الخبر وما وراء الخبر

قيادي جنوبي : غالبية قيادات وفصائل الحراك الجنوبي ترفض الاحتلال الإماراتي السعودي وعلى صنعاء أن تمُدَّ يدَها لإنقاذ الجنوب

193

الوضع العسكري الناتج عن الاحتلال أغلق كُلّ سبل الحياة في الجنوب إلا سبيل واحد هو الزج بالشباب الجنوبي في معركة لا ناقة للجنوب بها ولا جمل

– “القضية الجنوبية” أصبحت في أسوأ أحوالها في ظل الاحتلال والعدوان

– أغلبية المواطنين والمكونات في المحافظات الجنوبية ومنها غالبية قيادات وفصائل الحراك الجنوبي ترفض الاحتلال الإماراتي السعودي لأجزاء واسعة من البلاد

– قيادي جنوبي: على صنعاء أن تمد يدَها لدعم أبناء المحافظات الجنوبية الرافضة للاحتلال وتفعيلها في مواجهته

– تقسيم الجنوب مناطقياً من خلال تغذية النزاعات بين أبناء الشعب

– أكثر من عام ونصف على الاحتلال لم ينتج إلا “صعوبة الحياة الاقتصادية والمعيشية وغياب الخدمات العادية بشكل كامل عن أبناء الشعب”

– فشل قوات الاحتلال في فرض الأمن من خلال تسويات مع القوى الإجرامية لإظهارها وإخفائها وفق أجندات خفية.



بمشاركة أكثر من 60 قيادياً بارزاً:

مؤتمرُ الحراك الثوري الجنوبي بحضرموت: مزاعمُ “تحرير الجنوب” قضت على سبل الحياة وإرسال الجنوبيين للقتال في المخاء والحدود خطيئة كبرى

ذمار نيوز /صدى المسيرة: خاص

تجد المكوّناتُ السياسية الجنوبية، بما فيها فصائلُ الحراك الجنوبي، سواء ممن أيّدت العدوان والاحْتلَال أَوْ أعلنت رفضَها الصريحَ لذلك أَوْ ممَّن وقفت على مسافة بين الرفض والتأييد، وبعد عامَين على العدوان و20 شهراً على احْتلَال المحافظات الجنوبية، أن ذلك أفرز حكومة فاشلة لمرتزقة العدوان عجزت عن تطبيع الأوضاع وتقديم الخدمات في المحافظات المحتلة وسط توسُّع سيطرة القاعدة وداعش، وعلى الجانب الآخر أدّى لتلاشي أَوْ تآكل “القضية الجنوبية” لعدة أسباب، لعل أبرزها توريطُ الجنوبيين في معارك تعز والقتال نيابةً عن الجيش السعودي في الحدود، وكان ذلك جزءاً مما توصل إليه المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي في البيان الصادر عن المؤتمر الذي عُقد مؤخراً في حضرموت، وهو أَيْضاً ما تؤكده شخصيات سياسية جنوبية.

بيانُ المؤتمر العام للمجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي الذي عُقد الشهر الجاري في حضرموت، بحضور أكثر من 60 شخصية جنوبية، تؤكد فيه بشكل واضح أنها توصلت لجملة من الاستنتاجات للواقع الجنوبي في ظل الاحْتلَال. وتضمن البيان الإشارة إلى أن “الوضع العسكري الناتج عن الحرب، أغلق كُلّ سبل الحياة في الجنوب إلا سبيل واحد هو سبيل الزج بالشباب الجنوبي في معركة لا ناقة للجنوب بها ولا جمل” بحسب نص البيان، الذي تشير مضامينه إلى ترسُّخ وعي لدى الجنوبيين أن “القضية الجنوبية” أصبحت في أسوأ أحوالها في ظل الاحْتلَال والعدوان.

وفيما تحتكرُ قوى العدوان والاحْتلَال وتوجّه وسائل الإعلام بما يخدُمُها وقمع الأصوات التي تغرد خارج سرب تلك القوى، الأمر الذي قدّم صورة مغلوطة لحجم التأييد الذي تحظى به قوى العدوان في الجنوب.

وفي هذا السياق تحدثت إحدى الشخصيات القيادية الجنوبية البارزة لـ “صدى المسيرة” قائلة: “إن أغلبية المواطنين والمكوّنات في المحافظات الجنوبية، ومنها غالبية قيادات وفصائل الحراك الجنوبي ترفُضُ الاحْتلَال الإماراتي السعودي لأجزاء واسعة من البلاد”، مشيرة إلى أن الخوف من بطش قوى الاحْتلَال هو ما صادر الصوتَ والرأي والموقف الجنوبي الحقيقي.

القيادي الجنوبي ذاته أصر على توضيح وجود فهم خاطئ حول الحراك الجنوبي وموقفه من العدوان والاحْتلَال، مشيراً إلى أن إعلام قوى الاحْتلَال صنع شخصياتٍ من المرتزقة على غرار المحافظات الشمالية، وقدمها على أنها تمثّل الحراك الجنوبي، فيما الواقع، بحسب القيادي الجنوبي، يقول إن أكبر المكونات في الحراك الجنوبي والقيادات الأكثر شعبية ترفُضُ الاحْتلَال، على رأسها الزعيم حسن باعوم الذي وعلى الرغم أنه يمثّلُ الشريحةَ الأكبرَ من أنصار الحراك الجنوبي، إلا أن قوى الاحْتلَال تمنعه من ممارسة أي نشاط وكذلك كثير من القيادات الجنوبية.

