مجدداً.. واشنطن تسلّح الرياض «بلا شروط»
بعد يومين من تلويح الولايات المتحدة الأميركية، على لسان وزير دفاعها، جيمس ماتيس، بمزيد من التصعيد العسكري في اليمن، من أجل «التغلب على مساعي إيران لتشكيل ميليشيا أخرى على شاكلة حزب الله اللبناني»، دخلت إسرائيل على خط «التنغيم» لتصعيد المواجهة في هذا البلد.
إذ رأى وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، عقب لقائه ماتيس في تل أبيب، أن «إيران تقوّض الاستقرار في اليمن». يأتي ذلك في وقت كشف فيه مسؤولون أميركيون عن نية إدارة دونالد ترامب صياغة «تبريرات» لإمرار صفقات بيع أسلحة جديدة للسعودية، بعدما حال اعتراضُ مشرّعين أميركيين، الشهر الماضي، دون إعلان صفقة لتزويد الرياض بأنظمة توجيه بقيمة 390 مليون دولار.
ورغم قول بعض أولئك المسؤولين إن بلادهم تريد الحصول على تعهدات جديدة من المملكة بـ«تحسين عمليات الاستهداف لتقلل إلى أقصى درجة ممكنة من سقوط قتلى مدنيين»، قبل استئناف بيعها ذخائر موجهة بدقة، وصف مسؤول آخر الصفقة بأنها «صفقة بيع غير مشروطة، ولا تنطوي على شروط ملحقة»، مؤكداً «صدور القرار بالسماح بالبيع».
وكان مسؤولون أميركيون قد أعربوا أثناء زيارة ماتيس للسعودية الأربعاء الماضي، عن اقتناع واشنطن بأن هناك «حاجة إلى ممارسة المزيد من الضغط العسكري على الجماعة (أنصار الله)»، إذ «لا يبدو أن الحوثيين سيأتون إلى التفاوض في ظل الظروف الحالية».
هذه المساعدة يبدو، حتى الآن، أنها ستصب في اتجاه الدفع نحو عملية عسكرية في مدينة الحديدة، التي ترى حكومة الرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي، ومن ورائها تحالف العدوان، أنها الشريان الذي لا يزال يمد «أنصار الله» وحلفاءها بأسباب الصمود. وفي ظل تصاعد حظوظ ذلك السيناريو، تتواصل تحذيرات الأمم المتحدة من خطورة الشروع فيه، لما سيسببه من تداعيات خطيرة على المستوى الإنساني. إذ حذر منسق «المنظمة الدولية للشؤون الإنسانية» في اليمن، جيمي ماكغولدريك، أمس، من خطورة إقدام «التحالف» على مهاجمة الحديدة التي هي «قناة إمداد حيوية لا يوجد لها بديل في اليمن، وتخدم عدداً كبيراً من السكان».
ووصف ماكغولدريك البدائل التي يطرحها «التحالف»، باستخدام منافذ بحرية وبرية عبر عدن أو السعودية في حال نشوب المعركة، بأنها «غير مجدية وتعتريها المخاطر الأمنية المحتملة». وأقرّ في الوقت نفسه بأنه «ليس لدى الأمم المتحدة أي تأثير في مسار العمليات العسكرية».
إلى ذلك، بينما كان رئيس حكومة هادي، أحمد عبيد بن دغر، يعد بأن حكومته ستصرف مرتبات الموظفين في المحافظات التي تسيطر عليها نهاية كل شهر بانتظام، مدعياً أنه «لا يوجد موظف في هذه المحافظات بدون راتب»، أكد ماكغولدريك أن «مشكلة الرواتب صارت تستخدم كأداة من أدوات الحرب»، محملاً ضمنياً حكومة هادي مسؤولية تأخير صرف الرواتب خلال الأشهر الأخيرة.
(الأخبار، رويترز، الأناضول)