عامٌ ثالثٌ لا يشبه سابقَيه
بقلم / مروان حليصي
العامُ الثالثُ للعدوان لا يُشبِهُ الأعوامَ التي سبقته، صبَرَ فيها الشعب اليمني كثيرًا على تطاول النظام السعودي وإمعانه في ارتكاب المجازر المروّعة بحقه، وتعالى خلالها الإماراتي واستعرض قوته على شعب فقير يزخر بكرمه وشهامته، وقد حاول فيها اليمنيون كثيرا مع قادة العدوان بأن يكون العامان كافيين لوقف العدوان وإيقاف نزيف الدم اليمني؛ رأباً للصدع والحفاظ على ما تبقى من أطلال للحمة العربية، وتفويت الفرصة على أربابهم الأمريكان والصهاينة الذين سيستمتعون كثيرا برؤية مشاهد ألسنة اللهب والنيران وهي تتصاعد من أكثر من مكان في أكثر من عاصمة ومدينة خليجية، وتجنيب مماليكهم وحمايتها من الصبر اليمني الذي سيتحول إلى بركان لن تُخمد نيرانه قبل وصولها إلى كل عواصم عربان الخليج وطمسها على الازدهار السياسي والاقتصادي الذي تعيشه دولهم بفعل الأمن والاستقرار الذي ستلتهمه نيران ذلك الصبر، وبشتى الوسائل وبمختلف الطرق أوصلوا تلك الرسالة لقيادة العدوان لعلها تعي ماذا يعني الصمود اليمني، ولعلها تتدارك خطأها وتكفّر عنه بوقف عدوانها، إلا أن الغرور والكبرياء الجوفاء أفهمتهم خطأ وجعلتهم في غيهم يعمهون.
فهذا العام لن يكون كما سبقه من أعوام، فهو العام الثالث للعدوان، وهو عام التنكيل بالعدو، وقد بدأت بشارات التنكيل بالعدو بالظهور في اليوم الثالث من العام الثالث بثلاثة صواريخ قاهر M-2 على ثلاثة أهداف دفعة واحدة بقاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط بعسير، وقد حققت أهدافها وأصابت النظام السعودي في مقتل، وبذلك تكون القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية قد استكملت تجاربها على المنظومة الصاروخية البالستية متوسطة المدى “قاهر M 2″، وهي رسالة أثبتت للنظام السعودي هشاشته وضعف جيشه رغم امكانياته الكبيرة وامتلاكه لمنظومة الباتريوت باك3 التي تعد أحدث منظومات الدفاع الصاروخي في العالم، فهو عاجز ولا يقوى على مواكبة التحديثات التي تجريها القوة الصاروخية على أنظمتها البالستية المتوسطة والبعيدة المدى، فهو عاجز عن ذلك كما عجز في البر والبحر، وَقد عكس ذلك الإنجاز حالة السخرية من النظام السعودي وقوته الخرافية التي تنظر إليه بها القوة الصاروخية للجيش، واللجان الشعبية، وهي كانت أشد وطأة عليهم، حيث اعتادت الدول إجراء تجاربها الصاروخية في أجوائها وعلى أراضيها، وليس على دولة بأكملها، كما فعلت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية.