ترامب للسعودية: الحماية الأمريكية حتى آخر ريال سعودي
بقلم / طالب الحسني
إنها العبارات التي رددها ترامب أكثر من مرة خلال حملته الانتخابية، أمريكا تريد المال، أمريكا أولا، ينظر ترامب إلى السعودية والعالم من هذا المنظور، السعودية ثرية، السعودية لديها الكثير من المال، السعودية يجب أن تدفع الكثير مقابل الحماية الأمريكية.
وكالعادة السعودية فتحت الشهية الأمريكية مجددًا فزيارة محمد بن سلمان للبيت الأبيض ولقائه بترامب حدد بوصلة إحياء التحالف الأمريكي التقليدي، عند انتهاء اللقاء، تسربت نتائج الاجتماع أن الرياض التزمت لواشنطن بمائتي مليار دولار كبنية تحتية للولايات المتحدة الأمريكية، هذه وحدها كانت كفيلة ليبدأ ترامب بتحقيق جزء من دعايته الانتخابية وسط انتقادات حادة على انتقال الإدارة الأمريكية الجديدة لتعمل عكس الدعاية الانتخابية.
تجديد ترامب بالمطالبة بمزيد من الأموال من السعودية وكوريا الجنوبية بالتزامن مع مرور مائة يوم على دخوله المكتب البيضاوي ووسط مراجعات كبيرة لإخفاقات وتقلبات ترامب خلال هذه المائة اليوم الأولى يعيد إحياء العبارات الشهيرة بأمريكا تريد المال وأمريكا أولا، لكن القراءة السعودية لهذه الصفعة والإهانة بتحالفها مع واشنطن التي تعتبره إنجازا كبيرا لا تبدو أكثر من التابع المطيع لتقلبات الإدارة الأمريكية والمهم لديها أن تكون محمية.
الجدل المحوري لهذا المسار أن الرياض تعيش أزمة اقتصادية وانتكاسة عسكرية في كل الملفات التي فتحتها عسكريا وسياسيا في المنطقة، في الوقت الذي يتمحور التركيز الأمريكي على ضرورة تحمل الرياض تكلفة أي مساعدات عسكرية أمريكية، ومع هذا وذاك يبدو ترامب حتى هذه اللحظة غير مقتنع بالامتثال السعودي وتمويل أي تصعيد عسكري، إلا أن يكون ترامب قد أوصل رسالة عبر وزير الحرب الأمريكي جيم ماتيس أن الضربات الأمريكية التي استهدفت قاعدة الشعيرات الجوية في حمص السورية وباركتها السعودية بعد أقل من ساعة من تنفيذها هي مقابل كل التعهدات المالية السعودية لواشنطن وأن مزيدًا من التصعيد العسكري يتطلب مزيدًا من المال السعودي حتى آخر ريال في الخزينة السعودية.