ممثل الإغاثة الإسلامية يؤكد ارتفاع احتياجات الناس في اليمن كل يوم
أكد الممثل المقيم لمنظمة الإغاثة الإسلامية في اليمن محمد ذو القرنين عباس أن الأوضاع الإنسانية في اليمن كارثية واحتياجات الناس المتضررين من الحرب في ارتفاع كل يوم.
وقال ذو القرنين في بيان صحفي تلقت وكالة الأنباء اليمنية /سبأ/ نسخة منه : ” بالرغم من كل المعوقات والصعوبات والوضع الأمني غير المستقر نؤكد استمرار مشاريعنا الإغاثية ، وعملنا بكامل طاقتنا و جهدنا لجلب الدعم إلى اليمن وإيصاله إلى مستحقيه ” .
وعبّر ممثل الإغاثة الإسلامية عن الشكر لاستمرار الدعم من قبل المانحين وتسهيل السلطات لعمل المنظمة لتخفيف معاناة الناس ذوي الحاجة ، منوهاً إلى أهمية استئناف المفاوضات السياسية للخروج بحل دائم ومقبول لدى الجميع وإعادة السلام إلى اليمن .
وأوضح البيان أن منظمة الإغاثة الإسلامية نفذت عدداً من المشاريع في مجالات الاستجابة الطارئة للأسر المتضررة من النزاع ، الاستجابة الطارئة لسوء التغذية الحاد، تمويل المستشفيات والمراكز الصحية بالأدوية والمستلزمات الطبية، توزيع السلة الرمضانية ، الأضاحي ، دعم الأيتام والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، الملابس الشتوية للأيتام، الانتعاش الاجتماعي والاقتصادي المتكامل، المياه والصرف الصحي وذلك في إطار جهودها الإغاثية بالتعاون والتنسيق مع المجتمعات المحلية لمواجهة الحاجة المتزايدة لأبسط مقومات المعيشة التي انعدمت في الكثير من الأماكن نتيجة تصاعد العنف .
وذكر البيان أن عدد المستفيدين من هذه المشاريع بلغ أكثر من أربعة ملايين شخص من النازحين والمتضررين و الأشد فقراً و احتياجاً، بالإضافة إلى الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، الأيتام، مرضى الفشل الكلوي، المستشفيات والمراكز الطبية.
مسؤولة قسم الأيتام في منظمة الإغاثة الإسلامية دعاء عبد القادر أوضحت أن الأيتام في أمس الحاجة للعديد من الاحتياجات الأساسية و أبسط ضروريات الحياة، مشيرة إلى أن من أولويات القسم في المرحلة القادمة تنفيذ مشاريع تساعد على تأمين الغذاء لأسر الأيتام، توفير الرعاية الطبية لهم، ودعم الأطفال للالتحاق بالمدارس.
وذكر البيان أنه تم إجراء الفحص الطبي الشامل، التحاليل المخبرية، والأدوية بشكل مجاني لألف و 957 يتيماً وذويهم في محافظتي صنعاء وعدن ، وكذا توزيع ألف و 100 بطانية لأسر الأيتام في محافظتي صنعاء وصعدة لوقايتهم من برد الشتاء، كما تم توزيع 93 سماعة للصم وضعاف السمع للأيتام والمتضررين من الحرب بالتعاون مع المركز الوطني للسمع، وتدريب أكثر من 70 طفلاً من الأيتام على أساسيات اللغة الإنجليزية والكمبيوتر في أمانة العاصمة ومحافظة عدن .
فيما قال مسؤول قسم التغذية بالمنظمة جاكسون: ” بسبب استمرار الأوضاع السيئة الحالية في اليمن، الملايين من الناس بحاجة إلى المساعدات الإنسانية الطارئة لإنقاذ حياتهم، اليوم أكثر من ثلاثة ملايين طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، من ضمنهم قرابة النصف مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهؤلاء معرضون للوفاة أكثر بعشر مرات من الأطفال ذوي الصحة الجيدة “.
واستطرد: ” أولوياتنا للمرحلة القادمة وبالتوازي مع خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن تكمن في تقديم تدخلات ومشاريع منقذة للحياة لحالات سوء التغذية الحالية عند الأطفال، وتجنيب الأطفال الأصحاء احتمالية تعرضهم لسوء التغذية، وبناء قدرات وتأهيل مختصين طبيين لعلاج مثل هذه الحالات “.
ولفت البيان إلى أن مشروع الاستجابة الطارئة والمتكاملة لتغذية الأطفال الذي تنفذه المنظمة استهدف 19 ألفاً و 591 طفلاً بين 6-59 شهراً، و ستة آلاف و 136 من الأمهات الحوامل والمرضعات في 70 مركزاً صحياً بمحافظات الحديدة، عمران، وصعدة ، بهدف التقليل من الوفيات والإصابة بالأمراض المتعلقة بسوء التغذية لدى الفئات المستهدفة.
