حقائق عسكرية..الرؤية الاستراتيجية الامريكية تجاه الصواريخ اليمنية الباليستية..لماذا القلق الامريكي..وهل هو واقعي ام خيال؟
تسعى الرؤية الاستراتيجية الامريكية لكبح جماح الطموح الصاروخي اليمني بطرق واساليب ضغط عديدة ومختلفة، ومن هذا المنطلق، بدأ اليمن في تطوير منظومته الصاروخية في فترة ماقبل ثورة 21 سبتمبر2014م في مركز البحث العلمي والتطوير الصاروخي التابع لانصار الله وزادت وتيرة البحث والتطوير الصناعي في المجال الدفاعي بصورة متسارعة وقياسية بعد شن العدوان على اليمن من قبل تحالف اقليمي-دولي.
يمتلك اليمن بالفعل واحدة من أكبر ترسانات الصواريخ الباليستية بمختلفة فئاتها وانواعها ومدياتها في منطقة الشرق الأوسط من حيث الكم والمدى ولاشك انه يجري تطويرها وزيادة مداها وتقليص نسبة خطأ التهديف لكي تكون فاعلة ومدمرة، حيث تمكن اليمن منذ بداية العدوان من تطوير البنية الصناعية الدفاعية رغم كونها في مرحلتها الاولى ورغم انه يتعرض لعدوان وحشي وحصار شامل “بري وبحري وجوي” ويعاني معاناة مالية قاسية جدا ولم تمنع هذه الصعوبات والتحديات ان يصنع اليمن سلاحه الردعي ولكي يكون أحدى المراكز الرئيسية في منطقة الشرق الوسط التي تملك هذه القدرات التقنية والبحثية المتطورة.
ان 60% من الصواريخ الباليستية التي بحوزة القوة الصاروخية مصدرها من خارج البلاد، وتحديدًا من كوريا الشمالية وروسيا والصين وغيرها و40% هي ترسانة صاروخية محلية الصنع 100%، حيث أعلنت قيادة القوة الصاروخية اليمنية مرات عديدة في الفترات السابقة أن سقف التسلح بالصواريخ مفتوح وبلاسقف وان قدرات صواريخ أرض-أرض التي تملكها يبلغ في الوقت الحالي حوالي 1000 كيلومتر، مما أجبر الخبراء الامريكيين والصهانية بل وقادة الجيش الامريكي ايضا على ابداء قلقهم وتخوفهم من مراكز الابحاث والتصنيع الحربي اليمني حديثة العهد التي يضع كوادرها وعامليها نصب اعينهم زيادة مدى الصواريخ وتقليص نسبة الخطأ وزيادة وزن الرأس الحربي في زمن قياسي.
طبقا للرؤية الاستراتيجية الامريكية تجاه الصواريخ اليمنية يتحدث الاعلام الغربي والصهيوني ان اليمن يحذو حذو الصين وكوريا الشمالية وايران وباكستان والهند في بدايات هذه الدول الاولى والتي تعرضت للعدوان في اوائل ومنتصف القرن الماضي واستغلت ظروف العدوان لبناء قوة ردعية كاسرة للتوزان وامتلاك يد طولى وهذا ماحققته وهذا ماينهجه اليمن بخطى متسارعة ومبهرة حيث ان اليمن لايحتاج سوى بضع سنوات فقط لكي يصل المدى اللازم لوصول الصواريخ للكيان الصهيوني والتي تبلغ 2000 كيلومتر فقط لكي تغطي فلسطين المحتلة.
يقرأ الامريكيون والصهاينة بقلق حقيقي وواقعي وليس خيال حول ماينتجه اليمن من صواريخ ردعية لاتمتلكها الا الدولة القومية النافذة اقليمياً، ففي الفترة الحالية وصل مدى الصواريخ الباليستية اليمنية 1000 كم ولم يكن اليمن يمتلك صواريخ باليستية مداها يتجاوز 300 كم وفي غضون عامين وصلت مديات الصواريخ اليمنية الاستراتيجية 1000 كم تغطي الجزيرة العربية باكملها ماعدا الكويت وتغطي القرن الافريقي وشماله” السودان واريتريا واثيوبيا وجيبوتي وثلاثة ارباع الصومال، ولربما تفاجأنا القوة الصاروخية بالاعلان عن صاروخ بركان 3 وبمدى 1300 كم في الايام او الاسابيع او الاشهر القادمة، وهذا يعني ان كافة القواعد الامريكية والغربية في المنطقة في مرمى الصواريخ اليمنية ولم يعد الامر مرهون بعد نجاح زيادة المدى الا في شيء واحد وهو تدشين اول خط انتاج كمّي من الصواريخ، وسيحدث ذلك قريبا
هذا القلق الغربي والصهيوني هو شيطنة شاملة لليمن في المقام الاول من اجل نشر القلق في المحيط اليمني وطرح تفسيرات خاطئة وخبيثة تصب ابراز خطورة الصواريخ اليمنية هكذا يرسم الامريكيين والصهاينة الصور المخيفة لشعوب وانظمة دول المنطقة والترويج الاعلامي الكبير لذلك من أجل خلق عداء عربي واقليمي تجاه اليمن، وهذا السيناريو اي سيناريو الشيطنة طُبق على ايران وكوريا الشمالية وباكستان والصين وغيرها في المراحل الاولى من ثورتهم الصناعية العسكرية وفشلت الشيطنة وسيفشل الامريكيون والصهاينة في شيطنة اليمن.
