الخبر وما وراء الخبر

دول الهيمنة والاستكبار وحلفاؤها الأعراب

168

بقلم / صولان صالح الصولاني

إن دولاً استعمارية كأمريكا وبريطانيا وفرنسا أو ما اصطلح على تسميتها خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية بـ”دول الحلفاء” ومن منطلق كون وظائفها وأدوارها كأنظمة تدار من قبل اللوبي الصهيوني، تصبُّ في خدمة مشروع الصهيونية العالمية، لا يمكن لها البتّة أن تلتزم أو تؤمن بشيء اسمه الاخلاق والقيم والمبادئ الإنسانية في تعاملاتها وتصرفاتها مع الآخرين أفراداً ودولاً وشعوباً وأنظمة، وتلك حقيقة يؤكدها تاريخها الأسود الحافل بالظلم والهيمنة والاستكبار.

ولذلك تجد طبيعة علاقات هذه الدول الاستعمارية مع حلفائها الأعراب من ملوك وأمراء دويلات وممالك ومشيخات النفط والبترودولار الخليجي، تظل دائماً وأبداً مرهونة بمدى الفائدة والمصلحة، لا أقول هنا المرجوة، وإنما الحتمية التي تجلبها لنفسها عادة – بوجه أو بآخر – من وراء مثل هكذا علاقات محكومة بسفنها وأساطيلها الحربية وقواعدها العسكرية المتمركزة في سواحل ومياه بحر الخليج لحماية أنظمة وعروش ملوك وأمراء النفط والبترودولار الخليجي من أن ينالها غضب شعبي أو زحف بشري يستهدف اجتثاثها لا سمح الله، الأمر الذي سيعرقل مشاريع الصهيونية العالمية في منطقة الشرق الأوسط ويصيبها في مقتل، ولربما سيشكِّل ذلك أيضا إيذاناً لشعوب الأمة العربية والإسلامية باجتثاث الكيان الإسرائيلي اللَّقيط والمدلَّل أمريكياً وبريطانياً وفرنسياً من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما لا يحبذه شياطين بني صهيون، وعلى رأسهم أمريكا، الشيطان الأكبر.

فإذا ما بحثنا جيداً حول معرفة مصادر تمويل نفقات وتكاليف الحروب العسكرية المباشرة وغير المباشرة التي خاضتها وتخوضها دول الهيمنة والاستكبار العالمي ممثلة بأمريكا وبريطانيا وفرنسا، وحلفائها في العالم على مدى عقود مضت حتى اليوم ضد بلدان وشعوب الأمة العربية والإسلامية، سنجد وبما لا يدع مجالاً للشك أن دويلات وممالك النفط والبترودولار الخليجي وعلى رأسها السعودية، هي المموِّل الحصري لأي حرب تقودها أمريكا بمنطقتنا العربية والإسلامية أو بأي منطقة في العالم، فضلاً عن الأموال الخليجية الطائلة من عوائد وصادرات النفط والغاز الخليجي التي تذهب لدعم اقتصاديات أمريكا ودول الغرب دون أي مقابل يذكر.

وبالتالي صار من الطبيعي أن يصرِّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية علناً بقوله: إن السعودية لا تمثل بالنسبة لأمريكا سوى بقرة حلوب، متى ما جفّ حليبها، يتم ذبحها مباشرة والاستفادة من لحمها، ومن الطبيعي جداً ألا يبدي النظام السعودي أي نوع من الحرج والاستياء إزاء ذلك التصريح الاستفزازي المهين أو غيره من التصريحات الاستفزازية الأخرى بل والابتزازية لترامب التي كان آخرها قبل أيام حينما تحدث قائلاً: إن السعودية تمتلك أموالاً كثيرة ولذا يجب عليها أن تدفع مبالغ أكبر لأمريكا لمقابل حمايتها، لأن تصريحات أمريكية كهذه لم تأت خلافاً لواقع وطبيعة العلاقات السائدة بين أمريكا وحلفائها الاعراب في جزيرة العرب.. ولا يتوقف الأمر بالنسبة لأمريكا ودول الغرب عند حدود سلب ونهب ثروات وأموال شعوب الجزيرة العربية بواسطة حلفائها وأدواتها الخلاوجة من ملوك وأمراء العهر، بل امتد ليشمل قيام الطرف الأول برسم مخططات ومشاريع الهدم والدمار لمختلف الأقطار العربية ونشر الفوضى في أوساط الشعوب، ومن ثم توزيعها على أعضاء الطرف الثاني المتمثل بصهاينة العرب الذين يتربعون عروش دويلات وممالك ومشيخات النفط والبترو دولار الخليجي، والذين بدورهم يقومون بتنفيذ المهام والأدوار القذرة حسب الأوامر والتوجيهات بل والمخططات المرسومة لكل منهم على حدة وتمويلها على نفقة الشعوب والدويلات والممالك الخليجية التي يتربعون عروشها.