الخبر وما وراء الخبر

في ظل تصاعد الأزمة بين البلدين: هولندا تحذر مواطنيها في تركيا

184

أصدرت هولندا، اليوم الاثنين، تحذيرًا لمواطنيها في تركيا، ودعتهم “إلى التزام الحذر في أنحاء تركيا وتجنب التجمعات والأماكن المزدحمة”.
ومن ناحيته، حذر وزير العدل التركي بكير بوزداغ الاثنين من أن بلاده ستقوم “بكل ما هو في وسعها” بناء على القانون الدولي بحق هولندا.
وأما نائب رئيس الوزراء التركي نور الدين جانيكلي، فوصف أوروبا بـ”الرجل المريض بشدة” في إشارة إلى اللقب الذي استخدم في منتصف القرن الـ19 لوصف الإمبراطورية العثمانية المتهاوية بـ”الرجل المريض.”وأضاف “من الآن فصاعدًا، سنشهد انهيار أوروبا”.
وكانت أنقرة قد ردت بغضب على رفض برلين السماح للوزراء بحشد مؤيدي أردوغان هناك، في خطوة شبهها الرئيس التركي بـ”ممارسات النازيين”.
وطلبت الدنمارك كذلك من رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم تأجيل زيارة كانت مرتقبة له في وقت لاحق من الشهر الحالي.
وتثير هذه المسألة قلقًا من تحولها إلى أزمة مع الاتحاد الأوروبي بأكمله الذي سعت تركيا للانضمام إليه منذ أكثر من نصف قرن في محاولة فشلت حتى الآن.
وتعمقت الأزمة الدبلوماسية بين تركيا وهولندا فيما تبادل الطرفان الاتهامات إثر منع وزيرين تركيين من مخاطبة المشاركين في تجمعات تهدف إلى حشد تأييد لمشروع الرئيس رجب طيب أردوغان توسيع سلطاته.
واتهم أردوغان هولندا مرتين في نهاية الأسبوع بالتصرف مثل النازيين في تعليقات أثارت غضبًا في بلد قصفته واحتلته القوات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، فيما دعا الاتحاد الأوروبي أنقرة إلى التهدئة.
ومن ناحيته، اعتبر رئيس الوزراء الهولندي الليبرالي مارك روتي، الذي يواجه تحديًا كبيرًا من اليمين المتطرف في انتخابات حاسمة الأربعاء، أن تعليقات أردوغان غير مقبولة وعليه الاعتذار.
وكانت السلطات الهولندية قد منعت طائرة وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو من الهبوط للمشاركة في تجمع مؤيد لـ أردوغان ولم تسمح لوزيرة الأسرة التركية فاطمة بتول سايان كايا بالمشاركة في تجمع انتخابي بمدينة روتردام.
ويسعى الوزراء إلى حشد الدعم من نحو 400 ألف شخص من أصول تركية يعيشون في هولندا قبيل الاستفتاء المرتقب في 16 نيسان/ابريل بشأن تعديلات دستورية توسع سلطات الرئيس التركي.
واستدعت أنقرة لليوم الثالث على التوالي الاثنين القائم بأعمال السفارة الهولندية الذي سلمته وثيقتين احتجاجيتين بشأن تصرفات لاهاي.
ويعتبر محللون أن أردوغان يستخدم الأزمة ليظهر بأن قيادته القوية ضرورية للوقوف في وجه أوروبا التي يصورها على أنها معادية لتركيا.
وقال المحلل في معهد “واشنطن انستيتيوت” سونر تشاغابتاي لوكالة فرانس برس إن “أردوغان يبحث عن أعداء وهميين في الخارج ليدعم قاعدته القومية قبل استفتاء 16 ابريل”.