القلق الامريكي والصهيوني المضلل ليس حرصاً على انظمة وشعوب دول المنطقة العربية بل من أجل منع اي دولة عربية تنتج اسلحتها الدفاعية ومن جانب حماية الكيان الصهيوني والحفاظ على هيمنة الكيان الصهيوني على دول منطقة الشرق الاوسط وهذا هو الوجه الحقيقي للقلق الامريكي الصهيوني اما الوجه الاخر فمن المعلوم ان اليمن لايمكن بل ومن المستحيل ان يشكل خطرا على دوله شقيقة سواء عربية او اسلامية..لماذا؟
لان العقيدة العسكرية اليمنية هي دفاعية تحكمها القيم والاخلاق والمباديء الاسلاميه وتوجهها تعاليم الله ورسوله وليست عقيدة تقتل وتدمر وتعتدي من أجل المصالح وحماية المصالح وتوسيع المصالح، وقد نفى السيد القائد وقادة الجيش واللجان والقوة الصاروخية صراحةً أي مصلحة لليمن في تطوير الصواريخ بعيدة المدى، كصواريخ عدوانية، بل هي ردعية لاي عدوان على اليمن لأنها لا تندرج في إطار العقيدة العسكرية اليمنية ، لكن الأدلة الامريكية والصهيونية الشريرة والكاذبة تشير لعكس هذا.
لاشك ان اليمن ينظر للكيان الصهيوني كعدو لدود على كافة المستويات ومن حق اليمن المشروع أن تعمل مراكز الابحاث والتطوير الدفاعية التابعة له لانتاج الصواريخ الاستراتيجية بعيدة المدى و لم ولن تتوقف هذه المراكز البحثية والتطويرية التابع لوزارة الدفاع اليمنية عند مدى 1000 كيلومتر والهدف الاستراتيجي صناعة صواريخ بمدى1500كم الى 2000 كم والمسأله تحتاج الى وقت، مؤكدة الجهات المختصة انها مستمرة في تطوير صواريخ ضعف مدى الصواريخ الحالية دون أي قيود بل تحظى بدعم السيد القائد والشعب اليمني بشكل كامل.
الاهداف الامريكيه-الصهيونية والتي يشارك في تحقيقها مشيخات الاعراب الاشد كفرا ونفاقا ومملكة ال سعود الوهابية تصطدم بوعي وصمود وعزم وطموح السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله ونصره والشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية وهذا التصادم كان متوقعا منذ ثلاثة اعوام وقد تنبأ الشهيد القائد حسين الحوثي رضوان الله عليه قبل 13 عاماً قرب حدوث التصادم العسكري اليمني ضد امريكا والكيان الصهيوني وادواتهم في المنطقة وهذا ماحدث فعلا 26 مارس 2015م والى اليوم تستمر المعركة الدفاعية ضد الغزاة والمرتزقة والارهابيين وسيهزمون هزيمة نكراء وسوداء.
هذا التصادم بين طرفين، طرف دفاعي يواجه المشروع الامريكي-الصهيوني القاضي على السيطرة على البحر الاحمر والعربي وجعلها مياه وفق التوصيف الصهيوني” مياه يهودية وليس عربية” وان تكون البحرية الصهيونية سيدة البحرين العربي والاحمر بمساندة غربية ولكن هذا المشروع الاستعماري اصطدم بوعي وشجاعة السيد القائد والشعب والجيش واللجان الشعبية وكانت المعركة صادمة لامريكا والكيان الصهيوني وادواتهم الاقليمية الرخيصة، معركة صنعت مفاجأت غير متوقعة واحدثت تغييرات كبيرة جدا في اليمن والمنطقة وجنى اليمن فوائد كثيرة في المجال العسكري والقيمي والاجتماعي رغم المعاناة والحصار والتضحيات الجسام.
