الخبر وما وراء الخبر

مؤتمر جنيف ونفاق المجتمع الدولي

206

بقلم/ زيد البعوه

يصمتون لفتره طويله من الزمن ثم ما نلبث برهة من الزمن الا عندما تظهر ضجة إعلامية تتحدث عن تصريحات من هنا وهناك ومؤتمرات وتقارير ومطالبات واتهامات حتى يظن الغبي انهم صادقون ثم عندما تأتي احداث عسكرية وجرائم يعودون الى صمتهم الملعون من جديد في الوقت الذي يجب ان يتكلموا فيه ويضجوا ويطالبوا ويظهرون على انهم مشغولين بقضايا أخرى هم من اصطنعها في بلدان أخرى مثل سوريا والعراق ويغفلون عن اليمن وهكذا..

كلمة مطولة القاها امين عام الأمم المتحدة غوتيريس في مؤتمر جنيف الذي انعقد لمناقشة الوضع الإنساني في اليمن نتيجة العدوان والحصار الذي تفرضه دول العدوان لم يكلف نفسه خلال الكلمة الى دعوة أمريكا والسعودية والامارات الى وقف العدوان وفك الحصار فقط اكتفى بذكر ارقام واحصائيات حول سوء التغذية والوفيات نتيجة الحصار ودعا الى إغاثة اليمن متناسياً ان اكبر اغاثه لليمن هي وقف العدوان وفك الحصار وسينتهي كل شيء ..

ومن يتابع تصريحات المجتمع الدولي خلال هذه الأيام تجاه العدوان على الشعب اليمني يجد ان دول العدوان وعلى رأسها امريكا تمارس النفاق السياسي والانساني من خلال تصريحات اعلامية واجتماعات تعقد هنا وهناك حول اليمن لا تخرج بنتيجة ايجابية فقط يمارسون العهر السياسي الكاذب ..

وخلال أسبوع واحد حصلت الكثير من التصريحات والمؤتمرات والاجتماعات تدعوا الى وقف العدوان على اليمن كان أولها تصريح وزير الحرب الأمريكي جون ماتيس من الرياض الذي دعا فيه الى وقف العدوان على اليمن وتصريح اخر جاء من روسيا عبر وزارة خارجيتها تدعوا فيه الى وقف العدوان وفك الحصار على اليمن اما جانب المنظمات الإنسانية فقد كان لها دور بارز حيث صرحت اليونيسف ومنظمة الغذاء العاملي ان اليمن يعيش أسوأ حالة مجاعة في العالم اليوم نتيجة الحصار والعدوان ودعت الى فك الحصار وارسال مواد اغاثية عاجله الى اليمن والامم المتحدة عبر امينها العام خلال المؤتمر الذي انعقد في جنيف تدعوا دول العالم الى منح اليمن اموال ومواد غذائية واغاثية لتلافي كارثه انسانية تحصل في اليمن نتيجة العدوان والحصار وقال انه “يحتاج” إلى 2.1 مليار دولار لتفادي مجاعة حقيقية اما منظمة العفو الدولية  فقد اتهمت دول العدوان بانتهاك القوانين الدولية نتيجة قصف طيران العدوان بقنابل وصواريخ على احياء مكتظة بالسكان وكثير من التصريحات الاعلامية والمؤتمرات الانسانية التي لا تقدم ولا تؤخر وانما تأتي في اطار التضليل الإعلامي وتصب في مصلحة اهداف عسكرية مقبله وتحميل الشعب اليمني مسؤولية جوعه وحصاره …

كل هذه التصريحات والمؤتمرات التي جاءت في اطار الخطة المدروسة للعدوان على اليمن في كل الجوانب الإنسانية والإعلامية والسياسية والعسكرية والاقتصادية هي احد أساليب الحرب النفسية والإعلامية تهدف بالدرجة الأولى الى لفت انظار العالم ان هناك اهتمام دولي وانساني حول ما يحصل في اليمن ولكن الحقيقة تقول ان كل هذا مجرد كذب وتدليس وتغطية على جرائم حرب يرتكبها العدوان وتبرير ممنهج لارتكاب المزيد من المجازر وتحقيق المزيد المكاسب العسكرية والاستعمارية ..

وبين هذه الضجة التي ظهرت على السطح في هذه الفترة يتساءل الشعب اليمني هل هؤلاء صادقون؟ وهم يكذبون علينا منذ عامين وتصريحاتهم هذه ليست جديده فقد سمعناها عشرات المرات ولكننا لا نرى لها اثراً في الواقع الا في يصب في مصلحة العدوان نحن نعلم ان وراء هذه الضجة طبخة اعلامية واستعمارية تهدف الى مواصلة العدوان مشواره العدواني والاجرامي ضد الشعب اليمني ويريد ان يغطي على ذلك بمؤتمرات وتصريحات كاذبه امام الرأي العام العالمي ..

لهذا عليهم ان يعلموا ان اننا لم نعد نصدقهم ولا نثق فيهم ولا في تصريحاتهم ولا في مؤتمراتهم واننا نثق بالله ونعتمد عليه وهو وحده من سينقذنا وينصرنا عليهم .