من رسائل خطاب الذكرى
بقلم / أ.محمد القعمي
أطل علينا اليوم قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي حفظه الله في خطاب الذكرى السنوية للشهيد وهو خطاب هام وعظيم وقوي أعلن فيه عن تحولات جديدة وأرسل فيه رسائل مختلفة لكل الأطراف المتحالفة على اليمن الرسالة الأولى
على مستوى المعركة مع العدوان وكل أدواته تحدث السيد عن مسألة هامة كرسالة للعدوان ودماه ، وهي إن فعلنا يسبق قولنا وكان الصاروخ إلى الرياض أحد الشواهد والرسالة السريعة لعملية الإنزال بضرب البارجة كشاهد سابق .. الثاني هو جانب التصنيع وهو يحمل بعدين رسالة للعدو وإعلان عن تحول مرعب يضع العدو الخارجي ودماه الداخلية أمام حساب جديد ومعادلة جديدة إلى جانب ما قدمته القوة الصاروخية منذ الصرخة وإلى بركان ٢ وما يتحقق على مختلف مناطق المواجهات في تغيير المعادلة إلى درجة جعلت إعلام العدو يتحدث على قنواته عن الصمود واستخدام هذه المفردة له مدلوله الحربي ومعناه العسكري على الواقع وهو أن العدو بكل ماله ….. هذا العدو الطاغي والمجرم والمتمكن انتقل من حالة الهجوم إلى حالة الدفاع ولعلكم تتذكرون هذه العبارة على قناة العربية ( العبرية ) وهذه وحدها باعتبار مايملكه التحالف من إمكانات وقدرات و…و…إلخ
والنظر لحال اليمن ومايعانيه وماهو فيه قبل العدوان وكثرة المشاكل وكثرة الاختلالات وأنه في وضع لايحسد عليه ويحتاج إلى وقت طويل لمعالجة مشاكله و..و..إلخ ومع ذلك كله قلب الموازين رأسا على عقب بالشكل الذي أجبر العدو على استخدام عبارة توحي بالضعف ولاتوحي بأي قوة لماذا ؟ لأنها غير معقولة في صدورها ممن هو في تحالف مكون من أكثر من عشر دول ، الدول النفطية المالية -التي لايزال يسيل لعاب الغرب وأمريكا على هذه الثروة حتى اليوم ويرسمون لنهبها واستغلالها كل المخططات والسيناريوهات والتي أخطرها الانفاق العسكري الذي يحتاج إلى الكم الهائل والمكلف والمدمر لاقتصاديات هذه الدول قبل غيرها ومن هنا فإنها تجر إلى صراعات وحروب ضررها عليها ولانفع لها فيها ولافائدة – فثروات هذه الدول إلى جانب قوة الدول الاستكبارية + الدول الأخرى في التحالف التي لايقارن وضع اليمن بأقلها فكيف بها كلها مجتمعة وأيضا وهو خطير وجود مرتزقة من كل قارات العالم وشركات القتل الأمريكية وأخطر منه مرتزقة بلادنا ومنافقوها الخونة الذين اشتراهم التحالف كل هذا الهول ، وكل هذا الطغيان وكل هذا الإجرام حيث لاأخلاق ولاقيم ولامحرمات ولايوجد لدى هذا التحالف أي اعتبار لشئ اسمه قوانين ومواثيق ومعاهدات وأعراف أو شئ اسمه ضمير أو إنسانية بمعنى أنهم مارسوا العدوان والحصار إلى أبعد مدى ومع ذلك يتحدث إعلامه عن الصمود أليس هذا مما يدعو للدهشة وللغرابة والعجب غاية العجب كل تلك الطوابير من الدول والجيوش والمؤسسات الدولية بأنواعها واختصاصاتها والقوى طوابير في الإعلام ، في السياسة ، في الجانب العسكري والحربي طوابير مصانع سلاح من أمريكا إلى إسرائيل إلى بريطانيا إلى فرنسا إلى …إلى … طوابير ارتزاق ونفاق محلي ودولي شبكة علاقات ممتدة على مدى أغلب الكرة الأرضية وحرب كونية تشن بلا ضوابط ولاقيم ولا …ولا… وكل شئ أمام ذلك التحالف مفتوح وكل ذلك الاقتدار والاستطالة أمام من ؟! أمام بلد يحاصرونه حصارا خانقا مطبقا من كل الاتجاهات برا وبحرا وجوا ، وأمام دولة كانوا يصنفونها ضمن الأفغنة أو الصوملة ثم وفي مرحلة من الحرب الكونية التي تشن على هذا البلد الفقير الممزق يأتي هذا التحالف الذي تقوده أمبراطورية الشيطان بكل طوابيره تلك وإمكاناته وقدراته وتسلطه وهيمنته ليعلن وعن طريق السعودي الذي تولى كبر العدوان و عبر إعلامه (الصمود) !!!!!!!