ان البرنامج اليمني للصواريخ الباليستية وفق التصريحات العسكرية الامريكيهة باتت من البرامج المتقدمة والذي سيتطور مع مرور السنين القليلة بشكل أكبر وفعال. ويشمل هذا البرنامج كادرًا مميزًا من المهندسين والفنيين الماهرين، طبقًا لما وصفهم به الاعلام الغربي والذين يعملون في إطار ” معركه الاكتفاء الذاتي ” التابعة لوزارة الدفاع اليمنية ، والتي تملك أكثر مراكز ابحاث وتطوير وتصنيع عديدة.
اشار الاعلام الغربي والمحللين العسكريين الصهاينه ان السبب الأساسي في ذلك،، يعود إلى عدم امتلاك اليمن لسلاح الجو وسلاح البحرية في فترة العدوان مما دفع اليمن الى خلق البدائل والاعتماد على النفس لذلك فإن اليمن يعتمد بشكل مطلق على الصواريخ الباليستية في قدرته على تسديد الضربات الباليستيه بعيدة المدى.لخلق توازن عسكري في المعركه امام سلاح الجو والبحر الغازي وهذا يثبت ان اليمن يحتفظ بالمعرفة التقنية والمعدات اللازمة لتوسيع مدى الصواريخ التي يملكها فعلًا أو تصنيع نماذج جديدة بعيدة المدى بشكل متسارع…
الامر المثير للجدل بالنسبة للامريكيين والصهاينه هو ان اليمن استطاع تحويل صواريخ ارض-جو ذات المدى التكتيكي والتي لاتتجاوز 70كم الى صواريخ ارض-ارض وصل مداها 400 كم وهذا الامر ليس بالسهل انما دلاله على السعي الحثيث على ان المراحل التطويريه للبنيه الصناعيه الدفاعيه اليمنيه باتت تدخل المرحله الثالثه…
الامر الاخر هو انجاز الخبراء والفنيين والمهندسين اليمنيين على تطوير دقة الصواريخ اليمنيه وجعلها فعالة بشكل كبير وان تكون نسبة الخطأ 5 م فقط وهذا انجاز كبير بالنسبة لليمن والذي كانت صواريخه نسبة الخطأ مابين 100 الى 300م وهذا الانجاز العلمي تحقق في غضون عام فقط …..
اضافة الى ذلك ..استطاع اليمن ان يطور مديات الصواريخ من 400 كم الى 600كم الى 800كم الى 1000 كم في غضون عام وهذا يعد انجاز دفاعي كبير لم يسبق لدوله فقيره محاصره وعلى حافة المجاعه وتخوض حرب عالميه ضد 17 دوله وبنفس الوقت لاتمتلك اي بنيه بحثيه علميه في المجال الدفاعي ابدا وفجأه تمتلك قطاع صناعي حربي كامل وان كان في مرحلته الاولى ولكن هذا مؤشر فخر واعتزاز يترجم مستوى الكفاءه العلميه والبحثيه والهندسيه التي يمتلكها كوادر التصنيع الحربي اليمني …
عمليات التطوير والتصنيع في اليمن تتم بإحاطه كامله من السرية، ولا توجد معلومات كافية حولها، بما يثير العديد من التكهنات حول كون اليمن يخطط لمواجهة التحديات العسكرية في نطاقها الإقليمي …
وفي الختام:
مسألة الصواريخ اليمنيه في الواقع ليست خطر على أحد وانما سلاح ردع لاي عدوان في الحاضر والمستقبل وهي نتاج مشروع الاكتفاء الذاتي من الاسلحه الدفاعيه الذي اسسه السيد القائد وخيرة قادة اليمن العسكريين والفنيين وسر النجاح هو الدعم الشعبي الكامل لذلك هو مستمر الى ماشاء الله.
عموما..الرؤيه الاستراتيجيه الامريكيه تجاه الصواريخ اليمنيه لاتبني ارضيه لخلق ذرائع لاحتلال الحديده لان الامريكيون والصهاينه وادواتهم الاقليميه خلقوا الذرائع مسبقا لشن عدوان على اليمن وتعددت الذرائع منها مكافحة النفوذ الايراني ومنع تهريب الاسلحه الايرانيه لليمن واعادة من اسموها بالشرعيه وجميع هذه الذرائع الكاذبه لاأساس لها ولكن الجميع يعلم عندما تريد امريكا شن عدوان على اي بلد من الضروره ان تختلق ذرائع ولا يهمها ان يصدقها احد المهم تفرضها وتجبر العالم ان يصدقها لذلك لدى الامريكان والصهاينه مشروع استعماري كما ذكرنا سابقا وهذا المشروع لن يتم الا بمواجهة الشعب اليمني وجيشه ولجانه وهذا مايحدث ..وللحديث بقيه
أ.احمد عايض احمد عايض