الخبر وما وراء الخبر

معركةُ الوعي

123

بقلم / أمل المطهر

عدوانٌ وحصارٌ وقصفٌ وقتل وإبادة.

وشهداء يرتقون وآخرون ينتظرون.

وبين هذا وذاك نرى مَن ما زال لا يدري أين موقعُه يتأرجح بين اليقظة والحلم، نراه تارةً ينتقدُ جرائمَ العدوان، وتارة يقعُ في مصيدة قلة الوعي وينساق مع الضجيج، بل ويصدر الأصوات النشاز مع مَن يفعلون، تارة يقول صامدون مهما صنع المعتدون وما هي إلّا بُرهة ويقول:

لا صمود بدون الرواتب.. يتقلب ويتلون لم أعد أعلم من أية طينة هو؟!

هذا النوع هو لا يؤيد العدوان لكن أعماله كلها تخدمه.

فهو متخاذل متعلل متأثر بالشائعات والأراجيف، ينعق مع كُلّ ناعق.

هل عرفتم ما هو داؤه أنه انعدام الوعي وما أخطره من داء؟!

فلو كان واعي بحجم العدوان والمؤامرة التي تستهدف كُلّ مافي وطنه وهو أول المستهدفين لما تخاذل أَوْ تنصل.

لوكان واعياً بأساليب العدو ومكره لَكان محصناً ضد أية شائعات ولما اثرت فيه أَوْ أتعبت نفسيته.

لو كان واعياً بأهميّة تحركه لمواجهة هذا العدو لما تبلدت مشاعره وتجمد تفكيره ولَاستشعر مسؤوليتَه أمام الله والوطن.

لوكان واعياً لما قدّم للعدو خدماتٍ بالمجان ونشر كُلّ صغيرة وكبيرة بكل غباء وحمق!

لو كان واعياً لَما كان هناك عدوان.. فالوعي هو سلاح الشعوب ضد أعدائها فبوعيها تتحرك وتقاوم وتهاجم وتسدد، وبوعيها تنتصر.