الخبر وما وراء الخبر

من جنوب اليمن إلى شمال سوريا.. المُخَطّط واحد!!!

198

بقلم / زيد أحمد الغرسي

ما يجري في الجنوب من خلافات بين السعوديّة والإمارات مجرد تبادل أدوار يحبكها المهندس البريطاني الخبيرُ بالجنوب، وإذا كانت هناك خلافات تفصيلية أَيْضاً تكون نهايتها على دمار الجنوب وقتل قياداته.

إعْلَانُ المجلس من قبل عيدروس الزبيدي يوضح الدور الذي تقوم به الإمارات حيث تحاول أن تصور انها مع عيدروس الزبيدي ضد المفلحي وهادي وتحرضهم لإنشاء هذا القرار كردة فعل لكنه حقيقة يهدف إلى استكمال خطوات تقسيم اليمن وتقسيم الجنوب نفسه حيث سعت الإمارات منذ احتلاها الجنوب إلى خلق صراعات مناطقية ثم تشكيل جيوش لكل محافظة بمسميات مختلفة ثم إعْلَان ما يسمى بإقْليْم حضرموت والايحاء بقرب الإعْلَان عن إقْليْم عدن وفي نفس السياق سعت لتقسيم الجنوب على المستوى الاقتصادي.

وفي سياق تبادل الادوار استقطبت السعوديّة ما عُرف بالزمرة هادي ومليشياته واستقطبت الإمارات الحراك الجنوبي الذي عملت على احتوائه ثم التخلص من قياداته عبر الاغتيالات التي تقوم بها القاعدة وداعش أَوْ بحُجّة الخلافات مع هادي ومليشياته وفي نفس الوقت استثمرت ذلك لخلق صراع مناطقي ستستفيد منه في تقسيم الجنوب..

ما يؤكد تبادل الأدوار بين الدولتين أن بعض أسماء ما يسمى المجلس الجنوبي محسوبين على السعوديّة وإذا كانت هذه الخطوة إماراتية بحتة رداً على السعوديّة فكيف توافق السعوديّة بل كيف يتم الإعْلَان عن المجلس من عاصمتها الرياض من قبَل عدوها المفترض الزبيدي?..

إعْلَان ما يسمى بالمجلس الجنوبي خطوة متقدمة على مسار تقسيم اليمن بانتظار نضوج الاحداث في المنطقة خصوصاً بعد نتائج زيارة ترامب إلى الرياض والتي أَصْبَحت ملامحها واضحة بالتحركات الأمريكية قبل الزيارة حيث تسعى أمريكا لفصل شمال سوريا عن سوريا واقامة دولة كردية في الحدود بين سوريا وتركيا وفصل جنوب اليمن ثم فصل غربه بمحاولتهم احتلال الحديدة ضمن مشروع تقسيم اليمن الذي رسمه السفير الأمريكي في مؤتمر الحوار ورفضه انصار الله قبل عامين.

مهمة ترامب هي البدء بتقسيم المنطقة جغرافيا لصالح العدو الصهيوني في سياق مشروع الشرق الأوسط الجديد مع اقامة علاقات بين دول المنطقة وكيان العدو الصهيوني والغاء القضية الفلسطينية تماما باعتراف حماس ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.

منذ الإعْلَان عن مشروع الشرق الأوسط الجديد لا يزال الأمريكي والإسرائيلي يسعون لتنفيذه فكانت مهمة اوباما التهيئة له بشن العدوان على سوريا واليمن وليبيا وإعادة احتلال العراق.

وبالعودة إلى الملف اليمني فعام وثمانية اشهر اتقن فيها المهندس البريطاني ضبط الايقاع بين السعوديّة والإمارات ليحصل على مبتغاه في تقسيم الجنوب واعادته إلى ثكنات وقواعد عسكرية تخدم مصالحه وأَهْدَافه الاستعمارية القديمة الجديدة بالتشارك مع الولايات المتحدة الأمريكية فيما لم يجن أبناء الجنوب إلّا القتل والتفجيرات وتسلط القاعدة وداعش عليهم وتردي كُلّ الخدمات الأساسية للمواطن..

فهل اتضحت اللعبة؟