أمين عام المجلس النرويجي : الحصار على اليمن تسبب بإنهيار إقتصادي
أكد أمين عام المجلس النرويجي للاجئين يان ايغلاند أن الحصار المفروض على اليمن من قبل دول التحالف تسبب في إنهيار إقتصادي للشعب اليمني.
وقال أمين عام المجلس النرويجي للاجئين في مؤتمر صحفي عقده بمطار صنعاء الدولي قبيل مغادرته اليوم ” إن القيود التي فرضتها دول التحالف العسكري على كافة إمكانيات الوصول إلى اليمن جوا وبحرا وبرا تسببت في إنهيار إقتصادي لـ 27 مليون نسمة من الفقراء”.
وأضاف ” أنا مصدوم للغاية مما رأيت وسمعت هنا في اليمن المنكوب جراء الحرب والجوع, أن العالم يسمح للمجاعة بأن تجتاح نحو 7 مليون رجل وامرأة وطفل بشكل بطيء وغير مسبوق، هذا ليس جفافاً ولكنه كارثة يمكن الوقاية منها فهي أولاً وآخراً من صنع الإنسان”.
وقال “إن هذا فشل ذريع للدبلوماسية الدولية في إيقاف الحرب وتجنب مجاعة يمكن الوقاية منها تماما فضلاً عن إنهيار الخدمات الصحية والتعليمية لملايين الأطفال ولا يوجد في أي مكان على الأرض مثل هذا العدد الكبير من الأرواح المعرضة للخطر ” .
وندد إيغلاند بالحصار الجوي والبحري والبري الجائر والظالم على الشعب اليمني من قبل دول التحالف بقيادة السعودية .
وأضاف ايغلاند ” لسنا متأكدين حتى من أن شريان الحياة الإنساني الرئيسي ميناء الحديدة سيظل مفتوحا لأن التحالف العسكري بقيادة السعودية والمدعوم من دول الغرب هدد بمهاجمة الميناء الأمر الذي سيؤدي إلى قطع الإمدادات لملايين المدنيين الجياع” .
وناشد أمين عام المجلس النرويجي للاجئين جميع الأطراف والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بعدم إذكاء الصراع أكثر .. وقال ” نحن بحاجة إلى الإتفاق على وقف إطلاق النار وإجراء محادثات سلام جدية وإغاثة 19مليون يمني محتاج بشكل عاجل”.
وأشار إلى أن برنامج الغذاء العالمي سيقدم غذاء لثلاثة ملايين شخص هذا الشهر من إجمالي الأشخاص الذين يعتبرون على حافة المجاعة والمقدر عددهم بسبعة ملايين شخص .. مبينا أن العاملين في الإغاثة باليمن يعانون من نقص حاد في التمويل وعدم قدرتهم للوصول إلى العديد من المجتمعات المحلية المحتاجة.
كما أكد ايغلاند أن واردات الأغذية التجارية وصلت إلى أدنى مستوياتها مما أدى إلى إرتفاع أسعار السلع الأساسية بمعدل الثلث، كما يعاني 60 بالمائة من السكان من إنعدام الأمن الغذائي فيما سبعة ملايين شخص لا يعلمون من أين سيحصلون على وجبتهم القادمة الأمر الذي يجعل اليمن في مواجهة أكبر أزمة للأمن الغذائي في العالم.
وقال ” إن أحد العاملين في مجال الإغاثة قال إن الخوف واليأس كبيرين في أوساط المدنيين في الوقت الراهن لدرجة أن الأمهات اللاتي لديهن أطفال يعانون من نقص التغذية الحاد يحملن أطفالهن من على أسرة المستشفيات حال سماعهن تحليق الطائرات الحربية “.
وأوضح ايغلاند أنه التقى خلال زيارته لليمن عدد من العائلات المتضررة جراء النزاع وممثلي السلطات والشركاء في المجال الإنساني .. مبينا أنه التقى المعلمين والعاملين الصحيين والمهندسين وغيرهم من موظفي الخدمة المدنية الذين لم يتقاضوا رواتبهم لمدة ثمانية أشهر والذين يكافحون حاليا من أجل البقاء.
وقال ” ينبغي أن تكون وكالات التنمية قادرة على إستمرار عمل القطاع العام من أجل منع تفشي الأمية والأمراض الوبائية، كما لا يمكن السماح بالإستمرار بخنق السكان المدنيين على جانبي خطوط المواجهة “.
ولفت أمين عام المجلس النرويجي للاجئين إلى أن المجلس يقدم خدمات في محافظات عمران وحجة وتعز والحديدة ولحج وعدن وأمانة العاصمة، كما قدم المجلس مساعدات إنسانية لأكثر من مليون شخص خلال العام الماضي.
وذكر أن المجلس يعمل في اليمن منذ 2012م وينفذ حاليا برامج إغاثية إنسانية تغطي قطاعات الأمن الغذائي والمأوى والتعليم والمياه والصرف الصحي .. مؤكدا أن المجلس النرويجي للاجئين منظمة إنسانية غير سياسية تهتم بالشئون الإنسانية .
كان في وداعه مدير عام مطار صنعاء الدولي خالد الشايف ورئيس دائرة المنظمات والمؤتمرات الدولية بوزارة الخارجية يحيى السياغي.
سبأ