الخبر وما وراء الخبر

إلى مَن تعوّدوا الاصطيادَ في الماء العكر..!

172

بقلم / أحمد ناصر الشريف

بعد فشل الفريق الإعْلَامي لتحالف العدوان ضد اليمن وشعبها العظيم في تحقيق أَهْدَافه التي يأتي في طليعتها شق وحدة الصف الوطني لجأ هذا التحالف الخبيث إلى شراء بعض ضعفاء النفوس من الإعْلَاميين والسياسيين المحسوبين للأسف الشديد على التحالف الوطني لمواجهة العدوان والتأثير عليهم، في محاولة منه لتحقيق ما فشل فيه فريقه الإعْلَامي في الداخل أَوْ الخارج عملاً بمقولة: احذر عدوك مرة واحدة واحذر صديقك ألف مرة.. لأن الصديق يعرف الكثير من الداخل كونه مقرباً بينما العدو لا يعرف إلا ما ظهر فيضع خططه على هذا الأساس.. وكما هو متوقع ومنتظر فقد تجاوب البعض مع تحالف العدوان وبدأوا يشنون حملتهم الإعْلَامية ويقدمونها كمادة تلوكها وسائل إعْلَام تحالف العدوان وخَاصّة قنوات الشر: العربية والجزيرة والحدث ليتم الاستشهاد بها ونسبها إلى التحالف الوطني لمواجهة العدوان والتصدي له بهدف التأثير تحديداً على تحالف مكون أنصار الله مع المؤتمر الشعبي العام..

والمتتبعُ لما يقومُ به هؤلاءِ من حملة إعْلَامية مغرضة للإضرار بالوطن اليمني نيابة عن تحالف العدوان سيجدُ أن عدداً منهم قد سافروا إلى الخارج ويكتبون مقالاتهم وتقاريرهم الصحفية من القاهرة وبيروت ولا نعرف كيف تسنى لهم الخروج مع انهم إلى ما قبل أيام قليلة كانوا في صنعاء اضافة إلى أن المتعاونين معهم في الداخل يقومون بتعميم كتاباتهم والترويج لها في وسائل التواصل الاجتماعي وبعضهم تقوم الصحف السعودية والإماراتية بإعادة نشرها ونسبها إلى قيادات في مكون أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام على حد زعمها.. ولا نريد هنا أن نورد الأسماء حتى لا يقولون إننا نتحامل عليهم ونعمل على تكميم افواههم.. لكن ما نود قوله هنا لأولئك الذين أَصْبَح باطنهم مع تحالف العدوان وظاهرهم الخادع وكأنهم حريصين على الوطن: أن الفترة التي مرت على شعبنا اليمني الصامد في وجه العدوان الأمريكي – السعودي – الصهيوني والتي دخلت عامها الثالث تكاد تكون كافية لإزالة الغشاوة عن عيون هؤلاء تجاه طبيعة المعتدين ونواياهم الشريرة وأَهْدَافهم ومُخَطّطاتهم التآمرية الحقيقية لاسيما وان اليمن واليمنيين كانوا جَميعاً هدفا للخراب والدمار والقتل والحصار دون تفريق أَوْ تمييز بين عسكريين ومدنيين ابرياء ومقاتلين مؤيدين للعدوان ومعارضين له.. أطفالاً وكباراً.. نساء ورجالاً.. بما في ذلك العملاء والمرتزقة الذين اعلنوا وقوفهم مع العدوان ولعبوا دور قواته المقاتلة على الأرض وطابوره الخامس داخل الصف الوطني.. فحتى هؤلاء لم تستثنِهم طائراته وصواريخه وقنابله.

ألم يعتبر هؤلاءِ بآلاف الشهداء والجرحى المدنيين الذين استشهدوا وأصيبوا بشكل مباشر وبصورة متعمدة من آلة حرب العدوان.. ناهيك عن أولئك الذين ماتوا بسبب منع وصول الدواء والغذاء والمشتقات النفطية وكافة المستلزمات الضرورية للحياة وتدمير الآلاف من مشاريع البنية التحتية والمنشآت الاقتصادية التنموية والخدمية والاستثمارية والتي ضررها بكل تأكيد يعم كافة أَبْنَاء الشعب اليمني بمختلف توجُّهاتهم السياسية والفكرية وحتى المذهبية.. والأهم والأَكْثَر وضوحاً هو تسليم تحالف العدوان محافظات بالكامل للتنظيمات الإجرامية: داعش والقاعدة كما هو حادث حالياً في حضرموت وأبين وشبوة ولحج وعدن وأجزاء من محافظتي تعز ومأرب وغيرهما، بالإضَافَة إلى تسليم جزيرة سقطرى للإمارات المشاركة في العدوان وإذلال أبنائها والتحكم في مصائرهم وارتكابهم لمجازرَ وحشية وبشعة بحق أَبْنَاء هذه المحافظات المحتلة.. ولم يكتفوا بذلك فحسب وإنما ذهب تحالف العدوان لاستجلاب المزيد من المرتزقة من عدة دول في صورة وحدات عسكرية بينما هم عناصر إجرامية من أولئك الذين امتهنوا القتل مقابل المال مع افتعال الفتنة المناطقية والطائفية والمذهبية وصب المزيد من الزيت لتأجيج نيرانها بين اليمنيين لتحرق الأخضر واليابس والدفع باليمن وطناً وشعباً إلى الفوضى الكارثية التي تمكُّنهم من الوُصُول إلى بُغيتهم في تمزيقِ اليمن والاستيلاء على ما يريدون من الثروات والسيطرة الكاملة على الموقع الجيوسياسي والعسكري الذي تتطلبه مصالح الهيمنة الاستعمارية الغربية- الصهيونية ليس في اليمن فحسب وإنما في المنطقة العربية عموما.. ومع ذلك نجدُ في أَوْسَاطنا ومن المحسوبين على التحالف الوطني ظاهرياً يدافعون عن العدوان بكتاباتهم ويقدمون له مادة دسمة يستطيع من خلالها شق الصف الوطني وهو هدف عجز عن تحقيقه بالعمل العسكري والسياسي والاقتصادي.