قانون الطواريء…..نصف المعركة الدفاعية
بقلم / احمد عايض
لا نجيد نحن شعب الانصار “الغناء في مجالس النفاق ”، أو على الأرجح معظمنا لا يحبذ التورّط متلبساً في إسقاطات مثل هذه الخصلة البغيضة، فثمّة أدبيات عربية-اسلامية تنطوي تحت عنوان “صدق الكلمة ثمرة والعمل الحازم ثمرتين ” تشكّل بروتوكولاً وطنيا بيننا، نحرص عادةً على توخّي مداراته بقدرٍ عالٍ من الحذر، وربما هذا ما كان قوام سرّ صمودنا وصبرنا وتحمّلنا لفصول المحنة القاسية منذ سنوات .
فأزيز رصاص حرب استهدافنا، ورائحة الدم، نأيا جانباً بجملة من القضايا المتصلة بأساسيات ذات بعد امني وعسكري وقومي، فالهم الوطني أكبر وحجم الحرب أخطر، هذه أولويات رتبت نفسها ذاتياً في أذهاننا منذ بدايات العدوان.
إلّا أن تحوّلاً لافتاً طرأ على المزاج العام منذ اسابيع قليلة، بشأن تفاصيل ذكرها سماحة قائد الثورة، أي “صحوة شعبية ” تستوجب الرصد والاهتمام والحزم، سيما وأن الحرب الكونية هي هي، والحصار هو هو، وتزايد وقاحة ودناءة المبتزين والمنتفعين والفسده بات عُرفاً سوقياً رخيصا ومبتذلا سلّمنا به منذ البدايات وكابرنا على لفحاتهم، بما أن الطابور الخامس هو الوجه الاخر للمرتزقة والارهابيين فااصبحت ظاهرة من المظاهر التي تنتجها الحروب، فما الذي تغيّر واستوجب صراخاً طالما همسنا مفرداته همسا؟
الواقع أن أجواء التفاؤل الشعبي التي شاعت في الأسابيع الأخيرة، على قاعدة الانتصارات التي حققناها عسكرياً واستخباريا وامنيا، والتقدّم مضطرد الخطى على طريق النصر، أنتجت حالة من الإلحاح الشعبي في طلب تفعيل قانون الطواريء، وأطلقت العنان لغضب شعبي بتطهير مؤسسات الدولة وغيرها من البراثن الخبيثة المندسة الخائنة التي يديرها كل مريض وحاقد ولطالما كانت متنحية تحت وطأة إملاءات الظرف الصعب، حيث من عادة “الفزع أن يُشتت الوجع”، وهذه حقيقة وليست مجرد تلوين بديعي ولعب على جماليات اللغة.
الغازي حاقد قاتل والمرتزق خائن رخيص والمندسين سيطر عليهم مرض الابتزاز والانتهاز فيسلكون طريق الفوضى والفتن لتحقيق مصالحهم من باب الاساء والتشوية، مصر اعلنت حالة الطواريء بعد حادثتين ارهابيتين دمويتين، واليمن يشن عليه عدوان عالمي منذ عامين ولم يعلن حالة الطواريء، اين حدث هذا؟ من المستفيد من عدم تفعيل قانون الطواريء..لماذا يخافون من قانون تفعيل الطواريء، بن حبتور ووزرائه ماذا يعملون ومع م؟ لماذا المجلس السياسي الاعلى في حالة سبات؟ والامن القومي في خطر؟
موضوعنا بالتحديد، كان من الحكمة أن نحوّل أزمتنا إلى درس مدفوع الثمن، فقد دفعنا الكثير وما زلنا نسدد ثمناً باهظاً لفاتورة “استشفاء” بلدنا من وباء الغزو والإرهاب والعملاء والخونة والمنتفعين، وتوقّعنا أن تكون العامين الماضيين وماقبلها من السنوات العجاف هي فسحة حقيقية للعودة الجادة إلى الوعي النشط والبناء واستنهاض هممنا ومواردنا الكامنة أو المدفونة تحت ركام سنوات الرخاء والنزعات التي استحكمت بنا.
إننا في خضم مواجهة طويلة الأجل، وإن كنا انتصرنا بصبرنا، علينا ألا نُحبط بنفاده، ولا نؤخذ بالكم الهائل من الطاقات السلبية التي ينفثها الاوباش المنتفعين والمبتزين اصحاب المصالح الر خيصة في وجهنا عن قصد أو غير قصد، ولو كان بعضهم حكوميون او اعلاميون او صحفيون في مواقع قرار او تأثير، فنكون الاقوى ضد الاخطر !! فتفعيل قانون الطواريء هو الوجه الاخر للنصر وفائده للوطن وسور اخر للجبهة الداخلية…فهل يصحوا المجلس السياسي الاعلى والحكومه من السبات والتجاهل ام عصا الشعب هي التي توقض من اعتاد على الهروب من المسؤولية بالنوم العميق كعذر قبيح لايغتفر.