الخبر وما وراء الخبر

اليمن بخير رغم الوجع

173

بقلم : عبدالفتاح علي البنوس

عامان من العدوان والحصار ، عامان من الخراب والدمار ،عامان من الوجع والألم ،عامان من الأنين والشكوى، عامان من الصبر والصمود ، عامان من المعاناة والحرمان، عامان من المواجهة والتحدي ،عامان من المرارة والحسرة، عامان على مأساة شعب ونكبة وطن ، باغتتهم صواريخ طائرات الشيطان الرجيم سلمان اللعين ، وهي تنفث سموم حقدها وإجرامها ووحشيتها وصلفها، وتفرغ حمولات كرهها وبغضها وقبحها اللا متناهي ، عامان عاشها أبناء الشعب اليمني بكل تفاصيلها وبكل لحظة من لحظاتها ، منها ستة أشهر عجاف عاشها الملايين من موظفي الدولة دون مرتبات بعد أن لجأ العدوان إلى اللعب بالورقة الإقتصادية والمتاجرة بأوجاع وآلام الشعب الذي يعتمد على المرتبات كمصدر وحيد للدخل وتوفير حاجياتهم المعيشية وتدبير شؤونهم الحياتية .

ورغم كل ذلك لا يزال اليمن في خير رغم كل ما سبق ذكره، ولا غرابة فنحن نتعامل مع شعب قرن الإيمان به ، شعب رضع الصبر والصمود وتربى على الوفاء والعزة والكبرياء والشموخ ، شعب يمتلك من رباطة الجأش، وشدة الإقدام ، وصعوبة المراس ما جعله يتفوق على غيره من شعوب المنطقة ، قمت بجولة ميدانية في عدد من أحياء العاصمة صنعاء وشاهدت حالة غير متوقعة من النشاط التجاري والإقبال الكثيف من قبل المواطنين على المحلات والباعة وكأن البلاد تعيش في أجواء طبيعية وغير متأثرة بالعدوان والحصاروتداعياتهما السلبية على كل الأصعدة ، حالة من الإصرار على الحياة والعيش ولو بصعوبة قل أن نجد لها مثيلا في المنطقة ، وملامح المواطنين فيها من التحدي والصمود ما يشعرك بالزهو والإفتخار ، حينها شعرت بأن اليمن في خير وستظل في خير مادام الشعب يتحلى بكل هذه الروح الوطنية وبكل هذه العزيمة والإرادة اليمنية التي كانت أحد عوامل الثبات والصمود وتحقيق كل هذه الإنجازات في مختلف المجالات وعلى مختلف الأصعدة .

اليمن بخير ، الحياة مستمرة ، وبركات وعناية الخالق عز وجل تحيط بنا وتحفنا كيمنيين ، لم نتخاذل ونتساقط ونغرق في مستنقع العمالة و الإرتزاق كما كان يخطط لنا الأعداء، ولم نرفع الراية البيضاء ونسلم بولاية ترامب وسلمان، ثبتنا ثبات الجبال الرواسي ، وصمدنا صمود الأبطال في جبهات العزة والكرامة والشرف، ووقفنا سدودا منيعة في وجه العالم المنافق المرتزق المستغل ، وتحملنا ما لا يحتمل من أجل الوطن والذود عن حماه، ومهما فجر هؤلاء الأوغاد في خصومتهم ومهما أغرقوا في إجرامهم ووحشيتهم ، فلن نركع ولن نخضع ولن نتراجع قيد أنملة عن مسار التحرير من المستعمر الغازي والتحرر من الوصاية والتبعية والعبودية التي يراد لنا إياها ولكن هيهات منا أن نذل أو نهون، وسنظل خنجرا في نحور الأعداء نقطع أوصالهم ونفشل مخططاتهم ومؤامراتهم .

بالمختصر المفيد لم تلده أمه بعد من يظن بأن بإمكانه العودة باليمن واليمنيين إلى بيت الطاعة السعودي بعد كل هذة التضحيات والخسائر وبعد هذة الفاتورة الباهظة الثمن التي دفعها الوطن والشعب ولن يرى العدو السعودي ومن تحالف معه منا إلا ما يكرهون ، ومهما طال أمد العدوان والحصار ، ومهما طال كبر وتغطرس وتسلط وغرور وتجبر آل سعود وتحالفهم السلولي فسيأتون جميعا بإذن الله منكسي الهامات ومطأطئي الرؤوس يستجدون منا الجلوس على طاولة المفاوضات والقبول بالحلول السلمية للأزمة اليمنية والبراءة من الخونة والعملاء والمرتزقة ، ولكن بعد أن ينالهم من البأس اليماني الذي يعيدهم إلى جادة الحق والصواب ويحصلون على ما يستحقون من التأديب و التنكيل .

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .