الخبر وما وراء الخبر

الاموال السعودية في مهب الرياح الترامبية نحو تنفيذ المشاريع الصهيونية

180
بقلم / أحمد يحيى الديلمي

في كل مرة تريد أمريكا تنفيذ مخطط معين في منطقة الشرق الاوسط ، فأنها تعتمد بشكل رئيس على النظام السعودي والانظمة الخليجية لتمويل تنفيذ مخططها التأمرية ، وهذا ما حصل بالفعل أبان العدوان الأمريكي على العراق عندما قامت الانظمة الخليجية بتمويل ذلك العدوان الغاشم ، ولكن هذه المرة ستكون بصورة أكثر ابتزازاً لاسيّما بعد تولي الملياردير ترامب مقاليد الرئاسة في أمريكا.
الملياردير ترامب هو اول رئيس أمريكي تم انتخابه من الوسط المالي والتجاري الذي سيُدير أمريكا بعقلية رجل الاعمال وسينصب جلّ همة نحو البحث عن الربح المالي وتحقيق مصالح دولته الاقتصادية اولاً ، بحيث ستكون سياسته الخارجية عبارة عن معاملات تجارية، واتباع سياسة معينة فقط اذا ما كانت مربحة لأميركا، لاسيّما وأنه كان يتحدث خلال حملته الانتخابية بعقلية الأمريكي “المتغطرس” الذي يعتقد أن بلاده تستطيع فعل ما تريد بعيداً عن المحاسبة ، حيث اتضحت معالم السياسة الجديدة التي اتخذت في طابعها عنواناً اقتصادياً ، والتي سيقوم باتباعها في منطقة الشرق الاوسط خصوصاً.
وهذا ما تجلى بوضوح منذ الوهلة الاولى من توليه مقاليد الرئاسة في أمريكا ، حيث تم استلام اول قسط من ضريبة الحماية و ”الجزية الترامبية” ، والتي قدمها محمد بن سلمان خلال زيارته لأمريكا والتي جاءت تحت يافطة مشاريع استثمارية ب200 مليار دولار ، لاسيّما وأن ترامب هدد السعودية خلال حملته الانتخابية أكثر من مرة بضرورة دفع “ضريبة الحماية” التي تقدمها لها أمريكا ، واصفاً السعودية بالبقرة الحلوب التي يجب ذبحها متى ما جفّ حليبها ، فقد واضحا في شعاراته الانتخابية بأن على السعودية إما الدفع ، أو سترفع الحماية عنها، فالمال هو الهدف الذي يريده ترامب من السعودية.
وطالما وأن أمريكا مازالت تحصل على “الحليب” من البقرة الحلوب التي يعيش فصل جفاف نفطي ألقى بظلاله داخلياً عبر بعض سياسات التقشّف ؛ ستضل الاموال السعودية والخليجية في مهب الرياح الترامبية نحو تنفيذ المشاريع الصهيونية في المنطقة ،لاسيّما وأن عين ترامب ترمق لما تبقى من الاموال السعودية بغية الاستحواذ عليها تحت يافطة تنفيذ مؤامرات ومخططات الفوضى الخلاقة في المنطقة التي تصّب في الاساس لمصلحة كيان العدو الإسرائيلي “الطفل المدلّل” لأمريكا ، لاسيّما وأن ترامب سيبقى على عهدة للكيان الإسرائيلي حيث سيعمل على كسب المزيد من ودّ اللوبي الصهيوني وتأكيد دعمه الكامل للكيان الإسرائيلي من خلال عدة قرارات وموقف مؤيدة للكيان الغاصب ، والتي ظهرت جلياً ،
ومنها اقرار المزيد من بناء المستوطنات في فلسطين المحتلة ، والتطبيع الشامل مع كيان العد الاسرائيلي بما يمهّد لنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة ، وانشاء تحالف أمريكي صهيوني عربي لمواجهة المد الايراني في المنطقة على حد زعمهم والذي تجلى مؤشراته بوضوح في الضربة الأمريكية للقاعدة الجوية في مدينة السورية.
وكل ذلك سيتم تنفيذه دون ادنى شك بتمويل الانظمة الخليجية عامة وتمويل النظام السعودي على وجه الخصوص الذي سارع الى مباركة تلك الضربة ، حيث ستقوم السعودية بتمويل ودفع تكاليف الضربة الامريكية والتي تقدر قيمتها بحسب ما تداولته وسائل اعلامية.
وستبقى السعودية في دائرة الابتزاز الترامبي لنهب ما تبقى من ثرواته الى ان يجف حليبها ليتم ذبحها بعد ذلك.