أوهام وخيالات العملاء
بقلم / عبدالفتاح علي البنوس
واهم كل الوهم من يظن بأن بإمكانه تركيع وإذلال وإخضاع الشعب اليمني لهيمنته وسطوته ومشاريعه الإستعمارية والإستبدادية ، وواهم من يظن بأن شعبا صمد وثبت وواجه تحالفا من 17دولة لأكثر من عامين ،ستؤثر فيه تخرصات وخزعبلات وتهديدات مجاميع من المسطولين وأشباه الرجال من الأمريكان وبعران الخليج بشأن أحلامهم بالسيطرة على محافظة الحديدة ، والحديث عن مشروع لمسلسل أمريكي جديد من إنتاج آل سعود الهدف منه إستمرار إستنزاف البقرة الحلوب وشفط ما يمكن شفطه من موارد الشعب السعودي التي يعبث بها غلمان آل سعود ويهدرونها في إذكاء الفتن والأزمات والصراعات وتمرير المشاريع الهدامة في المنطقة .
إنهم أمام شعب عريق وصاحب بأس وإقدام ، شعب كل فرد فيه على إستعداد لتقديم أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن الوطن والذود عن حماه وحماية مكتسباته ومقدراته الحضارية والتنموية، ومن يراهن على اليأس والإحباط فهو واهم ، فاليمني الغيور على وطنه وأرضه وعرضه هو عدو اليأس والإحباط ، ومهما طال أمد العدوان والحصار ، ومهما أرعد وأزبد أشباه الرجال من مرتزقة الريال السعودي وهللوا وكبروا لمعركة إحتلال الحديدة والتي يسعى الأمريكان للمشاركة فيها دعما وإسنادا للكيان السعودي الإجرامي البشع ، فلن يحققوا سوى الخيبة والخسران والمذلة والمهانة ، هذه المعركة التي تضاف إلى سلسلة المعارك الفاشلة التي خاضها العدو السعودي ومرتزقته في سبيل الحصول على مكسب واقعي يمكنهم من التباهي به ، والمقايضة عليه وخصوصا في ظل إستمرار دك معاقل وتحصينات الكيان السعودي في مثلث نجران وجيزان وعسير ،وفي ظل تطور القدرات الدفاعية للقوة الصاروخية اليمنية ودخول الصواريخ البالستية طويلة المدى خط المواجهة وضربها العمق السعودي وصولا إلى عاصمة العدوان الرياض على وعد بأن يكون القادم أعظم وهو ما يعني بأن باقي المدن السعودية ومعها عواصم الدول المشاركة في العدوان على بلادنا ستكون بإذن الله في مرمى إستهداف الصواريخ اليمنية التي باتت تمثل مصدر رعب وقلق للكيان السعودي ومرتزقته .
لقد تمادت قوى الإجرام والإرهاب العالمية بقيادة الشيطان الأكبر أمريكا وقرنه آل سعود في غيها وصلفها وإجرامها وعنجهيتها وغرورها ، وظنت بأنه بإمكانها تحقيق كل ما تحلم به ، حتى ولو كان ذلك على حساب أمن وإستقرار وسيادة دولة مستقلة ذات سيادة ، وهي لا تدرك بأنها تلعب بالنار وأن التعامل بغباء ورعونة مع مشروع إحتلال الحديدة لن يمر مرور الكرام ولن يكون سهل المنال، فالحديدة خط أحمر حالها حال بقية المدن والمحافظات اليمنية التي لن تكون إلا مقبرة للغزاة والمحتلين والمرتزقة العملاء ، ولن يسمح لأمريكا ولا للسعودية ولا لأي دولة في العالم تحويل اليمن إلى مكب ومقلب للنفايات البشرية الإرهابية التي يراد نقلها من العراق وسوريا وتركيا وبعض الدول الأوربية إلى جنوب الوطن ، لتظل هذه النفايات جاهزة لتنفيذ المهام التي تسند إليها من قبل الأمريكان والصهاينة ، وهذه عبارة عن أوهام وخيالات فقط ، فلا يمكن التفريط في الجنوب الغالي وما الوضع القائم هناك إلا عبارة عن إستراحة محارب بالنسبة لأبطال الجيش واللجان الشعبية وللتفرغ للجبهات المشتعلة في المحافظات الشمالية والغربية وما إن يتم تطهيرها، سيأتي الدور على المحافظات الجنوبية التي لن تقبل بالغزاة والإرهابيين والمرتزقة والعملاء .
بالمختصر المفيد من يفكر بإحتلال الحديدة ، عليه أن يجرب حظه ، ويزحف بجنوده ومرتزقته عليها ، وسيرى ما يسر الناظر ويسلي الخاطر، وسيشاهد جهنم الحمراء وهي جاهزة بكافة الترتيبات والتجهيزات اللازمة لإستقباله وزبانيته ، تماما كما تم ويتم إستقبالهم في ميدي والبقع وصرواح ونهم والمخا وذباب والوازعية وكرش وعسيلان وفي بقية الجبهات الداخلية ، فالتجربة دائما هي خير برهان ولكن قبل ذلك عليهم أن يدركوا بأن التجربة لن تكون مجانية كما قد يتخيلون أو يتوهمون ، بل ستكون باهظة الثمن ، وستكون الحديدة هي المحطة الأخيرة في حياة كل من يقترب من سواحلها ويحاول الزحف عليها أو الإنزال على أراضيها ، وتهديد الأمن والإستقرار فيها ، وإستخدامها كورقة ضغط على القوى الوطنية المناهضة للعدوان من أجل إجبارها على الخضوع والإستسلام لآل سعود والأمريكان والتسليم بولاية ترامب وسلمان وبقية الغلمان، والعودة باليمن واليمنيين إلى ما قبل 21سبتمبر 2014وهو ما يعني العودة إلى بيت الطاعة السعودي ، وعودة أولئك القتلة السفلة على ظهور الدبابات الأمريكية حكاما على أهالي وأسر الشهداء والجرحى الذين كانوا السبب والشركاء في قتل ذويهم وتدمير ممتلكاتهم وتخريب وطنهم ، وهذا هو المستحيل بذاته ، فمن خان وطنه ، وباع شعبه وأرضه وعرضه، لا مقام له على الأرض اليمنية ، مهما كان الثمن ومهما بلغ حجم الضرر ، فأن نموت كرماء أعزاء ، خير من أن نحيا أذلاء صاغرين خانعين .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله