الخبر وما وراء الخبر

حقائق استراتيجيات التضليل الاعلامي السعودي-الامريكي لدعم الجهد العسكري الغازي الارهابي وشَيْطَنَة اليمن

267

بعد عامين من العدوان على اليمن …دخل العالم متاهات مظلمة ومستنقعات ارهابية موحشة ومعارك دموية وحتى الان لم نجد ضوء في نهايتها، ولن ينهيها الا اليمنيين ..حيث اصبحت الحرب الظالمة على  اليمن سوق منتعش اكثر من السلم والامن، وكما يبدوا ان النظام العالمي  الممثل بمجلس الامن والامم المتحدة والمنظمات الدولية الاخرى قد تغير لغير رجعة ولم يعد القانون الدولي حاكم للصراعات، ولم تعد الدول العظمى تبحث عن قانونية الإجراءات والافعال، واصبح صخب الحرب الوحشية وضجيج الصراع هو المسموع نحو سوق دموي يفرز نظام عالمي ارهابي جديد  يتحكم به تدفق المال وصفقات السلاح بعد اللعنة  الاستعمارية التي حلت على اليمن عام 2015م والذي يعد  بوابة الجحيم التي كسرها العالم دون تحسب او مراجعة او اعاده تقييم للسياسات التي تنتج ماهو اسوء على المنطقة والعالم.

 

 استراتيجيات التضليل

لنأخذ الاعمدة الاعلامية الرئيسية التي تفرز لبقية وسائل الاعلام الغازية والمواقع الاخبارية ووالخ..وهي قناة العربية والجزيرة والاخبارية السعودية وقناة ابوظبي:

 

العربية والجزيرة

ركَّزت قناتي العربية والجزيرة على توصيف خبيث ومضلل للمعركة في اليمن وجنوب السعودية حيث تتجاهلان  الازمة الانسانية في المحافظات المحتلة والانهيار العسكري والمعنوي والنفسي  لدى المرتزقة والجيش السعودي وتحالفة وتحاولان توصيف المعارك باعتبارها ” عمليات انقاذ الشعب اليمني  المحاصر الجائع المشرد المعتقل والخ ” الذي فرضته حسب زعمهم “مليشيات ايران وتارة مليشات الحوثي والمخلوع وتارة الانقلابيين وتارة الحرس الثوري ووالخ  وان الجيش واللجان الشعبيه خلقوا “أزمة إنسانية” يتعرَّض لها المدنيون اليمنيون في تعز وغيرها نتيجة الأعمال القتالية من قبل “مليشيات الحوثي والمخلوع “، وأن تَوَرُّط أطراف دولية وإقليمية تقصدان الجزيرة والعربية “ايران وحزب الله”  فيها يُحَوِّل المعركة في اليمن لـ”حرب استنزاف طويلة الأمد للشعب اليمني، والحقيقه هي معركة كسر عظم إقليمي ودولي” للمحور السعودي-الامريكي- الصهيوني .

أما عن الحلول التي تروج لها العربية والجزيرة فكانت: ألا تُعَوِّل “اي قوات الجيش واللجان ” على أي مكاسب عسكرية من معركة مصيرها تدخل التفاوض..الغاية  “تقليل شأن الجيش واللجان وخلق يأس  بين اوساط الشعب”.. والترويج في اطار الحرب النفسية ان  قوة الجيش المرتزق والتحالف الدولي والإقليمي اي السعودية وامريكا والامارات والكيان الصهيوني  وادواتهم سوف تحسم المعركة في الميدان، وان الضربات الجوية والبحرية المستمرة ستنهي مااسموه الانقلاب .. “دليل على اليأس والانهيار الغازي والمرتزق” … وبكلام مخادع يروجون وبكل خبث ان الشعب اليمني هو من يُقَرِّر مستقبل اليمن وليس ايران أو الانقلابيين وهذا كلام معسول لتخدير الشعب لان الشعب صامد ومناهض للعدوان ولم يغير موقفه من العدوان.

 

قناتي الاخبارية وابوظبي

ركزت قناتي ابوظبي الاماراتية والإخبارية السعودية على توصيف تضخيمي فاشل للمعركة يُعَظِّم تضحيات “الجيش المرتزق والارهابيين ” والتحالف مااسموه العربي؛ لأن ما يحدث هو “حرب عربية  بدعم دولي ” لانقاذ اليمن .

