الخبر وما وراء الخبر

محطات من حياة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي

944

?الحلقة الاولى?
مشروعه لإصلاح المناهج التعليمية ولماذا قوبل بالرفض؟

✍? بقلم/ زيد أحمد الغرسي

بعد مسرحية 11 سبتمبر 2001م التي صنعتها المخابرات الأمريكية بتفجير البرجين في نيويورك انطلقت أمريكا لتشويه الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين (الإرهاب) معلنة عن حرب صليبية ضد الإسلام، ورافعة شعار بوش “من ليس معنا فهو ضدنا ” كما سعت لاستثمار هذه المسرحية باحتلال المنطقة العربية والسيطرة عليها بشكل مباشر ومارست أساليب الترغيب والترهيب على الزعماء العرب والمسلمين الذين خضعوا سريعًا وانخرطوا مع الأمريكيين لمحاربة ما يسمى بـ (الإرهاب)، ولم تكتف بتشويه الإسلام بل سعت إلى ضربه في نفوس المسلمين وإبعادهم عن القرآن الكريم وقيمه وأخلاقه ومبادئه الزاكية متسترة تحت شعار ” تجفيف منابع الإرهاب ” فتحركت ضمن مصفوفة ثقافية وسياسية وعسكرية وتربوية لاستهداف ثقافة الأمة الإسلامية والعربية وكان من ضمن هذه المصفوفة تغيير المناهج التربوية والمدرسية بما يخدم توجهها وأهدافها الحقيقية، وحينها استجابت السلطة اليمنية لهذا التوجه فأعلنت وزارة التربية والتعليم عن تغيير المناهج المدرسية متخذة شعار التطوير والتحديث بالرغم أنها كانت سابقًا وفق الفكر التكفيري الوهابي..

إزاء ذلك تحرك السيد حسين بدر الدين الحوثي منطلقًا من مسؤوليته أمام الله وأمام الأجيال اليمنية لمواجهة هذه المؤامرة قاصدًا الأجهزة الرسمية المعنية بالمناهج فتوجه لمركز البحوث التابع لوزارة التربية والتعليم الكائن في نقم شرق العاصمة صنعاء وهنا يروي عادل القدمي أحد موظفي المركز بقوله: “أول لقاء لي ومعرفتي بالسيد حسين الحوثي كانت في عام 2001م بعد أحداث سبتمبر الأمريكية بفترة عندما جاء إلى مركز البحوث برفقة الأستاذ عبدالكريم جدبان وحينها كان المركز يعد مناهج جديدة لجميع المواد والمراحل التعليمية بعد أن أعلنت وزارة التربية والتعليم عن تغيير المناهج الدراسية فدخلوا وقابلوا مدير عام المناهج بالمركز وبعد التعارف بينهم تحدث السيد حسين بأن لديه مشروعًا قرآنيًّا لتطوير المناهج التعليمية وخصوصًا (القرآن الكريم) و(التربية الإسلامية) وكان المشرع معه جاهز ومكتوب (لم نتمكن من العثور عليه بسبب إحراق إرشيف المركز) وعرضه على المدير العام الذي رحب في البداية بالفكرة وقال لا مانع من طرحه على فريق التأليف الخاص بالقرآن الكريم والتربية الإسلامية للاستفادة منه في المناهج التعليمية.

وبعد لقائه بمدير عام المناهج توجه للقاء رئيس فريق مادة القرآن الكريم وبقية أعضاء الفريق ثم تحدث معهم عن مشروعه وسلمهم نسخة منه وكان يشرحه لهم بأسلوب مقنع وجذاب ولديه القدرة الكبيرة والفائقة على الاقناع وتقديم الحجة.

بعدها بأيام جاء السيد حسين الحوثي والأستاذ عبدالكريم جدبان إلى المركز في زيارة ثانية للتعقيب على الزيارة الأولى واجتمع مع فريق التأليف لمادة القرآن الكريم والتربية الإسلامية وبعد انتهاء الاجتماع قال “جلسنا معهم وإن شاء الله خير”.

