حربُ الشائعات لا تخيفُ الشعبَ اليمني
بقلم / أحمد ناصر الشريف
صمودُ الشعب اليمني ممثلًا في جيشه ولجانه الشعبية وجماهيره للعام الثالث على التوالي في وجه أقوى دول العالم ليس بالأمر السهل بل ولم يحدث مثل هذا الصمود الأسطوري في أي بلد آخر عبر التأريخ.. وهو ما يؤكد أن اليمن بشعبها العظيم سيكون لها شأنها مستقبلًا ويحسب لها أعداؤها الف حساب بعد أن استطاعوا تهميش دورها الريادي لعدة عقود مضت.. ولأن تحالف العدوان الذي تقوده السعودية وأمريكا ضد اليمن منذ أَكْثَر من عامين قد فشل فشلًا ذريعًا في تحقيق أَهْدَافه سواء على المستوى العسكري والسياسي أو على المستوى الاقتصادي والاعلامي فلم يكن أمامه إلّا اللجوء إلى حرب الشائعات عبر أبواقه وطابوره الخامس المندس وسط التحالف الوطني لمواجهة العدوان والتصَـدّي له علّه يفتح ثغرة صغيرة يستطيع النفاذ منها لتهبيط العزائم وشق الصف الوطني، غيرَ مدركين أن الشعبَ العظيمَ الذي أفشل كُلَّ خططهم الجهنمية عسكريًا وَسَياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا قادر أن يحشرهم في زاوية ضيقة ويلحق بهم الهزيمة النكراء.. وأن طابورهم الخامس لن يستطيع أن يلحق الأذى بهذا الشعب الذي أصبح لديه من الوعي والإدراك ما يجعله يتغلب على كُلّ الدسائس والمؤامرات.. وأن الحملة الاعلامية التي تقودها وسائل العدوان المتخصّصة في تخدير الشعوب وتخويفها لن تنطلي على شعب مجرّب عُرف بخبرته كيف يسير أموره بفضل قيادته الواعية والحكيمة التي أذهلت العالم كله بتكتيكات جديدة يشهدها العلم العسكري لأول مرة في تأريخه لدرجة أن فخر الصناعات الأمريكية من الدبابات والمدرعات العسكرية يتم إحراقها والتخلص منها بولاعة.
وبما أن اليمنيين قد استطاعوا أن يضربوا أروع الأمثلة في الدفاع عن وطنهم شهد لهم بها العدو قبل الصديق فإنه يجب على كُلّ مواطن حر وشريف أن يرفع رأسه عاليًا ويبتعد عن الانسياق وراء الشائعات التي يبثها العدو ومرتزقته هنا وهناك؛ بهدف التأثير عليهم، لا سيما أن المسؤولية الوطنية تقتضي من كُلّ أَبْنَاء اليمن استيعاب ما يحيكه الأعداء ويخططون له من أجل زعزعة الاستقرار لإثارة الفرقة والاصطياد في الماء العكر من خلال الاستفادة مما تثيره غبار الحرية والديمقراطية التي تنعم بها بلادنا اليمن وعدم محاسبة المغرضين فيستغلون شائعاتهم ويجسمونها بما يخرجها عن طورها الحقيقي.
لذا وجب التيقظ والوعي المستمرَين للمُخَطّطات الجهنمية للأعداء وإفشالها بالمزيد من التلاحُم ورَصّ الصفوف والتوجّه بكل الإمْكَانيات والقدرات نحو بناء اليمن الجديد وتعزيز مقدرته وترسيخ أواصر وحدة أبنائه، خَاصَّة بعد أن كشف العدوان البربري على اليمن تأريخ النظام السعودي وحقده وأساليب تكبره واستعلائه فتحصن الشعب اليمني ضد كافة مُخَطّطاته وتآمراته والتي جعلت من اليمنيين قوة واحدة ساعة تلبية النداء وبالذات حين أصبحت منجزات اليمن الاستراتيجية تتعرَّضُ للخطر كالوحدة والسيادة الوطنية.. وتأريخ الشعب اليمني ونضاله خير شاهد وقد خبر الأعداء وجرّبوا ذلك في أَكْثَر من محاولة وتآمر.. وما يحدث اليوم من مواجهة للعدوان العالمي إلّا ترجمة عملية لاختبار إرادة الشعب اليمني العظيم المستمدة من إرادة الله.
إن السياسة السعودية المبنية على مقايضة حرية الشعوب وسيادتها واستقلالها بالدولار وعلى إرهاب الآخرين بالدعاية لصفقات الأسلحة؛ بهدف تخويف من يخرج عن بيت الطاعة وضمان الهيمنة بشتى السبل على شعوب المنطقة هي نفسها السياسة المتبعة حاليًا، حيث ظن النظام السعودي أنه بإمكانه احتواء دول المنطقة وشعوبها من خلال تحالفه مع دول كبرى ولكن خيالهم قد شط كَثيرًا في التفاؤل والشواهد الأخيرة حول ما جرى لهم في اليمن تؤكد صدق ما نقول.. وبعد أن وجد بنو سعود أنفسهم في مأزق؛ بسبب حربهم على اليمن فإن الأوضاع قد تغيّرت ولم يعد أمامهم سوى الخوف ومزيد من الخوف الذي قد يؤدي في النهاية إلى إسقاط نظامهم لترتاح الأمتان العربية والإسْلَامية بل والعالم أجمع من الفتن المذهبية والعنصرية والطائفية التي يصدّرها هذا النظام إلى شعوبها.