الخبر وما وراء الخبر

لقاء بوتين وابن سلمان /نظام آل سعود في مفترق طرق

111

ذمار نيوز – بقلم / محمد المنصور

تعتبر زيارة ولي ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي محمد بن سلمان لروسيا والتقائه بالرئيس بوتين بمنتجع سوتشي اليوم حاسمة لناحية تقرير وجهة السياسة السعودية وموقفها في سورية ، بعد قرار روسيا المفاجئ للسعودية وقطر وتركيا وغيرها التدخل العسكري للقضاء على داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية في سورية ، وامكانية امتداد العمليات العسكرية الروسية الى العراق وهو ما يعني :

-إضعاف الدور السعودي القطري اﻻخواني التركي في سورية والعراق ، عبر اضعاف الجماعات التكفيرية اﻻرهابية المتطرفة التي توظف ﻻسقاط النظام السوري وضرب حزب الله ومحور الممانعة .

-دخول روسيا على خط أزمات المنطقة يمثل متغيرا استراتيجيا كبيرا لغير صالح امريكا والغرب وحلفائهما في المنطقة وفي مقدمتهم السعودية ، بل وربما سيكون الدور الروسي المتحالف مع ايران إيذان بحقبة جديدة في المنطقة سوف تتضح معالمها تباعا وسوف تستدعي شراكة دول اخرى منها مصر التي اعلنت ترحيبها بالدور الروسي في سورية وربما سوف تعلن دول عربية اخرى ذات الموقف ، لتبقى السعودية وتركيا وقطر وجماعات الاخوان هي الاطراف المعترضة والمحرضة على الدور الروسي في سورية من البوابة المذهبية التي استندت اليها بيانات وفتاوى شيوخ التكفير من الدوحة والرياض ، والتي لم تعد تلقى قبولا خارج دائرة الدواعش والاخوان في عموم المنطقة بعدما تبين ﻷغلبية شعوب المنطقة والعالم ان تلك الجماعات خطر يهدد العالم . ووسط تلك الاعتبارات وحقيقة عدم قدرة امريكا والغرب على اﻷستمرار في تبني مشاريع السعودية التدميرية في سورية والعراق ، وخوض حربها التدميرية العبثية في اليمن والدخول من ثم في مواجهة مباشرة مع روسيا في سورية اوغيرها .

السعودية غارقة في المستنقع اليمني منذ اكثر من 200يوما ولا افق امام عدوانها للنجاح ، اﻷوضاع الداخلية والتباينات والصراعات داخل أسرة آل سعود وسوء اﻷوضاع الاقتصادية لم تعد خافية …وهي وغيرها من الحقائق مما يدركه بوتين حينما يلتقي المغامر بن سلمان ، ويدرك”بوتين انه الوقت المناسب لايصال الرسائل ﻻبن سلمان على هيئة نصائح ليس أقلها استمرار المقامرة بالكيان السعودي ، وعدم التعويل على القوة ودعم الارهابيين في سورية لاسقاط نظام الرئيس بشار الأسد ، كذلك لن يتردد بوتين في مطالبة بن سلمان بضرورة وقف الحرب على اليمن ، وسيكاشفه ان اقتضى الأمر بحقيقة الخسائر السعودية والاماراتيه وغيرها ، وسيذكره بخطورة ما يمارسه العدوان السعودي في اليمن ، وانه ﻻ جدوى من رفض وتعطيل السعودية للحل السلمي الذي ترعاه اﻷمم المتحدة لحل المشكلة سلميا .

بالطبع لن يكرر ابن سلمان على مسامع بوتين العروض والاغراءات والتهديدات المبطنة لروسيا التي اطلقها بندر بن سلطان في 2013، و2014م خلال لقاءاته ببوتين في قصر الكرملين .

السعودية خسرت فاعلية الورقة المذهبية في مغامراتها اﻻرهابية الوهابية في سورية والعراق ، وخسرت السعودية بعدوانها على اليمن عوامل تماسكها الداخلي الامني والعسكري والاقتصادي ، خسرت هيبتها السياسية وصورتها الرمزية في العالم ، ومن خلال جرائم الاهمال بحق الحجاج التي ادت الى كارثة منى خسرت السعودية مكانتها في قلوب الملايين الذين تخدعهم حملات الدعاية السعودية منذ عشرات السنين ، و أخيرا بانت السعودية على حقيقتها كدولة ارهابية اولى في العالم بعدوانها التحالفي على اليمن وقتل عشرات الآلاف من ابنائه وتدميره وحصاره بلا سبب الا العلو والاستكبار وغطرسة اﻷعراب اﻷشد كفرا ونفاقا وتبعية للصهاينة والامريكان ، وجراء ذلك أصبحت السعودية بحاجة لتحسين صورتها في الغرب والمنطقة وتوظف المليارات لتحسين قبحها وبشاعتها ..

ولكن لن تنجح أبدا .

هل سيصغي ابن سلمان لما يقترحه بوتين ام سيستمر بالمكابرة والمقامرة حتى السقوط …

ذلك ما سوف تفصح عنه الايام القليلة القادمة