الخبر وما وراء الخبر

بالمنظور العسكري…ماذا بعد مليونية السبعين التاريخية..؟

147

لاشك ان التصعيد العسكري الامريكي عبر الصحيفة الامريكية “واشنطن بوست” والتي كشفت عن نية إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، زيادة مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في عمليات اليمن، والى انتهت الصحيفة بالقول حسب مذكرة جيمس ماتيس وزير الدفاع الامريكي من أجل استعادة ميناء رئيسي على البحر الأحمر، الى ان كشفت الواشنطن بوست ان السبب هو محاربة تهديد مشترك.

بعد عامين من العدوان اصدر الجميع وبدون استثناء في الداخل والخارج ان اي تصريح يطلقها قادة الغزاة الاعراب هو اصبح محط سخرية ولاوزن له ولاتأثير لان الحقائق على الارض باتت معلومة للجميع ومن الصعب تضليلها او اخفائها، الامر الاخر لم يعد لدى تحالف الغزاة اي ورقة يستخدمونها للحرب النفسية وهذا ماذكرنا في عدة تقارير عسكرية سوى ورقة التجويع، فماهو الجديد؟

بعد مليونية السبعين التاريخية التي دشنت مرحلة العام الثاث من الصمود والتحدي والمواجهة كان الشعب اليمني هو الورقة الاقوى على المستوى العسكري لليمن لانه العمود اللوجستي للجيش واللجان الشعبية والشرعية الحقيقية الدافعة لاستمرار المعركة الدفاعية وقد ترجمها الشعب اليمني بمليونية صدمت الغزاة واذهلت العالم رغم المعاناة والحصار والدمار، فماهو الحل بالنسبة للغزا.؟

أتى الرد الامريكي العسكري الاعلامي نتيجة غضب عارم في الادارة الامريكية بحكم اعتقاد الاغلبية في الساحة الاقليمية والعالمية ان له تأثير عالمي وهذا الرد اتى بالنيابة عن ادواتهم الاقليمية المفلسة والمأزومة والمفضوحة كرد امريكي مباشر على الحشود المليونية الشعبية التي ترجمة مستوى القوة الدفاعية الشعبية الداعمة للجيش واللجان، فجملة زيادة القوه الامريكيه وجملة استعادة ميناء الحديدة وجملة محاربة التهديد المشترك هي مطالب صهيونية بحته وهذا ماكشفته مذكرة جيمس ماتيس.

هذه التصريحات الامريكية يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار وان كانت للاستهلاك الاعلامي ورغم مشاركة امريكا في العدوان منذ اليوم الاول ولكن قوانين ومجريات الحرب تفرض على القيادة العسكرية اليمنية ان تتعامل مع اصغر التفاصيل والتصريحات بجدية عالية من خلال اتخاذ الاجراءات الدفاعية اللازمة المضافة والمضاعفة الى الاجراءات السابقة التي أتخذت بصورة عاجلة وانتجت هزيمة ساحقة للقوات الغازية التي حاولت الاستيلاء على ميناء الحديدة من خلال شن هجوم بري وبحري وانزال جوي وتكبدت القوات الغازية هزيمة ساحقة، كما اننا ندرك تماما ان قيادة الجيش واللجان تعي وترصد كل التحركات العسكرية الامريكية في البحر الاحمر، لذلك لاقلق.

الحرب اليوم لم تعد كالامس، بل ستزداد ضراوة، ويجب ان ينظر اليمنيون الى العام الثالث انه عام حرب دفاعية ولاسلام فيه حرصا على سلامة الجبهة الداخلية لان الطابور الخامس سيروج للسلام عبر اشاعات او غيرها من أجل استهداف الجبهة الداخلية الصلبة والواعية، ولان اللغة العسكرية التي صرّح بها السيد القائد المطمئنة والواثقة تعززت بلغة الشعب اليمني من السبعين التي هي لغة مليونية عملية اتت نتيجة قرار وقناعة كاملة ان الشعب ماضي في خوض المعركة الدفاعية الى النهاية مهما بلغت التضحيات وارتفع سقف المعاناة فما بعد هذه اللغة الا ان يؤمن الجميع ان السلام لن يصنعه اليمنيون الا بالقوة العسكرية، فلاخيار لدى اليمنيون سوى النصر والنصر لن يتحقق الا بالمضي قدما في خوض المعركة المقدسة ضد تحالف الغزاة والمرتزقة بوعي ووحدة صف وصمود وصبر وبذل جهود جبارة فهذه حرب ضد اعتى تحالف اقليمي دولي شهده عالمنا اليوم.

الجبهة الداخلية السعودية في حالة غليان وستنهار باي لحظة حتى على مستوى النخبة الحاكمة “ال سعود” نتيجة الفشل العسكري المخزي ونتيجة الاستنزاف المالي المدمر للاقتصاد السعودي الذي وصل سقف الاستنزاف ان يعرض النظام السعودي شركة ارامكو للبيع في السوق المحلية والدولية وهي عمود الاقتصاد السعودي وهذا يعني الكثير ويكشف حقائق واسرار مرعبة وسوداء عن واقع النظام السعودي سواء العسكري او المالي.

قالها اليمنيون ماذا بعد مليونية السبعين وبالفم المليان، قادمون الى العام الثالث وصامدون ومنتصرون، فما جمعه الغزاة ومانفقوه طيلة عامين من المستحيل ان يجمعوا او ينفقوا اكثر منه، اذا تحالف الغزاة والمرتزقة في حالة انهيار، واليمن قائد وجيش ولجان يجددون التحدي في مواصلة خوض المعركة بسقف عسكري اقوى من قبل بمراحل كثير.

البعض يتسائل لماذا لا يقدم الجيش واللجان على اجتياح جيزان ونجران وعسير..؟

الجواب بسيط، الحسابات العسكرية اليمنية متميزة جدا وناجحة لذلك لاشك ان الحسابات العسكرية اليمنية يوجد بها مرحلة الاجتياح ولكن متى وكيف هذا يترك لقادة الجيش واللجان وماعلينا الا التسليم بمايرونه ويعملون به ويخططون له، هل نمتلك القدره على ذلك.؟

لاشك طالما الاجتياح العسكري في قاموس الجيش واللجان فمن المؤكد ان هناك قوة عسكرية جاهزة وحاضرة ومرابطة ويتم تدعيمها وتعزيزها الى اللحظة المناسبة، هل هناك مبالغه؟ ماقلنا قبل عامين وقبل عام تحقق بالحرف فمانطرحه هو وفق معطيات عسكرية ميدانية صحيحة والمتابعين يتذكرون ذلك فنحن لانتجاوز المعقول ولاننفصل عن واقع الميدان العسكري، الحرب العدوانية مستمرة ولكن الانتصار اليمني سيتحقق باذن الله.

أ.احمد عايض احمد