الخبر وما وراء الخبر

العروبـــة الزائفـــة

498

بقلم / الدكتور حسـن علـي مجلـي*

إن وصولَ درجة عداء النظام السعودي الوهّابي لليمن وطناً وشعباً إلى العدوان العسكري البربري الشامل دليلٌ على مدى وحشية وطغيان الأعراب وأعوانهم، وأنهم على استعداد لارتكاب كافة أنواع الجرائم ضد الإنسان اليمني، وفي مقدمتها جرائمُ الحرب والجرائم ضد الإنسانية … إلخ، بمجرد أن يوجدَ من العلامات ما يؤكد أنه صار قادراً على انتزاع سيادته على أرضه وتحقيق مصالحه والتحرّر من أغلال العبودية والتبعية لكيان رجعي تكفيري وذي أطماع توسعية أخرى.

العدوانُ بحرٌ عميقٌ لا قرارَ له ولا شاطئ له، وكان الأولى أن تستمعَ السعودية لصوت العقل وتدركَ ضرورةَ احترام السيادة الوطنية لليمن، وأن للحياة مقتضياتٍ لا بد أن تتم، وأن الشعوبَ لا تُقهَرُ لا بالأذناب المسلحين ولا بالعدوان العسكري المباشِر عليها.

إن العداءَ ليمن الحضارة والإيمان والحكمة والعقل والاجتهاد والثورة على الظلم والفساد وافتعالَ الذرائع الكاذبة كي يحدثَ ويستمرَّ العدوان ويتم للمعتدين وأذنابهم وأعوانهم تدميرُ اليمن، والإبادة الجماعية للشعب اليمني، يجعلُ المعادلة السياسيةَ الصحيحة هي التالية: [ما دامت المعاركُ مع العدو السعودي مشتعلةً في معظم اليمن فأيةُ مطالب أخرى تعلو، وأي صوت آخر يظهرُ ضد مصالح الوطن والشعب فلن يكونَ إلا أصوات الخونة والمرتدين والمارقين والانتهازيين].

لقد أسقطت الحربُ العدوانيةُ على اليمن واليمنيين دعوى العروبة الزائفة، ومزاعمَ الإسلام السياسي، وخُرافةَ الأمن القومي العربي، وحكايةَ (الأُمّة العربية الواحدة)؟! وأغرقت رايتها في دماء اليمنيين، كما أنها دفنت رسالتَها الخالدةَ تحت أنقاض الخراب والدمار الذي أحدثته صواريخُ وقنابلُ المعتدين.

*أستاذ قانون بجامعة صنعاء، المستشار القانوني والمحامي لدى المحكمة العليا