جنيف.. مؤتمر المانعين ومظلة المعتدين.
بقلم / نوح جلاس
المؤتمرات تلو المؤتمرات والقمة تلو الأخرى؛ هكذا هو السيناريو المعهود الذي تنتهجه قوى الشر للنيل من موجات الغضب المتراكمة نحوها من قبل الرأي العام أولاً والشعوب المنهكة ثانياً.
وهكذا نموذجهم في إسبات الشعوب التي يجرعونها الويلات؛ كالخيل في مضمار السباق!، تبرحه ضرباً من أجل أن تنال الجائزة فتحصل عليها وتعطيه القليل من الأعشاب اليابسة!.
واليوم هاهي قوى الشر كعادتها تمارس المكر والتزييف وتشتيت أنظار الشعوب وامتصاص شحنات السخط وردود الأفعال العكسية جراء عنجهيتها المفرطة بحق الملايين من أبناء الأمة العربية والإسلامية.
فبعد أن قاموا بفرض حصارٍ خانقٍ على جميع المستويات ضد بلادنا وماصاحبه من قتل ودمار وإبادات بحق البلد أرضاً وإنساناً، تكونت هناك موجات غضب عارمة لدى الرأي العام الواعي، ناهيك عن السخط العدائي الكبير الذي يحمله أبناء شعبنا من جورِ معاناتهم الكبيرة؛ عمل الماكرون على جعل مؤتمر “جنيف” درعاً واقياً لهم من الهجمات العكسية، كسابق القمم والمؤتمرات والمفاوضات على مدى العامين.
وفي هذا المؤتمر تنكر اللئام بـزي الكرام مغلفين للعالم قبحهم ودنائتهم بغشاء لطيف يملأه الإحسان والعطاء، وكأنهم الأم الحنون لهذه الأمة.
فباشروا بالتبرعات والمنح والعطاء بسخاءٍ كبير يكفي لأن يسد رمق الأمة وأكثر!؛ إلا أنه في الحقيقةِ عطاء لم يخرج عن الحبر الموجود في الأوراق التي قرأوها، أو يتجاوز عدسات الكاميرات التي نقلوا صورتهم المزيفة من خلالها!.
وهذا العطاء الكاذب لاقى الأبواق الوسيعة التي وصل صداها إلى العالم بكله لتنويمه وبهدوءٍ مطلق ناسفين لكل موجات الغضب وصافرات الإستهجان الموجهةِ ضدهم.
ولعل أعظم الأبواق الخادعة والوسيعة التي خدعت العالم هي تلك الدميةِ الضخمة بيد قوى الشر.
إن هو ذلك الحكم الذي أتى يحمل هيئة المصلح النافع، وهو في الحقيقة من يدير الصراع ويوجه ضربات العدو إلى صدور شعبنا بكل وحشية ناقلاً للعالم صورةً ناعمة عن هذا التوحش الإجرامي من خلال تصريحاته وكتاباته في وسائل الإعلام!.
بكل تأكيد عرفتم أن هذا البوق هو مبعوث الأمم المتحدة على العدوان ضدنا.
فبعد تقديم العالم المتآمر فتات الخبز الوهمية لإعتاق شعبنا، قامت هذه الدمية بتضخيمها وتجسيمها وتصويرها للعالم بأنها كعكة كبيرة كفيلة بإنقاذ 18 مليون يمنياً من المجاعة التي يعانوها!، مقدماً الشكر الجزيل لقوى الشر على كرمها واهتمامها بشأن الأمة!.
وهنا بقيت الأمة كعادتها تواجه الظلم والجور بوجه العالم الفاجر في ظلِ ارتياحٍ كبيرٍ لدى الرأي العام العالمي الذي نام على موسيقى هادئة عزفها “ولد الشيك” بأوتاره التي خادع العالم بها على مدى العامين.
وبهذا يدخل شعبنا جولةً جديدةً من التحدي والصمود بوجه هذا العدو الجبان، الذي سيستمر في طغيانه بغية إركاع شعباً يتحمل آلام الأمة وفي نصب عينيه كل آمالها، والتي ستأتي لامحالة.