 

 الاستراتيجيات الدعائية للخطاب الإعلامي الغازي:

أ‌. الاستراتيجيات الدعائية:

يُثْبِت تحليل استراتيجيات التضليل السعودية-الخليجية-الامريكية-الصهيونية أنها تعتمد في جزء كبير منها على إعادة تدوير الخطاب الدعائي السياسي والعسكري السعودي الاماراتي منذ عامين والى اليوم في الأخبار الخارجية، واستخدام استراتيجيات  فاشلة سبق توظيفها في الحروب على سوريا  والعراق وليبيا.

استخدمت  نفس القنوات عددًا من استراتيجيات الدعاية منها:

1) استراتيجيات التضليل الرئيسية :

الكذب واستخدام المعلومات الميدانية المغلوطة، المبالغة والتهويل، الانتقائية وإخفاء بعض المعلومات، شَيْطَنَة انصار الله والمؤتمر وقوى مناهضه للعدوان، الاستخدام الالغائي للمصادر المغايرة..خلق مصادر اخبارية وهمية..التركيز على شخصيات مرتزقه لاوزن لها باليمن على انها شخصيات اعتبارية..التركيز على القبلية والمناطقية والمذهبية والطبقية بشكل دقيق وبكافة البرامج الحوارية.

2) استراتيجيات التضليل المضادة :

تكذيب الاعلام الحربي اليمني، تفكيك خطاب انصار الله والمؤتمر والترويج  انها مزيفه، زرع الفتن من خلال اخراج الخطابات والتصريحات المقاومة للغزو والارهاب عن سياقها الصحيح – ايضا التوظيف الاعلامي التضليلي للصورة في الخطاب الإعلامي.

 

العربية

ان كوادر القناة الاخبارية  السعودية الاولى  وهي  “العربية” بصفة عامة أكثر حرفية من القناة الاخبارية السعودية وابوظبي والجزيرة ؛ إذ تميزت العربية بالقطع السريع للمشاهد اقترابًا من الصورة الصهيونية، فضلًا عن استخدام الإيضاحات البصرية التي تثبت المعلومة الكاذبة على انها صحيحة في ذهن المشاهد اليمني والعربي الذي يستخدم حاستي (السمع والبصر) وليس حاسة واحدة كما في القناة الاخبارية السعودية للترويج لانتصارات وهمية وفاشلة وليس لها صلة بالواقع رغم الحرفية الاعلامية الا ن الانتكاسات والثغرات فضحتها بقوة وخصوصا غياب المعلومات عن الجغرافيا اليمنية بتفاصيل دقيقة، ايضا فشلها، لان اليمنيون متسلحين بالوعي الكامل و بمعلومات كافية عن جغرافيا اليمن وتركيبته الاجتماعية تمنحهم حصانة صلبة من اي اختراق اعلامي كاذب ومخادع.

 

خلاصة

استطاع الاعلام الحربي اليمني  منذ اليوم الاول من العدوان  ان يتعاطى قلنا يومها  مع الوضع الخطير الذي حلّ على اليمن،  لذلك وجد  كوادر وناشطي الاعلام الحربي اليمني ان يتعاطوا مع العدوان على لايمن  وفق المعطيات  الاعلامية الحربية باسلوب ونقل حديث وعصري، مدركين أن العدوان على اليمن  سيطول  وان الامر يحتاج الى بذل جهود جبارة  وجاهزية  كبيرة وان تكون الكاميرا هي السلاح  الذي يترجم وينقل الحقيقة اليمنية من قلب الحدث ومن كل زوايا الميدان من اجل التصدي لاكبر اله اعلامية في تاريخ اليوم وهذا ماحدث وهذا مااثار جنون وهستيريا  الغزاة .. لماذا؟ .. لان الاعلام الحربي اليمني بصدقة ومصداقيته ونقله للحقيقة دون تحريف او زياده او نقصان استطاع ان يكسر حاجز الصمت ويكشف الحقائق ويعرّي الغزاة والمرتزقة  والارهابيين امام العالم وخصوصا  الاتي:

سحق الدعاية التضليلية السعودية التي نابعة من استراتيجيات تبرزها قوةً اقليمية عظمى وريثة  للدول المنهارة والمدمرة وانها راعية الاسلام ومحاربة الارهاب والنفوذ الايراني وحامية  للامن القومي العربي  واستطاع الاعلام اليمني ان  يكشف هذا الزيف ويحول القوة السعودية الى وهن وسخرية وقوة من ورق وانها اكبر داعم للارهاب واكبر شريك للكيان الصهيوني وعدوه للعروبة والعرب واوهن من بيت العنكبوت وابسط رياح  تزيلها من الوجود.

احمد عايض