وذكّر القياديُّ الجنوبي في حديثه لـ”صدى المسيرة” بأن قوى الاحْتلَال في حضرموت منعت فعالية للحراك الجنوبي بقيادة باعوم بمناسبة ذكرى الاستقلال 30 نوفمبر وقامت بسجن مجاميع كبيرة ممن قدموا إلى حضرموت للمشاركة في تلك الفعالية.

وكشف القيادي الجنوبي أن اجتماعاً كبيراً للقيادات الجنوبية، على رأسها القيادي حسن باعوم وأكدوا رفضهم للاحْتلَال واعتبروه ضدَّ الجنوب والقضية الجنوبية.

كما يؤكد أن معظم المجاميع الذين يقاتلون في صفوف قوات العدوان في المحافظات الشمالية والحدود السعودية هم من الحاضنة الوهّابية التي موّلت السعودية انتشارَها في المحافظات الجنوبية وخصوصاً حضرموت في العقود الماضية، وليسوا من شباب الحراك الجنوبي.

ونفى القيادي الجنوبي أن يكون “عيدروس الزبيدي”، المعيَّن من قبل الاحْتلَال محافظاً لعدن، من الحراك الجنوبي كما يصوره الاحْتلَال، مشيراً إلى قيادات الحراك في عدن وبقية المحافظات رافضةٌ للاحْتلَال، ولا يوجد أحد من قيادات الحراك ألقى تصريحاً يؤيد إرسال المقاتلين الجنوبيين إلى مديرية المخاء.

وفيما تدرك القيادات الجنوبية أن قضية الجنوب خسرت الكثير؛ بسبب العدوان والاحْتلَال، يعتقدُ القيادي الجنوبي الذي واصل حديثه لـ”صدى المسيرة” مؤكداً من أجلِ الخروج من هذا الواقع أن على صنعاء أن “تمُدَّ يدَها لقيادات جنوبية لها مواقفُ مميزةٌ ضد الاحْتلَال والعدوان الأمريكي السعودي، وأن تعملَ على دعم أبناء المحافظات الجنوب للتحرك ضد العدوان والمشاركة في الجبهات بفاعلية أكبر مما هي عليه الآن”.

التوضيحاتُ الهامة التي قدمها القيادي الجنوبي في حديثه للصحيفة أكدت واقعيتَها في البيان الصادر عن المؤتمر العام الذي عقده المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي، الشهر الجاري، في حضرموت.

الاعترافُ بتردّي وَضْعِ القضية الجنوبية في ظل الاحْتلَال تصدَّرَ البيانَ الصادرَ عن المؤتمر الذي أكد أن انعقادَه جاء والقضية الجنوبية” تواجه تحدياتٍ جسيمةً فرضتها ظروفُ المرحلة الراهنة التي وقعت بأحداثها الجارية لتزيدَ المشهدَ السياسيَّ أكثر قتامة وضبابية”.

وقدَّمَ البيانُ جُملةً من النقاط التي تؤكد صحةَ استنتاجه حول وضع القضية الجنوبية في ظل الاحْتلَال، حيث نصت النقطة الأولى على أن “الوضع العسكري الناتج عن الحرب، أغلق كُلّ سبل الحياة في الجنوب مغلقة إلا سبيل واحد هو سبيل الزج بالشباب الجنوبي في معركة لا ناقة للجنوب بها ولا جمل”.

وأكد البيان أنه وبمضي أكثر من عام ونصف على الاحْتلَال إلا أن ما يتم وصفه بأنه كان “تحريراً للجنوب” لم ينتج إلا “صعوبة الحياة الاقتصادية والمعيشية وغياب الخدمات العادية بشكل كامل عن أبناء الشعب، (كهرباء، مياه، نفط، صحة، رواتب، بطالة…) بحسب نص البيان.

وتطرق البيانُ إلى فشل حكومة المرتزقة في فرض الأمن، مشيراً إلى أن وجودَها أدى لصراعات أجنحة في أوساطها والتلاعب “بمصير الوطن من خلال التسويات مع القوى “الإرهابية” ثم إظهارها من مرة أخرى وفق حاجة أجندات لم تعد خافيةً على أحد”.

وتضمنت النقطة الرابعة من البيان أن الاحْتلَالَ في المحافظات الجنوبية أفَضَى إلى “ازدياد الصعوبات على الشعب جراء شبه الحصار الذي يُفرَضُ عليه من جراء العقبات على السفر والغلاء الفاحش للرحلات الجوية، بالإضَافَة إلى حصر الرحلات إلى عاصمتين فقط”، بالإضَافَة إلى “الغياب التام لحقوق الإنسان، سيما أن الحرب أفرزت حالة من الاعتقالات التعسفية والقسرية، كما أن الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب يضعُ الشعب في حالة الفقر والعوز وفقدان الكرامة الإنسانية”، بحسب النقطة السابعة من البيان.

في الجانبِ السياسيِّ وضمن تناوله لنتائج الاحْتلَال الذي أكد البيان أنه أنتج “تغييب القضية الجنوبية ومطالب تقرير المصير عن كُلّ المحافل الإقليمية والدولية والمفاوضات”.

ولم يغب عن البيان مُخَطّط الاحْتلَال لتقسيم اليمن، حيث يؤكد وجود محاولات دائمة “لتقسيم الجنوب مناطقياً من خلال تغذية النزاعات بين أبناء الشعب وتشكيل القوى العسكرية والأمنية على أساس مناطقي، بدل أن تشكل تلك القوى في جيش منظم”.

واعترف البيانُ بخطأ الزج بالجنوبيين، سواء في الساحل الغربي أَوْ في جبهة البقع، معتبراً أنها خطيئةٌ تحمَّلَ الجنوبُ مسؤولية أخلاقية وسياسية، ويزيد من فتح الجروح بين الجنوب والشمال.