مليارات (المهفوف) وقطار بن دغر !
بقلم / عبدالله علي صبري
يرتمون في أحضان آل سعود، ويجلبون لبلدهم العار قبل القتل والدمار، ثم يتصرفون وكأنهم يهدون الشعب العود والورود.
يفجرون في الخصومة وينحدرون إلى حضيض العمالة والخيانة، ومع ذلك لا يكفون عن بيع الوهم على نحو مقزز لا يستسيغه سوى أمثالهم من المرتزقة وعيال العاصفة.
نكلوا بالشعب وهم يتلفعون بالشرعية الزائفة، ولما خاب رهانهم وانكسرت رماحهم، تمادوا في غيهم ومكرهم، وامتدت أياديهم الملطخة بدماء الأبرياء إلى اقتصاد البلد والقوت اليومي للملايين ( بمن فيهم الموالين لهم ولأسيادهم في الرياض)!
وبعد أن ارتد كيدهم وبالا عليهم، تراهم يغدقون في الكذب واصطناع الأحلام الوردية، بالحديث عن ودائع وأموال يزعمون أنها في الطريق إلى الدولة (المحررة) في جنوب البلاد.
ولأن الأموال التي يبشر بها هادي تزيد عن عشرة مليارات دولار، فلا عجب أن يشطح بن دغر، ويتحدث عن مشاريع قادمة على رأسها بناء سكة حديد ومحطة قطارات في اليمن!!
بالأمس القريب جدا ظلت السعودية تتفرج على هادي وحكومة باسندوة، فلم تنقذهم من غضب الشعب، الذي خرج ثائرا ورافضا للجرعة السعرية الجديدة في المشتقات النفطية، وكان بالإمكان تسوية الأزمة السياسية والاقتصادية حينها، بمليار دولار على الأكثر، لكن الرياض لم تفعل، فهل ستفعلها اليوم، وهي من عملت وخططت لأجل إنهاك اليمن وتدمير بنيته الاقتصادية، وتجويع شعبه العصي على الخضوع والانكسار؟
لن نأتي بجديد، إن قلنا إن تحالف العدوان لا يريد للجنوب سوى الفوضى والخراب، حتى يسهل عليه البقاء والتحكم في المواقع الاستراتيجية للبلاد، وبأقل تكلفة ممكنة، وما دامت طوابير الارتزاق تترى على أبواب أمراء النفط في الخليج، فمن يمكنه أن يساعد (الجنوبيين) وينقذهم من سعار الأسعار وفوضى المليشيات الإرهابية!
وإذا كان هادي قد رهن البلاد بأكملها وباع فيها واشترى بأبخس ثمن، فمن يا ترى يمكنه أن يمنحه مليون دولار – وليس مليار دولار- كي يوطد سلطته الموهومة؟
صحيح أن سلمان ونجله وثلة من المجرمين حولهما قد صرفوا أموالا طائلة بزعم محاربة البعبع الإيراني في اليمن، إلا أن المليارات المتبقية في موازنة آل سعود، أضحت تحت نظر “ترامب”، الذي لم يتردد عن تسويق فكرة خبيثة، بشأن حلف عسكري جديد يضم إسرائيل والسعودية ودولا أخرى، وبتمويل سعودي خليجي صرف!
ومن الآن وصاعدا سيكون على “مهفوف الرياض”، مراجعة وتوقيع الفواتير التي يرسلها “مهفوف واشنطن”.. ولا عزاء لـ “مهفوف اليمن” إن فاته القطار!!!