أميركا رسول الجريمة إلى هذه المنطقة
بقلم / محمد عايش
حوالي 150 قتيلا و400 جريح أسقطتهم السعودية بضربةٍ واحدة في الصالة الكبرى بصنعاء، واعترفت لاحقًا بارتكابها للجريمة، وكان الرد الأميركي على المجزرة مجرد التهديد بإعادة النظر في الدعم الأميركي العسكري للسعودية وحربها في اليمن.
حوالي 80 قتيلا في مجزرة بشعة هي الأخرى في سوريا، في عمليةٍ نفى النظام السوري علاقته بها نهائيًا، وكان الرد الأميركي ضربة عسكرية مباشرة ضد سوريا وبـ59 صاروخًا!
لولا أننا نعرفك يا أميركا لصدقناك
لو لم يكن السلاح الذي قتل وجرح حوالي 50 ألفًا في اليمن، خلال سنتين، أميركيا، والدعم اللوجستي أميركيًا، والغطاء السياسي والدبلوماسي أميركيًا؛ لصدقنا أن أميركا حارسة الأخلاق، وحامي حمى حقوق الإنسان وقوانين الحرب، في العالم.
ولكن أميركا إن كانت حارسةً لشيءٍ فليس إلا للنفاق، والكذب، والوقاحة، وازدواج المعايير.
في جريمة الصالة الكبرى “هددت” الإدارة الأميركية بإيقاف الدعم العسكري للسعودية، لكنها لم تنفذ التهديد، وعلى العكس فقد أقرت، مع مجيء ترامب، زيادة حجم هذا الدعم للملكة، وإسقاط كل القيود، على بيع السلاح، التي كانت قائمة أيام أوباما.
وفِي جريمة سوريا، لم يهدد البيت الأبيض بالرد إلا وقد نفذ التهديد فعلًا!.
هل من يموتون بـ”الغاز” بشر وضحايا، ومن يموتون بالأسلحة الأميركية جراثيم ومستحقون للإبادة؟!!.
دعكم من الغاز ودعكم من جريمة الصالة الكبرى؛ أميركا تستعد الآن مع السعودية والإمارات لارتكاب مجزرة لايمكن للغاز ولا لأقوى سلاح نووي أن يحقق مثلها، وهي جريمة استهداف الحديدة ومينائها، ما سيتسبب بكارثة بشرية ضحيتها الملايين وليس حتى مجرد مئات الآلاف.
أميركا رسول الجريمة إلى هذه المنطقة، ونبيها الأول، وليس انتقامها لجريمة الغاز إلا جريمة أخرى.
أميركا التي تحارب “الانقلاب” في اليمن، تحارب “الدولة” في سوريا..
من يجد في هذا تناقضًا؟! إنه العصر الأميركي الملفق من أعلاه إلى أسفله.
العصر الذي لا تصمد فيه الحقيقة مقدار خطوة واحدة، وتتبدل فيه الأخلاق بتبدل الجغرافيا، وتتناقض الادعاءات بتناقض المعارك والمصالح.
والأغبياء يحتفلون.
نقلا عن صفحته الشخصية على الفيسبوك