البقرة هذه القرابين في مسلسل الهروب، قد فتح آفاقاً جديدةً أدى إلى تغيير رأي راعي البقرة “صهيو أمريكا” وتأجيل موعد الذبح إلى حينٍ آخر.
وهذا ما لحظنا في قيام ترامب بتغيير اتجاه بوصلته العدائية والانتقامية وإعادة توجيهها إلى الطرف المضاد “إيران”، مجبراً البقرة الحلوب وبعض قطيع الخليج على التعاضد مع الراعي الماكر “إسرائيل” لمناطحة إيران.
زيارةُ الشبح ترامب للمملكة في الأيام القادمة تحمل في طياتها العديد من الأحداث الدرامية الجريئة، أبرزها إقامة قمة إسْلَامية أمريكية لوضع الخطط المستقبلية في إقحام البقرة الحلوب وقطيع الخليج والزج بها في حلبة صراع جديدة كفيلة بإنهاكها وتسهيل ذبحها دون أي جهد يبذله هذا الراعي الماكر الذي سبق وقد استنزف جزءً كبيراً من الطاقة الإنتاجية لبقرته الحلوب في مناطحاتها مع ثيران الإرهاب في العراق وعناقها مع ثيران الإرهاب في سورية وليبيا!، إضَافَةً إلى تهشيم قرنها في صخرة اليمن.
وما النفقات الهائلة التي ستنفقها البقرة الحلوب على زيارة ترامب والتي قُدرت بمئات الملايين السعوديّة، إلا بداية بسيطة لقص شريط الحلبة التي ستدخلها هذه البقرة لإنهاء ما تبقى من طاقتها وإنتاجها ووصولها إلى حيث يريد هذا الجزار المتربص بها الذي سيذبحها لا محالة بعد أن يراها غيرَ مجدية؛ ولكن كما ذكرت سابقاً بعد أن يقومَ بربط وليّ ذراعيها وساقيها وإسقاطها أرضاً لذبحها بسهولة متناهية.