للمقارنة فقط
بقلم / د. أحمد عبدالله الصعدي
بعدَ العدوان الأمريكي على الجمهورية العربية السورية بقصفِ مطار الشعيرات من غير أي تحقيق يثبت بالأدلة المقنعة من ارتكب جريمة استعمال الغاز السام في خان شيخون، هلّل عرب أميركا وطاروا فرحاً، شأنُهم شأنُ قادة الكيان الصهيوني.
كان أول المنتشين، وأكثرهم حماسةً الملك السعودي، الذي وصف ترامب بالشجاع، وحثّه على الاستمرار في العدوان على سوريا، ومثله فعل حكام تركيا والأردن ودول خليجية، معتبرين أن ضربة واحدة لا تكفي.
فعلوا ذلك، اي طالبوا ترامب بمواصلة قصف سوريا وهم يعرفون ما سيؤدي إليه الصدام المباشر بين أميركا وبين سوريا ومعها حلفاؤها روسيا وإيران على بلدانهم وشعوبهم.
أخذت نشوة التأييد لجنون ترامب من جهة العرب والأوروبيين فأمر سفنه الحربية بالاقتراب من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) وأبلغ الصين علناً، ومهدداً بصورة غير مباشرة أن عليها إبلاغ كوريا الشمالية بالخضوع فوراً للمشيئة الأميركية وَإلّا لاقت العقاب الذي تستحقه.
* ومثل (ت_رامبو) فعلت مندوبته في مجلس الأمن نيكي هيلي، التي تتفاخر بأنها تثيرُ الرعبَ لدى أعضاء مجلس الأمن، الذين وافقوا على القرار رقم (٢٣٣٤)الذي أدان الاستيطان قبل مجيئها إلى مجلس الأمن، وقالت مخاطبة مؤتمر الايباك الذي انعقد بالتزامن مع قمة تبادل الشخير العربي في البحر الميت بأنها لا تنتعلُ حذاء بكعبٍ عالٍ؛ من أجل الموضة بل لركل كُلِّ مَن يجرؤ على انتقاد “إسرائيل”، وأيضاً قالت هذه الدبلوماسية المتغطرسة إنه إذا لم يتحرك المجتمع الدولي وراء أميركا ضد كوريا فإن أميركا ستتحرك منفردة.
لكن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ليست مجردة من السلاح وضعيفة، وقد ردّت على الغطرسة الأميركية والتهديد والوعيد بإعلانها الاستعداد للرد بكل ما لديها من قوة، وأخذت تتجهز للمعركة فعلاً.
* وفجأةً رأينا النشوةَ الجنونيةَ الأميركية تبرُدُ شيئاً فشيئاً، ورئيس وزراء اليابان الذي سارع إلى تأييد عدوان ترامب على الدولة السورية يطالب حليفه الأميركي بالتهدئة قائلاً إن الحرب، إذا حدثت ستدور في أَرَاضينا ونحن لا نرغَبُ بذلك. ومثله فعل قادة كوريا الجنوبية، وأخذ قادة البلدين يطمئنون مواطنيهم بأن حليفتَهم أميركا لا يمكن أن تفعل شَيئاً ضد كوريا الشمالية إلّا بمعرفتهم، وهذا على الرغم من ما بين الدولتين (اليابان وكوريا الجنوبية) وبين كوريا الشمالية (جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية) من نزاعات قديمة متجددة، ومن توترات تنشأ بين الحين والآخر تهدد في بعضها باندلاع حرب.
* للمقارنة: تسعى اليابان وكوريا الجنوبية، خصما كوريا الشمالية من أجل تجنب أي نزاع عسكريّ وتناشدان حليفهما الأميركي التهدئة واللجوء إلى الحلول الدبلوماسية، بينما يناشد العرب وتركيا راعيهم ترامب شن حربٍ مدمّرة بحق سوريا حتى لو أدّت تداعياتُها إلى دمار بلدانهم، هكذا هم مثل يهود خيبر، يهدمون بيوتهم بأنفسهم.