الخبر وما وراء الخبر

الجنوبيين يدفعون ثمن الاطماع الاماراتية السعودية

173

ذمار نيوز -النجم الثاقب 25 فبراير، 2017

الانفلات الامني الذي يخيم على المحافظات الجنوبية يكشف عن مشروع التحالف وعمق الخلافات التي تقع في صفوف القوات الغازية والمرتزقة والتنظيمات المسلحة في هذه المحافظة.

ان التفجيرات والعمليات الانتحارية وعمليات الاغتيال التي تقع في هذه المحافظات لم تأتي عن فراغ، بل كل هذه الاحداث لها خلفياتها الخاصة، وفي حال انها خارج عن حسابات التحالف، لكن على خلفية الخلاف الاماراتي السعودي وايضاً القوات المسلحة المتنحارة لبسط السلطة والقدرة في الجنوب كشف العديد من القضايا ومشاريع هذه الفئات للمجتمع الجنوبي.

وبحسب المراقبون والمعلومات الاعلامية والعسكرية، ان الاحداث الاخيرة التي حدثت في الجنوب تكشف عن مدى التخبط السياسي والعسكري في المحافظات الجنوبية والتي كان لها تأثير كبير في بقية الجبهات العسكرية ومنها معركة السواحل الغربية والجبهات المحاذية للحدود في البقع وغيره، حيث أن النظام السعودي وجماعة الاخوان يحركون داعش والقاعدة لاستهداف قوات الحزام الامني المدعوم اماراتيا بابين وعدن وتصفية قيادات اخرى، والامارات ترد بتوجيه مرتزقتها “قوات الحزام الامني” بالانسحاب لصالح داعش، اضافة الى تمويل الامارات لمظاهرات حراكية انفصالية لعزل مرتزق السعودية الفار هادي وحكومته.

ان تفجير سيارة مفخخة في معسكر بأبين يوم أمس الجمعة والتي راح ضحيته ما يقارب عشرين قتيلاً وجريحاً حسب الاحصائيات الاولية المعلنة بعد حرب مطار عدن في الايام السابقة، الامارات تستدعي ” الطغمة ” من الضالع ويافع وردفان لما اسموه بالحسم في المدينة وتنشئ لهما معسكرات في عدن والسعودية تستدعي ” الزمرة ” من ابين ومليشيات الاصلاح وتوجه بإنشاء معسكرات لهم ايضا في عدن كما استدعى هادي لوائي مهران القباطي وكتائب المحضار من البقع الى عدن واصدار قرار للقباطي بتعيينه قائد اللواء الرابع حماية رئاسية بما يؤكد انفجار الوضع في عدن وعودة سيناريو احداث 86 م .

المواجهة الاماراتية السعودية عبر ادواتهم المسلحة لاجراء تغييرات في الساحة العسكرية والسياسيىة في جنوب، قد سببت مشاكل عديدة للمواطنين اليمنيين في الجنوب وان هذا الامر بات يبعد الجنوبيين من قضيتهم الرئيسية وهي القضية العادلة في الجنوب، حيث أن الامارات تستخدم بعض مرتزقتها للخروج في مسيرات تطالب بتغيير محافظ ابين المحسوب على هادي وفي عدن الامارات تخرج  بعض مرتزقتها في مظاهرة للمطالبة بتغيير هادي وحكومته رافعة لصور عيدروس الزبيدي وشلال شايع، والسعودية وهادي يخرجون عناصرهم للمطالبة بإقالة عيدروس الزبيدي والتقت المظاهرتان في ساحة العروض بخور مكسر ما ادى الى اشتباكات بالأسلحة بينهما وسقوط جرحى .
إن الامارات تتهم عناصر هادي بأنها تدعم داعش والقاعدة كما حاولت ان تسوق جريمة تفجير السيارة المفخخة يوم أمس بان القاعدة تستهدفها وهي تتناسى انها تعالج عناصر داعش والقاعدة في ابو ظبي وان مليشياتها المعروفة بما يسمى الحزم الامني قائده هاني بن بريك احد قيادات القاعدة ويضم تشكيلات داعشية وقاعدية.

عودة القاعدة وتوسعها وسيطرتها على ابين مرتبط بالفراغ في المحافظات الجنوبية من اي مشاريع وطنية وتحويله الى فوضى واستخدام بعض ابنائها كمرتزقة للقتال في صفوفها.

وتشهد المحافظات الجنوبية منذ وطأة اقدام العدوان السعودي الامريكي أزمات مختلفة من حين الى اخر، وذلك كله بسبب الاعمال الهمجية التي يقوم بها العدوان ومرتزقته.

فبعد مرور ما يقارب عامين على عملية عاصفة الحزم التي تقودها الرياض وحلفائها في اليمن، والتي بدأت في 25 مارس 2015، من أجل دعم الشرعية المزعومة، ظهرت الخلافات العميقة بين أكبر قوتين في العملية العسكرية وهما السعودية والإمارات، وخلال الفترة السابقة ظل الجانبان ينكران حقيقة تعارض المصالح بينهما، لكن ما حدث خلال الفترة الأخيرة، خصوصاً في عدن وأبين، أكد مدى عمق الأزمة بين البلدين.

وبحسب المراقبون ان اكثر هذه المعاناه جاءت على حساب الجنوبيين في مدينة عدن والمحافظات المجاورة لها حيث أنهم يعيشون في حالة أزمة خانقة، وتأتي هذه الازمة في ظل احتلال هذه المحافظات من أعظم الدول النفطية وعجز حكومة العملاء عن توفير متطلبات الحياة للمواطنين، واستمرار هذه الازمات خلفت معاناة كثيرة للمواطنين اضافة الى عمليات عسكرية تضرب بحياة الجنوبيين في هذه المناطق، حيث ارتفعت أسعار المواصلات، وعاد التيار الكهربائي للإنقطع لساعات طويلة، وهذا التدهور بدوره ادى الى انتشار حالات الامراض والاوبئة، اضافة الى حالات سوء التغذية المنتشرة.

وفي الختام أن الصراع الاماراتي السعودي لبسط السلطة والقدرة ونهب الثروات في الجنوب يتصاعد بشكل يومي مما ادى الى انفجار الوضع في المحافظات الجنوبية في القطاع العسكري والسياسي وايضاً مقومات الحياة، ومع ان الصراع بين السعودية والامارات لكن الدم الذي يسفك من الطرفين يمني ولا جندي سعودي او اماراتي في هذه الاشتباكات التي تشهدها المحافظات الجنوبية.