الخبر وما وراء الخبر

تقرير للبديل المصرية: الحوثي يهاجم أمريكا.. وضربة باليستية في الجوف وتعثر معركة الساحل

464

ذمار نيوز -تقارير | البديل المصرية 25 إبريل، 2017

بات من الواضح أن السعودية وتحالفها يغرق كل يوم أكثر من سابقه في العدوان على اليمن، ولعل حاجتها الماسة إلى التزود بصفقات جديدة من السلاح الموجه والقنابل الذكية يعرقله تحفظ الكونغرس الأمريكي، يفسر تراجع طلعاتها الجوية خلال الفترة الماضية، وفي ذات الوقت صعد الطرف المواجه للعدوان داخل اليمن لهجة التحدي في الخطاب الرسمي والعسكري والشعبي إضافة إلى تحقيق إنجازات عسكرية وصفت بالاستراتيجية في أكثر من جبهة، ترافقت مع تصريحات نارية لزعيم أنصارالله.

الحوثي يستعرض تاريخ التدخلات الأمريكية

وفي أجواء الاحتفالات التأبينية لمؤسس حركة أنصارالله حسين بدرالدين الحوثي في ذكرى استشهاده الثالثة عشرة، شن زعيم أنصارالله عبدالملك الحوثي هجوما مكثفا على أمريكا وإسرائيل وحلفائهما في المنطقة، مستعرضا تاريخ تدخلات أمريكا في شئون الدول العربية سياسيا وعسكريا واستخباراتيا منذ غزو العراق وأفغانستان وصولا إلى العدوان على اليمن.

الحوثي ومن خلال خطابه المتلفز بمناسبة ذكرى استشهاد شقيقه المؤسس عمد إلى التذكير بالممارسات الأمريكية في المنطقة العربية خصوصا وعلى المستوى الدولي عموما، متهما الولايات المتحدة بالسعي لامتلاك الشعوب وإخضاع قراراتها ومصائرها لمصلحتها، وأشار إلى أنها تستهدف أي طرف دولي أو عربي لا يرضخ لها ويقف في طريق مصالحها، وأضاف: لقد أصبحت تدخلات أمريكا في شئون الدول أمر طبيعي، بينما تحرك الشعوب لامتلاك قرارها يعتبر جريمة كبرى.

ولفت زعيم أنصارالله في سياق تناوله المطول لتاريخ التدخلات الأمريكية في المنطقة العربية إلى ما فعلته في العراق من جرائم حرب وصلت إلى حد اعتقال النساء واغتصابهن وأيضا القتل الجماعي في أفغانستان بالتزامن، منوها إلى أن الولايات المتحدة تصنع عناوين لتدخلاتها تلك، معتبرا أن عنوان الإرهاب أخر تلك العناوين إضافة إلى عناوين ترسيخ الديموقراطية والحريات، واستدرك بالقول: عنوان الإرهاب بات مكشوفا، فأمريكا وحلفها هم الإرهاب بذاته، هم الفتنة هم الظلم هم الجريمة هم الطغيان، ولفت إلى أن محاربة النفوذ الإيراني هو أخر العناوين التي يبررون بها تدخلاتهم.

وبالقدر نفسه، طرح زعيم أنصارالله في كلمته تساؤلات بخصوص التدخل الإيراني في اليمن، مشيرا إلى أن ما يجري هو  أن أمريكا وإسرائيل من جهة والإمارات والسعودية وحلفهما من جهة أخرى اجتمعو كلهم للتدخل في اليمن، وقال: في الوقت الذي تجتمع  هذه الدول على غزو وضرب اليمن فإنأي تعاطف من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران مع اليمنيين جريمة.

على وقع ذلك، جدد عبدالملك الحوثي دعوته إلى الشعب اليمني لمواجهة الاحتلال في إشارة منه إلى التحالف الذي تقوده السعودية وتدعمه عددا من الدول من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، مشددا على أهمية دعم معركة الساحل، فيما يفهم منه أن التحالف يحشد للسيطرة على الساحل مجددا.

وهاجم الحوثي في خطابه أول أمس دولة الإمارات ودورها الواضح في العبث باليمن وممارسة التملك والاحتلال لأراضيه، متهما إياها بلعب دور المحتل في عدد من المحافظات اليمنية وجزيرة سقطرى.

