الخبر وما وراء الخبر

عائـــد من الــرياض !

156
بقلم / عبدالله علي صبري
ليس مرتزقا ولا متهافتا على موائد اللئام..هو أحد المغتربين اليمنيين في العاصمة السعودية، ممن وجدوا أنفسهم محشورين بين مطرقة العدوان وسندان الحرب الإعلامية، فتهيبوا العودة إلى أرض الوطن، ظنا منهم أن صنعاء تحديدا، باتت محرقة كبرى.
ومرت الأيام والشهور وسنة وسنتين من العدوان، فاضطر أن يعود إلى صنعاء في رحلة مضنية، لكنها لم تكن تساوي شيئا أمام ما كان يتخيله ويتوقعه عن حال صنعاء وأهلها..استعد نفسيا لأن يبكي على اطلالها، ويترحم على من تبقى من سكانها، غير أن المفاجأة كانت أكبر وعلى الضد مما توقع، فقد رأى صنعاء مكتظة بالسكان أكثر مما كانت عليه، وهي فوق ذلك ضاجة بالحياة وبمختلف صور الصمود والتكيف مع الحصار والعدوان.
بالنسبة إلينا، فنحن لا نرى ما حولنا بعيون هذا المواطن العائد للتو من الرياض، والمفاجئ في حديثه أن الصورة الوردية التي نتخيلها عن عاصمة الدولة النفطية الأولى في العالم، ليست بذلك الجمال التي تظهر عليه في شاشات التلفزة..وما أكثرها.
عاش المغتربون خارج اليمن ولا يزالون حالة حرب نفسية، تصور ما يجري في اليمن، وكأنه المشهد الختامي في حياة شعب ينتظر الفرج والنجاة من هول عاصفة لا تبقي ولا تذر!
لا غرو، أن الحصار والعدوان لهما من التداعيات، ما يعجز القلم عن وصفه، بيد أن “ألطاف الله” بهذا الشعب أتت بالفرج وبالسكينة مع كل غارة وأزمة، ما جعل صنعاء_كعنوان للصمود الشامل_ تعيش وكأن الحرب متغير عابر، وذلك على العكس تماما من عاصمة العدوان.
سكان الرياض -وهذا الأهم- يعيشون أوضاعا اقتصادية تتردى يوما بعد يوم، وما لم يكن مألوفا على مدى عقود أصبح واقعا مراً بالنسبة للمواطن السعودي والمقيم والمغترب فيها. زد على ذلك أن المواطن غير مسموح له بالشكوى والتبرم وإبداء الرأي في شئون الحكم السياسية والاقتصادية..وما نراه من انفتاح نسبي في البرامج السياسية لقناة ام بي سي، والمناقشات الخجولة لهموم المواطن السعودي، قد لا يكون سوى رأس الجليد!
وهذا يعني أن للحرب والعدوان على اليمن نهايات مفتوحة، فقد تكون مجللة بالنصر والفخر في صنعاء، ومكسوة بالخزي والانكسار في الرياض!!