الخبر وما وراء الخبر

رسالة لمن ضايقهم إعلان تصنيع طائرات يمنية

144

بقلم / هاشم أحمد شرف الدين

التصنيع هو استجابة لتوجيه إلهي (وأعدوا)، والإشهار هو استجابة لتوجيه إلهي أيضا (ترهبون)، يقول الله تعالى: )وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ(

ولاحظوا كيف أن الله تعالى قد بين في الآية الكريمة أن هناك عدوا مستترا لا يعلمه المؤمنون سوف يصاب بالرهبة مما أعده المؤمنون، وليس فقط عدو الله وعدو المؤمنين.

لكن بالإمكان كشف العدو “غير المعلوم” إذا ما كانت ردة فعله تجاه ما أعده المؤمنون “غير طبيعية وغير متوقعة”، خاصة حين تهدف إلى التقليل من حجم الإعداد الذي أنجزه المؤمنون، أو تصويره على أنه مجرد فرقعة إعلامية بغرض حشد الناخبين في معركة انتخابية!

قولوا لهذا النوع:

من يبذل مهجته في سبيل الله ودفاعا عن الدين والوطن والمستضعفين، لا يوظف تضحيته للدعاية الانتخابية، فما بالك حين يصنع طائرات لتعينه في قتال العدو.

وإن من يخوض معركة مصير وحياة ليس لديه وقت ليفكر في معارك انتخابية قد لا تنشب ابتداء لو خسر معركة الوجود.

وإن الشعث الغبر الآتين من الكهوف كما تزعمون سيظلون – بإذن الله – يرهبونكم دوما بمزيد من الإعداد لكم.

فهم المجاهدون المحسنون الذين يهديهم الله سبله: )وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ(

وهم المتقون الذين يعلمهم الله: )وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ( صدق الله العظيم )