وبعد بضعة أيام من الزيارة انتشر خبر في المركز بأنه لا مانع من الاستعانة بالأستاذ عبد الكريم جدبان كون الرجل ليس بذكاء السيد حسين ورفضوا القبول بالسيد حسين لما يمتلكه من الحجة والإقناع، وحينها سمعت خبرًا أن أحد أعضاء فريق التأليف قال لرئيس الفريق يمكن أن نقبل بعبد الكريم جدبان في مراجعة المناهج والتحكيم وعدم إدخاله في فريق التأليف واستبعاد حسين الحوثي ورفض مشروعه؛ لأنه تطرق إلى آيات الجهاد ووجوب معاداة اليهود والنصارى . بعد ذلك شارك الأستاذ عبدالكريم جدبان في مراجعة المناهج ووضع ملاحظات عليها وقدمها لفريق التأليف لكنها قوبلت بالرفض من بقية أعضاء الفريق، فجاء السيد حسين بدر الدين الحوثي والأستاذ عبدالكريم جدبان إلى المركز والتقوا بفريق التأليف وقال لهم السيد حسين تم قبول عبدالكريم جدبان بمراجعة المناهج وتحكيمها وهو قد أعد بعض الملاحظات على المناهج التي تمت مراجعتها فما هي الأسباب لعدم قبول ملاحظاته؟ فلم يجدوا ردًّا واضحًا من فريق التأليف الذي كان يتهرب ويراوغ فذهبوا إلى مدير عام المناهج لتقديم شكوى بذلك فأجاب المدير بأنه لا يستطيع فرض أي ملاحظات على الفريق فرد عليه جدبان كيف لا يؤخذ بالملاحظات وأنا مراجِع ومحكَّم للكتب وخطأ أن يخرج الكتاب وعليه ملاحظات وتعديلات؟ فرد مدير عام المناهج مرة ثانية لا أستطيع أن أفرض شيئًا إلا في حالة أن تكون أحد أعضاء فريق التأليف. بعد هذا الحوار يقول عادل القدمي “كنت موجودًا معهم أثناء اللقاء بمدير عام المناهج بمكتبه فقال لي السيد حسين الحوثي –هؤلاء أمريكان بزي عرب– وقال لعبدالكريم جدبان هؤلاء لا يقتنعون بحجة أو بدليل واضح ولو من كتاب الله…”.

وكان من أشد انتقادات السيد حسين بدرالدين الحوثي لفريق التأليف حذفهم آيات الجهاد من المناهج وكان يسألهم دائمًا لماذا حذفتم آيات الجهاد من مناهج التعليم؟!…” انتهى.
وفي تلك الفترة كانت تصاغ ويعاد تأليف المناهج التعليمية وفق الاجندات والرؤية الأمريكية بإشراف خبراء تابعين للسفارة الأمريكية بصنعاء، وللتغطية على ذلك نُشِر في أوساط موظفي مركز البحوث بأن سبب رفضهم لملاحظات عبدالكريم جدبان أن فيها نوعًا من أفكار الشيعة الاثنا عشرية.

وهكذا تم حذف كل آيات الجهاد وبعض السور التي تتحدث عن اليهود وإلغاء بعض الدروس التي توضح احتلال العدو الإسرائيلي لفلسطين المحتلة وغيرها من المواضيع المتعلقة بالعداء ضد اليهود والنصارى ليقدموا بذلك تطبيعًا ثقافيًّا مع العدو الإسرائيلي تمهيدًا للقبول به وترك الجهاد ضده..

واليوم نجد آثار ذلك في المغرر بهم من أبناء اليمن الذين يقاتلون ضد وطنهم وشعبهم تحت راية أمريكا وإسرائيل ويقتلون بجانب الأمريكي والإسرائيلي والفرنسي والـ(بلاك ووتر) وغيرهم من شذاذ العالم ويرى في اليهود والنصارى أصدقاء وليس أعداء..
يتبع في الحلقة الثانية بعض مواقفه في مجلس النواب…