وبعد يوم من إعلان قيادات حضرمية استقلال محافظتهم ماليا وإداريا وعسكريا باعتبارها إقليما منفصلا عن الجنوب، اعتبر الحوثي أن الإمارات تقف خلف ذلك، وقال: ما يفعله الإماراتيون في حضر موت وسقطرى يعتبر تصرفات احتلال بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية ومن أجلها.

أنصار الله: لانحمل مشروعا انتقاميا

اعتبر مراقبون تركيز زعيم أنصارالله على التذكير بتاريخ التحركات الأمريكية في المنطقة منذ غزو العراق وأفغانستان، يعتبر تذكيرا بمنطلقات المشروع الذي أطلقه شقيقه الشهيد حسين الحوثي بالتزامن مع ذلك الغزو، معللين ذلك بأن المشروع الذي سمي ( المسيرة القرآنية ) ينطلق من العداء لأمريكا وإسرائيل والتحذير من مخططاتها التدميرية في المنطقة، ويرون أن معظم ما حذر منه الشهيد الحوثي قد تحقق وتكاد جزئية احتلال أمريكا لليمن التي ركز عليها كثيرا أن تتحقق في ظل المعطيات الحالية، معتبرين أن الحروب الست التي شنت على الجماعة منذ الحرب الأولى التي شنتها القوات الحكومية على المؤسس في عام 2004 وانتهت بمقتله هي حرب أمريكية دوافعها استشعار خطورة المشروع الذي أطلقه والذي كان شعاره الموت لأمريكا وإسرائيل.

ويعزز ذلك ما كشفه ناطق حركة أنصارالله محمد عبد السلام في لقاء متلفز أول أمس من أسرار قديمة تخص الحروب الست، وكشف عبد السلام أن الاتحاد الأوروبي تقدم بعرض على الحركة في الحرب الرابعة عام 2007م بتسليمهم 30% من السلطة مقابل التخلي عن المشروع المناهض للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة وأن الحركة رفضت هذا العرض.

الناطق باسم حركة أنصار الله أكد في سياق حديثه عن تاريخ تأسيس الحركة في ذكرى مؤسسها أن الثأر ممن حاربوا الحركة سابقا ليس ضمن أدبيات الحركة بدليل يقفون اليوم مع بعض من كانوا يحاربونها في صف واحد بمواجهة العدوان، وهي إشارة إلى الانسجام حاليا والشراكة مع حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي خاض ستة حروب ضد صعدة بدعم من المملكة السعودية والولايات المتحدة، وقال: من كان يحاربنا في حروب صعدة، جاءوا لنا وفتحنا، صفحة جديدة، معهم، وهم الآن في طليعة مواجهة العدوان على اليمن.

على صعيد أخر، كشف عبد السلام في سياق مقابلته مع المسيرة أن الولايات المتحدة حاليا توعز لبعض الدول بمحاربة حزب الإصلاح في إشارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة التي لها موقف واضح حاليا ضد تنظيم الإخوان في اليمن الحليف الرئيسي للسعودية.

تطورات معركة الساحل

ميدانيا، أكد مصدر عسكري أن قوات الجيش واللجان الشعبية تحقق تقدما استراتيجيا في جبهة المخا الساحلية منذ سيطرتها على جبل النار، وأفاد المصدر أن زحوفات عدة نفذتها قوات الغزو والموالين له في جبهة ميدي شمال الساحل الغربي ولم تنجح، معتبرا أن معركة الساحل تبدو صعبة للغاية بالنسبة للتحالف ومؤيديه في ظل التحشيد الشعبي إلى جانب الجيش واللجان الشعبية والاستعدادات العسكرية الكبيرة هناك، وأكد المصدر أن التحالف والولايات المتحدة والمجتمع الدولي يدركون خطورة مغامرة التقدم باتجاه الحديدة عسكريا وإنسانيا أيضا.

وبخصوص معركة الساحل والإرهاصات التي تظهر بين الحين والآخر، أكد الناطق باسم أنصارالله بأن السعودية لاتزال حاليا تطالب أمريكا بالمشاركة في معركة السيطرة على الحديدة، لافتا إلى أن أمريكا لم تقرر بعد؛ وأن السعودية حتى الآن لاتزال تستأذنها للبدء في الهجوم، في إشارة من عبدالسلام إلى المعركة هي أمريكية بامتياز في حال تمت.