وأشار إلى أن المنظمة قامت بتأهيل 100 عامل ومتطوع صحي على أساسيات المعالجة المجتمعية لسوء التغذية الحاد، وتوفير الحوافز لهم بشكل شهري في إطار المشروع إلى جانب توزيع الأغذية الخاصة بسوء التغذية عند الأطفال في المراكز المستهدفة و توفير الأدوية الضرورية، الاحتياجات الطبية، و الأثاث لتفعيل هذه المراكز وضمان نجاح المعالجة المجتمعية لسوء التغذية الحاد.
كما تنفذ منظمة الإغاثة الإسلامية وفقاً للبيان مشروع توزيع المساعدات الغذائية الطارئة في العديد من مديريات محافظات صنعاء، الحديدة، ذمار، مأرب، ريمة، وعمران يستفيد منه أكثر من مائتي ألف أسرة بشكل شهري في تلك المحافظات.
وأوضح البيان أن مشروع تعزيز الصمود في الريف اليمني (النقد مقابل العمل) يتم تنفيذه في 36 قرية بمديريتي زبيد وبيت الفقيه في محافظة الحديدة و يتضمن رصف وتوسعة الطرق الريفية، إنشاء خزانات المياه، تأهيل الحواجز المائية والآبار، استصلاح الأراضي الزراعية، تأهيل قنوات الري وشبكات المياه، وتحسين الوضع البيئي بعمل حمامات عامة للمدارس والمساجد وغيره، مشيراً إلى أن تم تنفيذ ثمانية مشاريع خاصة بالطرق، 17 مشروع مياه، ستة مشاريع زراعية، و خمسة مشاريع بيئية.
ونوّه البيان إلى أنه يتم تنفيذ المشروع على أيدي أهالي المناطق المستهدفة أنفسهم حيث تم توظيف 557 من العمالة من أبناء المنطقة لمدة عام كامل يستفيدون من مبالغ مالية بقيمة 220 دولاراً للفرد بشكل شهري مقابل العمل في قراهم، مبيناً أن المنظمة توفر جميع احتياجات تنفيذ المشروع من مشرفين، مواد أساسية، ومعدات، بالإضافة إلى تأهيل هذه العمالة وإكسابها مهارات العمل حتى تصبح قادرة على العمل في مشاريع أخرى في السوق المحلية مستقبلاً.
وحسب البيان نفذت الإغاثة الإسلامية مشروع الأمن الغذائي والمياه والإصحاح البيئي في محافظة ريمة حيث استفاد منه أكثر من 28 ألف شخص منهم أكثر من 13 ألفاً و 400 طفل، و في جانب الغذاء وسبل المعيشة تنوعت المساعدات المقدمة من المنظمة على التدريب الزراعي والحيواني، توزيع البذور والأسمدة، المعدات الزراعية، الأعلاف، والثروة الحيوانية. أما في جانب المياه والإصحاح البيئي فقد تم صيانة وترميم ثلاثة من مصادر المياه الرئيسية في محافظة ريمة إلى جانب إنشاء مشروع لحصاد مياه الأمطار، وتوزيع ألفي حقيبة صحية أثناء توعية وتدريب المستفيدين على النظافة الشخصية.
وأكد البيان أن تنفيذ المشروع اعتمد على آلية النقد مقابل العمل لضمان استفادة أهالي القرى و توعية أكثر من 80 فرداً من النساء والرجال حول العنف القائم على النوع الاجتماعي .
واستهدف مشروع الدعم النفسي للأطفال المتضررين من الحرب الذي نفذته المنظمة لمدة سبعة أشهر ما يزيد عن خمسة آلاف و 800 طالب وطالبة في ثمان مدارس حكومية في مديريات سنحان، بني بهلول، وجحانة بمحافظة صنعاء، كما تضمن المشروع تأهيل وتأثيث ثمانية فصول في المدارس المستهدفة لتشكل مساحات صديقة للأطفال والتعاقد مع ثمانية مدربين استشاريين متخصصين لإدارة هذه المساحات.
وأشار البيان إلى أنه تم تنفيد ثلاثة آلاف و 72 جلسة حماية ودعم نفسي اجتماعي وترفيهي للطلاب من الصف الأول إلى التاسع، و تدريب 40 معلماً ومعلمة ومدراء مدارس، و 64 من أولياء الأمور على مفاهيم الحماية والدعم النفسي والترفيهي والصحة والنظافة والإسعافات الصحية الأولية، وأنشطة الحد من مخاطر الألغام والأجسام الغريبة.
واختتم البيان قائلاً : ” إزاء هذا الوضع الكارثي الإنساني، والحاجة الملحة والمتصاعدة، تجد منظمة الإغاثة الإسلامية نفسها في مواجهة مفتوحة مع الكارثة وتداعياتها، تسخر في هذا جل قدراتها وإمكاناتها، مستنفرة كل ما تستطيعه من قدرات وإمكانيات وطاقات في محاولة لتخفيف آلام الملايين، وسد احتياجاتهم ومساعدتهم على تجاوز المحنة، التي نسأل الله أن تنزاح قريباً، وأن تتكاتف كل الجهود المحلية والدولية للانتصار على أعراضها وآثارها في كل مجالات حياة الإنسان اليمني ” .