اليمن يخرج من عنق الزجاجة التي حشره فيها بنو سعود
بقلم / أحمد ناصر الشريف
مَن يقرأ القرآنَ الكريم ويتأمل في آياته جيداً سيعرف طبيعة السياسة الفرعونية التي انتهت بفرعون إلى الغرق.. وهي نفسها السياسة بما فيها من غطرسة وجبروت وتكبر التي يتبعها حكام النظام السعودي اليوم ويعتقدون أنهم بهذا السلوك سيحققون أَهْدَافهم للسيطرة على دول المنطقة غير مدركين أن أَمْوَالَ شعب نجد والحجاز التي يبعثرونها هنا وهناك لتصدير الفتن والحروب إلى الشعوب الأُخْـرَى خدمة لسيدتهم أمريكا ستقيهم وتحميهم من الوقوع في المصير المحتوم المنتظر لهم عندما يجعل الله نهايتهم ونهاية نظامهم على أيدي من تسببوا في ظلمهم ودمّروا بلدانهم وقتلوا شيوخهم ونساءهم وأطفالهم.. وهم بهذا السلوك المشين والتفكير السيء يسيرون في الطريق الخطأ.. وما يحدث في اليمن وسورية والعراق بسبب أَعْمَالهم الشريرة نموذجٌ بدأ يرتد كسهمٍ ملتهب يخترق صدورهم.
لم يكن حكام النظام السعودي يتوقعون أبداً بأنه سيأتي يوم يستطيع فيه اليمنيون أن يُخرِجوا بلدهم اليمن من عنق الزجاجة التي حشرها بنو سعود فيها منذ ما يقارب الخمسين عَاماً، حيث استطاعوا بأَمْوَالهم أن يشتروا ضعفاء النفوس ويسيطروا على القرار السياسي اليمني ويجعلوا من حكام اليمن المتعاقبين رهنَ إرادتهم، وبذلك ظنوا أنهم قد جعلوا من اليمن قطعة أرض خاضعة لسيطرتهم يتحكمون فيها كيفما يشاءون.. لا سيما بعد أن تمكنوا من إشاعة وتعميم ثقافة الحقد والكراهية المستمدة من السياسة الاستعمارية: فرّقْ تسُد.. وغلّفوها في ظاهرها بالطابع المذهبي والعنصري والطائفي بحيث يضمنوا تقسيم اليمن إلى كانتونات ضعيفة يسهل السيطرة عليها وتوجيه من وقعوا في شَرَك هذه السياسة الملعونة بالريموت لتنفيذ أجندتهم التي رسمت عقب اعتراف النظام السعودي بالنظام الجمهوري في اليمن في شهر يوليو من عام 1970م من القرن الماضي وقد نجحوا من خلال من نصبوهم وكلاء عنهم من العملاء والمرتزقة في تحقيق هدفهم الخبيث الذي وقف حائلا دون بناء دولة حديثة قوية وعادلة تستقل بقرارها.. وكلما حاول اليمنيون على استحياء استعطاف بني سعود بالكف عن التدخل في الشأن اليمني الداخلي ازدادوا عتواً ونفوراً وخلقوا الذرائع والحجج لمضاعفة تدخلهم إلى درجة جعلت أَبْنَاء اليمن يتقاتلون مع بعضهم سواء على مستوى الشطرين سابقا ام بعد اعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990 م والتي لم يهنأ اليمنيون بفرحتهم بتحقيق هذا المنجز الوطني حتى أشعلوها حربا بهدف اعادة الأوضاع إلى ما قبل 22 مايو 1990م وكادوا ينجحون في تحقيق هدفهم عام 1994م لولا اصطدامهم بإرَادَة الشعب اليمني الحرة الذي أبى أن يفرط في وحدته.. لكنهم لم ييأسوا فقد استخدموا أساليب أُخْـرَى لشق الصف الوطني وظلوا يلعبوا بها لإشغال أَبْنَاء الشعب اليمني عن بناء دولتهم حتى وجدوا بغيتهم في الدمية عبدربه منصور هادي الذي خدمته الظروفُ وقفز إلى السلطة بدعم أمريكي وسعودي ليخرب في عامين ما بناه اليمنيون خلال مائة عام ثم أتاح الفرصة لتمكين أمريكا والسعودية وإسْرَائيْل لشن عدوان ظالم على اليمن بحُجّة أن اليمنيين طالبوا برفع الوصاية الخارجية عن قرارهم السياسي ورفعوا شعار بناء الدولة المستقلة التي حرموا منها عدة عقود من الزمن.. وهي مطالبُ مشروعة من حق أي شعب أن يحققها.. ولكنهم عوقبوا عقاباً شديداً فتعرضوا لظلم عظيم لم يسبق لأي شعب عبر التأريخ أن تعرض لمثله في ظل صمت دولي تم شراؤه بأَمْوَال حكام النظام السعودي الذي بلا شك سيكون مصيره إلى زوال قريبا بإذن الله تعالى.