من وحي خطاب القائد ، اليمنيون رجال إسلام لا استسلام
بقلم / صادق البهكلي
أتى الخطاب المهم في ذكرى مهمة وعزيزة وغالية على قلوب اليمنيين وفي مرحلة زمنية يستدعي اليمنيين فيها مواكب المجد ويستذكرون فيها بطولات ومواقف الأجداد وهم يخوضون حرباً كونية تدخل عامها الثالث بمزيد من يأس وانحسار الأعداء ولا شيء تحقق سوى تسجيل أروع الصور الحية عن بطولة الإنسان اليمني وبأسه الشديد وصموده الأسطوري وخروجاً من سياق استلهام ذاكرة الزمن وقصص الآباء إلى حيز الميدان الشاسع الممتد على خريطة الوطن في مجابهة مباشرة مع قوى الاستعمار وأذيال الخيانة والعار.
ويستطرق السيد القائد للحديث عن أهم وأغلى ما يمتلكه اليمنيون وهي هويتهم الإسلامية كرجال إسلام حيث تشكل قيم ومبادئ الإسلام الحنيف هويتهم وتتجذر في أخلاقهم ومواقفهم أخلاق الإسلام ولأن اليمنيين في سجاياهم وفي فطرتهم رجال نخوة ونجدة وبأس وإباء يرفضون الضيم ويعشقون الحرية والعدل فوجدوا في الإسلام انسجاماً كبيراً مع فطرتهم فذابوا فيه، والتصقوا به، وأخلصوا له وكان لهم الدور الرئيسي في تشكيل أول جيش إسلامي.
ويمتد التأثير الكبير لرجال اليمن من الوقوف الأسطوري مع رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) في باكورة تحركه الجهادي لتأسيس الدولة الإسلامية ولمعرفته بدور اليمنيين المهم، أراد أن يقدم للأمة الإسلامية وللعالم كله درساً تاريخياً يخلد إخلاص اليمنيين ووفائهم عندما طلبهم المشورة في أول معركة إسلامية ضد الطاغوت فكان الرد اليمني الصارم (والله لو خضت بنا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجلاً واحداً) وهكذا نجد الإمام علي ( عليه السلام) بما هو عليه من شجاعة وبأس مشهور مندهشاً من وفاء اليمنيين حتى مجد وفائهم في قصائد شعرية خالدة..
ومره أخرى نجد دور اليمنيين التاريخي والمفصلي يتشكل من جديد وهم يقتحمون أسوار إمبراطورية فارس في الشرق وما هي إلا فترة وجيزة حتى تسقط امبراطورية الرومان وملك القياصرة بسواعد رجال اليمن في الغرب وكأنه قدر اليمنيين أن يكون على أيديهم شرف اندثار امبراطوريات استبدادية دموية فلا غير رجال اليمن يعتصبون عمائم المجد ويرفعون رايات النصر وبسواعدهم يسجلون أعظم الفتوحات الإسلامية حتى وصلت الجيوش الإسلامية بقيادة رجال اليمن إلى أطراف فرنسا غرباً وما بعد الصين شرقاً..
ولقد سجل اليمنيون في تاريخهم الإسلامي أنصع صور الإسلام وقدموا نماذج إسلامية راقية وظلوا متمسكين بهويتهم الإسلامية ولم تستطيع الكثير من المؤثرات السياسية والاجتماعية والفكرية التي برزت إثر موجات الأفكار المنحرفة التي غزت المجتمع الإسلامي منذ نشأت الدولة الأموية وإلى اليوم أن تغير من هوية اليمنيين الإسلامية بل نجد اليمنيين هم الأقرب إلى قضايا الأمة الإسلامية المحورية وظل الشعب اليمني وفياً لهويته الإسلام ومحارباَ حملات التزييف والتغريب والتهويد ولذلك فقد ادركت القوى الاستعمارية خطورة هذه الهوية على أهدافهم ومشاريعهم فكان الشعب اليمني في دائرة الاستهداف الممنهج منذ بدأت الحملات الاستعمارية التي سعت لضرب الهوية الإسلامية للشعب اليمني من خلال نشر الخلافات وتفكيك المجتمع اليمني وسياسة الافقار الممنهج إلى حملات الغزو الفكري والسعي الحثيث على تغيير أيدولوجيته الإسلامية وصولاً إلى شن الحرب عليه.. ولكن الشعب الذي قامت الدولة الإسلامية بسواعد رجاله هو اليوم أقوى عزماً وأعظم ثباتاً وأكثر إصراراً على مواجهة الغزاة والتصدي لهم ودحرهم والتمسك بهويته الإسلامية بل والسعي إلى تحرير العرب والمسلمين من قوى الهيمنة والاستبداد وذيول الاستعمار وأنظمة الخيانة والعار.
وكما كان لرجال اليمن الحضور البارز في مواقف الحق والرجولة إلى جنب رسول الله وأهل بيته المخلصين فإنهم اليوم أقرب إلى رسول الله وإلى أهل بيته من أي وقت مضى وأكثر التصاقاَ بهويتهم الإسلامية، وأصبح لديهم وعي كبير بما يخططه الأعداء وما هي أهدافهم وماذا يريدون من الشعب اليمني ومن هنا وفي ذكرى إسلام اليمنيين كان من الواجب تذكير الغزاة ومرتزقتهم بأن في اليمن رجال إسلام لا استسلام.