الخبر وما وراء الخبر

إلى الشركاء في الداخل

159

محمد علي الحوثي*

أيُّ نجاح أَوْ إخفاق يتحمَّلُ نتائجَه مَن يزعُمُ أنه عارفٌ بكل شيء؛ لأن المعرفةَ توجِبُ التصحيحَ، خصوصاً مع ادعاء الوطنية وحب المصلحة العامة.

أيضاً من موجبات المعرفة الإدارية والعلمية لمن يدعيها أن لا يشاركَ إلّا في أَعْمَال ناجحة؛ لأنه منذ البداية ومن خلال الخبرة يضَعُ المحدّدات والأَهْدَاف ولديه القياس للتصحيح حتى لا يحصلُ الاخفاق.

وأيضاً إن من واجبات النجاح وأبجدياته هو الحفاظ على التعاون ومن خلال تقسيم المهام والأَعْمَال ووضع الكفاءات لذلك بحسب الخطط والبرامج التي يعمَلُ الشركاء على تنفيذها لبلوغ أَهْدَاف الشراكة التي تعني الحفاظَ على الوطن والحفاظ على كُلِّ ما يؤدي إلى الحفاظ عليه.

إن الشراكةَ الناجحةَ التي تكونُ بين الشريكَين يكون عنوانُها الأولُ الكفاءة الإدارية من خلال المعطيات السابقة وغيرها حتى لا يصلوا إلى المَثَل القائل “لحمة الشراكة لا تنضج” والتي تعني إلقاءَ اللوم على الآخر، مما يؤدّي للتواكل وفلتان الأمور.

إن الأَسَـاس في أية شراكة هو أولاً الثقة المتبادلة بين الطرفَين، فلا يمكن لأي عمل أن يحققَ النجاحَ إذَا لم تتوفر هذه الثقة والتي تنتجُ التفاني والشعور بالحسّ الوطني والحفاظ على المقومات، ومن خلال تقريب وجهات النظر وفتح باب التأويل تنجح المهام وتنجز القضايا، ولعلي أذكر مقولة للوالد العلامة السيد بدرالدين الحوثي رحمة الله. قال فيها (لو فتح باب التأويل لما اختلف اثنان)، وبفتح هذا الباب يستطيعُ الشركاء الاستمرارَ في علاقاتهم الودية.

إن الشراكة ليست كالبيع حتى يقال إنك بعته غرراً، بل علاقة قائمة على تحمُّل المهام وتأدية الواجبات وفهم المسؤوليات من خلال برامجَ عمليةٍ مزمنة ومحددة وأمام أية شراكة تحتاجُ إلى توحيد الصفوف والأَهْدَاف ونبذ الشائعات.

وهذه الشراكة تأتي عادةً من خلال نُضْجٍ في التفكير بين الشركاء بأهميّة العمل المشترك؛ لذلك نقول للشركاء: ليس إعلان الشراكة فقط هو الانجاز إنما الانجاز تنفيذُ الأَهْدَاف للوصول من خلالها إلى نجاح الخطط والمحددات.

إن الحفاظَ على المنجز أعظم من الانجاز نفسه، وللحفاظ عليه يحتاج إلى حزم وحسم وطرد السفهاء الذين يشوشون أَوْ يغمزون أَوْ يلمزون من هذا الميدان؛ لتثبتوا للجميع مصداقيتَكم في الشراكة.. لذلك نقول لكل الشركاء: أنتم أمَام مهمة وطنية تحتاجون للسير عليها إلى النصيحة والتقويم لبعضكم البعض بعيداً عن المكاسب الشخصية، لتجعلوا من مكاسب الوطن هي الخفّاقة على كُلّ المواطنين، بعيداً عن التخوين أَوْ التجريح أَوْ التبخيس، فلكُلٍّ منكم أدواتُه وتوجيهها للحفاظ على الوطن ورفد المقاتلين في كُلّ جبهات الوطن والحفاظ على المواطن وبذل المزيد من الجُهد لتوفير راتب الموظف هي المعيارُ الحقيقي للحس الوطني وللعصامية المطلوبة الآن.

فالعدو يتربَّصُ بالوطن الغوائل، ومَن لا يعي هذه المرحلة فليس من رجال السياسة ولا الميدان، وهو بعدُ لا يعرفُ قيمةَ التضحية للشعب اليمني المجيد الذي خلّد ذكراه بمواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ وحلفائه في صفَحات التأريخ النيّر الذي لا يمكنُ لأيّ زيف أَوْ تضليل تجاهُلُه أَوْ الطغيانُ عليه، وحتى النصر نقولُ للشعب كُلَّ مَن يعمَلُ على المماحكات فهو يعمَلُ لصالح العدو، ونعدك أنه لن ينجحَ بإذن الله.

*رئيس اللجنة الثورية العليا