الخبر وما وراء الخبر

اليمن جوهرة ارض الخليج ولؤلؤة كل العرب

193

د. احمد حسين الديلمي

في الحقيقة لم يعد لدينا كلمات نصف بها اسرة آل سعود التي وصلت درجة الحقد والكراهية في نفوسهم منتهاها, والبغي والغرور قد جاوز حدوده, فأي كلمات نقولها لأسرة لادين لها او اخلاق او عروبة او انسانية, فبالرغم من ان عدوانها على اليمن وشعبه قد خرج عن القوانين الانسانية الا ان غاراتها الجوية قد خرجت عن قوانين الاعراف وقوانين السماء وقوانين من لا دين او ملة لهم, حتى الاعراس والافراح لم يسلم من غاراتهم, ففي الايام الماضية استهدف طيران العدوان حفل زفاف في المخا, وها هي اليوم تكرر العمل بكارثة “سنبان” التابعة لمديرية عنس محافظة ذمار, والتي كان ابنائها يحتفلون بعرس جماعي لشباب وشابات في عمر الزهور وبينما كانت اصوات الرجال ترتفع بأناشيد الافراح والنساء تطلق الزغاريد, وكل عريس ينتظر عروسه ليضعا معاً اللبنة الاولى لتكوين اسرة, وفجأة تأتي طائرات آل سعود قاذفة صواريخها على هذا التجمع الذي اسفر عن مئات من القتلى والجرحى, بما فيهم العرسان من الجنسين, لتتحول الافراح الى احزان والزغاريد الى دموع وبكاء, وبدلاً من ان تتناثر على الارض الفل والورود تناثرت الاجساد والدماء, والعجيب انها غارة لا سبب او مبرر لها, فقرية سنبان تبعد عن جيزان مئات الكيلو مترات, ولا يوجد بينها وبين “صحن الجن” في مارب أي صلة او قرابة, كما ان العرسان من الجنسين لم يشاهدوا قناة المسيرة منذ فترة طويلة نتيجة لتوقيفها من قبل التحالف وكذلك لانقطاع الكهرباء, كما اني على يقين بانه لا يوجد اي فرد من سكانها قد قام عن طريق الاتصال بتقديم العزاء لإيران في فاجعة منى لان التغطية منقطعة منذ فترة, والقرية خالية من المعسكرات والخنادق وبالتالي فعن اي اهداف قامت هذه الاسرة بغاراتها على هذا التجمع لعرس جماعي, لا يوجد اي اهداف سوى حقد اسود وكراهية عمياء من نوع خاص تحمله هذه الاسرة على ارض اليمن وشعبها, وبالرغم من ان كارثة سنبان كانت فاجعة على ابناء الشعب اليمني عامة وابناء محافظة ذمار خاصة, الا انها اثبتت قولاً وعملاً الاصالة الحقيقية لهذا الشعب الابي والايمان الصادق لأبنائه تمثلت في الوقفة الوطنية الرائعة التي هزت النفوس والوجدان جعلتني مبهوراً وتوقفت الكلمات عن وصفها فلم اجد الا ان اقول : تحية اجلال وتقدير لكل سائق سيارة اسعاف, ولكل حامل جريح, ولكل اعلامي نشر الخبر مع دعوة للمسارعة في تقديم المساعدة, ولكل رجل الامن والجيش واللجان الشعبية والجنود المجهولين كلاً قام بما يستطيع في تقديم العون, وتحية عرفان وامتنان ووفاء لأولئك الشباب الذين توافدوا للتبرع بالدم من كل حارة في المدينة ومن كل قرية مجاورة, ولكل طبيب وممرض وحتى عامل واداري ومسئول في المستشفيات والمراكز الصحية, ولكل صيدلي سارع حاملاً ما يستطيع من الدواء والعلاج.

الى كل هؤلاء سلام وتحية مصحوبة بالإجلال والتقدير والاحترام, الذين اثبتوا قولاً وعملاً ان اليمن كانت ومازالت وستظل يمن الخير والعطاء, يمن المجد والاباء, يمن الاصالة والمحبة والاخاء, رغم انف الحاقدين والكارهين والخونة والعملاء.

وسلام لكل ابناء شعبنا الحر الابي لثباته وصموده, وسلام لجيشه ولجانه الشعبية لانتصاراتهم العظيمة, وسلام لقيادتنا الحكيمة لوقفتها الثابتة.

أما انتم يا تحالف البغي والعدوان ويا عملاء سعوصيوامريكان, ويا اعلام التضليل والتزوير والبهتان, هذه هي اليمن لعظمتها شرفها الرحمن في الذكر الحكيم ببلدة طيبة ورب غفور, وهذا هو شعبها لإيمانه الصادق وصفه خير البشر محمد صلى الله عليه وآله بقوله : اتاكم اهل اليمن ارق قلوب وألين افئدة, الايمان يمان والحكمة يمانية.

ومهما طغيتم ومهما تحالفتم ستظل اليمن ارض الحضارة والاصالة و.., وستظل شامخة شموخ الرواسي, فاليمن كان وما زال وسيظل جوهرة لأرض الخليج ولؤلؤة لكل العرب.