تنامي التعاون بين الکیان الإسرائيلي والسعودية مع بناء شبكة للسكك الحديدية
أعلنت وسائل الإعلام المختلفة عن مخطط لإنشاء شبكة للسكك الحديدية تربط بين الکیان الإسرائيلي والسعودية مرورا بالأردن ودول الخليج الفارسي، تحت اسم «مشروع سكة السلام الإقليمي»، في خطوة قد تبدو متوقعة لعملية تطبيع متسارعة بين دولة الاحتلال ومحيطها العربي، والذي يشمل الرياض و توسيع مجالات التعاون بينهم، حيث قامت شركة أرامكو ببيع جزء من أسهمها لبعض البنوك الإسرائيلية.
لقد كشفت صحيفة ديسيدنت فويس الأمريكية عن تقرير يفيد بأن العلاقات الإسرائيلية – السعودية تنامت في كثيرا من المجالات الاقتصادية والعسكرية وأن السعودية اختارت منذ عدة سنوات طريق التطبيع مع العدو الصهيوني، حيث تزايدت العلاقات بين الرياض وتل أبيب مؤخرا على خلفية تبني الطرفين رؤى سياسية متوافقة ومشتركة حيال العديد من أزمات المنطقة.
كما أن الصحيفة أشارت أيضا في تقريرها هذا الى المقال الذي نشره مركز الدراسات السياسية للشرق الأوسط بعنوان ” رسالة موجهة من شاب سعودي الى الأمير محمد بن سلمان”، حيث تضمن هذا المقال رسالة واضحة لولي العهد السعودي تطالبه بالاتحاد مع الكيان الإسرائيلي لمواجهة ما تسمي ب” التهديدات الإيرانية”.
وحول هذا السياق، أثبتت وثائق رسمية مسربة أن العلاقات السرية بين دول مجلس التعاون الخليجي و الكيان الإسرائيلي هي أكثر استقراراً وإنتاجية. فقد استخدمت دول الخليجية رجال أعمال إسرائيليين بل عملاء للموساد كنقاط اتصال سرية مع الكيان من أجل تجاوز الاتصالات العلنية التي قد تثير الاستياء العام من قبل مواطني هذه الدول.
كما وكشف التقرير عن أن إسرائيل أقامت في عام 2012 بعثة دبلوماسية سرية في دولة خليجية لم يأتي التقرير على ذكر اسمها.
تعتبر التصريحات الأخيرة للملك سلمان في الجلسة التي عُقدت مؤخراً في جامعة الدول العربية حول إنشاء شبكة للسكك الحديدية تربط الكيان الإسرائيلي بالسعودية مرورا بالأردن وبعض دول الخليج الفارسي، تصريحا علنيا لتزايد التعاون السعودي مع إسرائيل. وحول هذا السياق صرح وزير النقل الإسرائيلي إسرائيل كاتس، بأنه قدم مقترحا مثيرا للأردن والسعودية وذلك بربط شبكة قطارات الشحن لاسرائیل مع الأردن والسعودية، مشيرا إلى أنه أيضا قدم هذه الفكرة إلى مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط الشهر الماضي. وبموجب هذا الاقتراح يمكن نقل السلع بواسطة السكك الحديدية من ميناء حيفا الإسرائيلي الواقع على البحر المتوسط عبر الأردن إلى ميناء الدمام السعودي الواقع على الخليج الفارسي.
منذ إعلان الملك محمد بن سلمان بيع أسهم بشركة آرامكو، سعت الكثير من البنوك الغربية والأمريكية لشراء أسهم بالشركة النفطية العملاقة، لكن البنك المذكور استطاع أن يسحب البساط من تحت هذه البنوك، والحصول على أكبر قدر ممكن من أسهم الشركة وبالتالي منح الكيان الإسرائيلي نفوذ أكبر داخل المملكة السعودية. وحول هذا الموضوع كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أنه تم اختيار بنك مولس للحصول على أسهم الشركة، وفقاً لمصادر مطلعة رفضت الصحيفة ذكرها.
وأفادت هذه المصادر أن حصول هذا المصرف الجديد والذي تأسس من قبل صانع الصفقات المخضرم “مولس كين” في خضم الأزمة المالية في الولايات المتحدة الأمريكية عام2007، على هذه الصفقة يمثل نقلة نوعية لهذا البنك، الذي استطاع إحكام قبضته على هذه الصفقة في حين أن الشركات الأوروبية والأمريكية تطالب بالدخول في هذه الصفقة المالية الكبيرة.
وتعتبر شركة آرامكو من أغلى وأكبر شركات النفط العالمية حتى أن قيمتها تتفوق على شركة أبل الأمريكية وتصل القيمة الإجمالية للشركة السعودية إلى 2000 مليار دولار، ومن المقرر أن تقوم الشركة كخطوة أولى بطرح 5% من أسهمها بقيمة تصل تقريباً إلى 100 مليار دولار أمريكي في الأسواق المالية العالمية. وبطبيعة الحال فإنه من المحتمل أن تقوم الشركة بعرض أسهم أكثر في البورصة العالمية.
ووفقا لتصريحات بيتر فالدمن فلقد قامت شركات الأمن الصهيوني خلال السنوات الأخيرة بإرسال ضباط من الموساد والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الى دول الخليج الفارسي وذلك لمساعدتهم في المجالات الأمنية داخل البلاد، وخاصة لمراقبة مجال الفضاء الافتراضي والمجازي. ولفت ألى أن دولة الإمارات قامت بشراء الكثير من التجهيزات العسكرية والاسخباراتية من إسرائيل، كما أن مملكة البحرين أيضا قامت بجلب العديد من قوات الأمن الإسرائيلية الى البحرين وذلك من اجل قمع مظاهرات الشعب البحريني، وأشار أيضا الى أن إسرائيل تريد السيطرة على مضيق باب المندب الواقع جنوب اليمن بمساعدة السعودية.
المصدر : الوقت التحليلي