وتطرق الناطق باسم أنصار الله إلى علاقة الإمارات العربية المتحدة بالكيان الصهيوني، وقال عبدالسلام: إسرائيل تشارك في العدوان على اليمن ولدينا وثائق تثبت تواصل ودعم إسرائيل للإمارات بشأن الحرب على اليمن، مؤكدا أن الدعم الإسرائيلي للإمارات بات واضحا ويعزز من حال الشراكة بينهما، حسب قوله.

باليستي على الجوف.. وهروب قائد المنطقة من الضربة

بعد يوم واحد من إطلاق صاروخ باليستي متوسط المدى على تجمعات الجيش السعودي ومؤيديه في منفذ الخضراء في نجران أسفر عن مقتل وجرح العشرات، فإن صاروخا مماثلا أطلقته القوة الصاروخية بالتزامن مع فعاليات إحياء ذكرى مؤسس حركة أنصار الله على تجمع عسكري للقوات الموالية للتحالف في مجمع الجوف شرق اليمن.

الضربة الباليستية التي بحسب مصدر عسكري أسفرت عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف قيادات قوات هادي بمحافظة الجوف، سببت إرباكا كبيرا واتهامات متبادلة بالخيانة بين مؤيدي التحالف الذين لم يستطيعوا انكار وصول الصاروخ إلى الهدف، وعمدوا في البدء إلى الحديث عن استهداف مدنيين، ثم ما لبثوا أن وجهوا اللوم إلى اللواء أمين الوائلي قائد المنطقة العسكرية السادسة التابع لهادي الذي غادر الاجتماع العسكري في المجمع قبيل الضربة بأقل من ساعة.

الإعلام الموالي للتحالف السعودي الذي لم يعلن كعادته عن تصدي دفاعات الباتريوت للصاروخ، بل زعم في البداية أنه استهدف المدنيين، وهو مالم يستمر طويلا خاصة بعد ظهور تسجيل مصور للواء أمين الوائلي قائد المنطقة العسكرية السادسة يثبت إصابة الصاروخ للهدف العسكري الذي أعلنت عنه قوات الجيش واللجان الشعبية وهو استهداف اجتماع لقيادات قوات هادي برئاسته.

اللواء الوائلي خلال التسجيل الصوتي نفى إصابته أو مقتله في الضربة، غير أنه في الوقت ذاته أكد مغادرته الاجتماع قبل وصول الصاروخ، وكشف أن ثمة من أبلغه بمعلومة تؤكد أن ضربة صاروخية ستستهدف الاجتماع.

اعتراف اللواء الوائلي لم يثبت فقط إصابة الاجتماع وحسب، بل وضع علامات استفهام حول السبب الذي دفعه للهروب من الاجتماع دون إبلاغ الآخرين في الاجتماع الذي كان نجله وقيادات عسكرية متواجدة فيه، واكتفى الوائلي بالشكر لمن أبلغه بالمعلومة وأنقذ حياته وكافأه بمبلغ عشرة ملايين ريال، الأمر الذي أثار سخطا عاليا في أوساط الموالين للتحالف الذين اعتبروها خيانة وجريمة بحق قيادات عسكرية كان بإمكان اللواء إنقاذهم من الضربة.

مراقبون اعتبروا اعتراف الوائلي بمثابة شهادة تمنح القوة الصاروخية مصداقية أكبر بأنها تمكنت فعلا من تحييد الباتريوت الذي ينصبه التحالف في كل الجبهات داخل اليمن وخارجها أيضا وهو ما يعني أيضا تأكيدا على دقة  المعلومات الاستخباراتية التي تمثلت في الحصول على معلومة عن وجود اجتماع للقيادات العسكرية في مجمع الجوف ليكون هدفا ثمينا للصاروخ.

وكانت قد تحدثت مصادر إعلامية أن ضربة قاهر 2 أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من أتباع التحالف بينهم بدر الحبيشي قائد كتيبة عسكرية وإصابة رئيس غرفة عمليات المنطقة العسكرية السادسة إبراهيم الوائلي نجل قائد المنطقة اللواء الوائلي.