شعبٌ جديرٌ بالعظمة
بقلم / حميد رزق
بعد مشهدِ يوم الأحد الكبير والاستثنائي في العاصمة صنعاء أيُّ مغفل لا زال يراهِنُ على استسلام الشعب اليمني أَوْ على ضعف وخَوف أَوْ تراجع اليمنيين ولم تؤثر فيهم شهورٌ وسنوات العدوان إلّا وعيًا وثباتًا وتصميمًا على المواجهة ثأرًا للكرامة وانتصارًا للمظلومية..
لقد راهن العدو في بداية الأمر على المجازر الكبيرة والوحشية من أجل كسر إرَادَة الشعب اليمني وإجباره على رفع الراية البيضاء والاستسلام ولكنه فشل وخاب.
وبعد ذلك راهن العدو على الحرب الإعلامية والنفسية من أجل تحقيق هدفه في هزيمة الشعب اليمني ولكنه فشل وخاب.
ثم راهن العدو على شق الصف الوطني، مستخدمًا الطابور الخامس من أجل إيجاد شرخ وصراع داخلي يسهّل مهمة الغزو والاحتلال، ولكنه فشل وخاب.
ثم عمد العدو إلى استخدام أَسَاليب أَكْثَر قذارة متمثلة في الحصار الاقتصادي ونقل البنك المركزي وسرقة مرتبات الموظفين من أجل خلق استياء يتوّج بثورة ضد القوى الوطنية ولكنه خاب وخسر، فماذا بعد هذا الفشل والسقوط هل يمكن لمَن تبقى لديه ذرة عقل من آل سُعُـوْد أن يدركوا حجم الورطة التي يعيشونها وهل يدركون أن ما بعدَ عامَين من العدوان على اليمن لن يكون كما قبلها على مختلف الأصعدة؟!
هل تحقق الأمن للسعودية بعد عامين من عدوانها على اليمن؟
هل تحسن الاقتصاد السعودي في ظل العدوان؟، أم أنه يترنح ويعاني من أزمات بُنيوية قاتلة؟
ماذا عن الهيبة السعودية؟، هل أصبحت الرياض مهابةَ الجانب في العالم بعد الحرب أم أنها بعد عامين تستجدي مرتزِقةً وجيوشًا أجنبية للقتال نيابةً عنها.
كلها أسئلة لا تحتاجُ إلى إجابة؛ لأنها واضحة وضوحَ الشمس في رابعة النهار، وآل سُعُـوْد وقعوا في ذات الخطأ الذي وقع فيه حكامٌ عربٌ سبقوها كما كان الحال في ورطة عراق صدام حسين في الهجوم على جارته الكويت وقبلها إيران، فكانت النهاية غيرَ سعيدة وعلى أيدي الأَمريكيين ذاتهم.
لديّ يقينٌ أن آل سُعُـوْد بعد أن يشاهدوا حشودَ صنعاء سيزدادُ حقدهم وغيضهم على عملائهم في فنادق الرياض، خَاصَّة حزب الإصْلَاح الذي طالما عمل على بيعهم أوهامَ الحسم القريب ويرفع لهم تقاريرَ عن قُرب حدوث ثورة في صنعاء وبقية المحافظات تطيحُ بأنصار الله والمؤتمر الشعبي العام وتمهّد الطريقَ أَمَـام السعودية والأَمريكيين لاحتلال اليمن. فكانت النتيجةُ كما رأى وشاهد العالم، فالشعب اليمني يعرف مَن هو الصديق ومن هو العدو ويعرفُ أن الخَلاصَ في الجهاد والتحرك الجاد ضدًا على العدوان في كُلِّ المجالات والميادين..
لقد كانت رسالةُ الجماهير يوم الأحد، أن على السعودية أن تيأسَ من اسْتمرَار سيطرتها ووصايتها على اليمن من خلال سفيرٍ هنا أَوْ ساعي بريد هناك، فالشعبُ اليمني سيد نفسه وبحضوره وتضحياته ووعيه لن يُسقِطَ الوصاية السعودية وحسب، ولكنه يُعيدُ صناعةَ الخارطة في المنطقة بأسرها.