أين حصل هذا ؟! ومتى ؟! وفي أي فترة من التاريخ البشري ؟! فإذا تحدثت عن معجزات تحدُث فلك الحق .. إذا تحدثت عن أمور خارقة للعادة من حقك إذا تحدثت عن آيات وأمور تفوق الواقع والخيال وتربك الحسابات والتوقعات والتكهنات وتعيي أهل الخبرة والاختصاص في كل المجالات أيضا هذا من حقك من حقك .. ومن هو الذي سيتهمك بالمبالغة ؟! من هو الذي لايعتبر مجرد صمود هذا البلد وهذا الشعب من الأساطير وقد تآمرت عليه أخطر القوى الاستعمارية والاستبدادية مجتمعة ..؟!! فكيف لو روى التاريخ ماحققه الأحرار والشرفاء بإمكانياتهم وقدراتهم البسيطة التي لاتساوي ولا أقل دولة في تحالف الأبالسة والشياطين من كسر لزحوفات كبيرة ومن اتجاهات مختلفة ومتباعدة ومع ذلك كسروا تلك الزحوفات المدعومة بالتحليق المكثف للطيران ، طيران كم دولة ؟! الله أعلم ؟! كيف لو روى أنهم برغم أوضاعهم وأحوالهم التي يعلم القاصي والداني أنها كافية لأن تكون سببا وعاملا في سقوط هذا البلد أمام أقل دولة في التحالف وليس أمااااااااام كل ذلك التحالف ؟!!
لكننا نعلم أن مع المستضعفين القوة المقتدرة والمطلقة والتي لايقوم لها شئ ولايفوتها شئ ولايعجزها شئ في الأرض ولا في السماء وفي ذلك السر الكبير والعظيم لمايحققه أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين ارتبطوا بولاية الله ليكون وليهم ومدبر أمرهم وراعي كل شؤونهم هو الله الغالب القوي والجانب الأخطر في تحول المرحلة التي أعلن عنه سيدي قائد الثورة حفظه الله هو عبارته المدوية عن صاروخ الرياض وأن هناك مابعد الرياض ومابعد مابعد الرياض والذي ذكرنا بعبارة السيد حسن نصرالله في حرب ال٢٠٠٦م بين حزب الله وإسرائيل حين قال مابعد حيفا ومابعد مابعد حيفا هذه العبارة التي أطلقها اليوم سيدي قائد الثورة الآن تفعل فعلها وتدب في مفاصل العدوان ودماه ولك أن تتخيل مفعولها يسري في كل مفاصل ذلك التآمر العالمي.. تخيل الإسرائيلي وهو يحك من فوق إلى تحت والسعودي قبله والإماراتي وكل من تحالفوا .. الآن هم في حال يرثى له يضربون أخماس في أسداس ليحلوا المعادلة الحسابية الجديدة ولكن دون نتيجة يطمئنون لها فإذا كانت المعادلة صعبة قبل الرياض فكيف وقد وصلت .. ؟!
وكيف وقد أعلن قائد الثورة الظافرة عن معادلة أكثر تعقيدا بالنسبة لهم مابعد مابعد الرياض.. ؟؟؟!!!
لكن لو كانوا يعقلون فقد قدم سماحته حلا سهلا وقريبا وممكن وكان قد عرضه عليهم سابقا وحملهم الحجة والمسؤولية الكاملة لكل قطرة دم وكل حالة حزن وألم ستحدث وهاهو مجددا يبعث ومن موقع القوة برسالة مفادها أننا لسنا دعاة حرب بل نحن دعاة سلام ولولا أن الحرب فرضت علينا بسبب حسابات تجار الحروب الخاطئة لكنا اتجهنا نحو بناء بلدنا ومعالجة أوضاعنا ويقول لهم أنه بالإمكان أن تخرجوا من ورطتكم وتسلموا المزيد من الخسائر بالعودة إلى جادة الصواب واحترام حق اليمن في الحرية والسيادة والاستقلال وحق شعبه في تقرير مصيره واحترام اختيار ه وقراره وعدم التدخل في شؤونه وما تضمنه ذلك العرض الذي من الغباء جدا جدا أن يتجاهلوه فهو سلام الله عليه يضعهم أمام فرصة كبيرة قد لاتتكرر إذا ضيعوها أو قد يفوت الوقت عليهم فلا تكون الظروف صالحة لمثل هذا العرض المغري ..
وإذا كان العرض أو العروض السابقة جاءت وهم في حال الزهو والشعور بالقوة والقدرة على تحقيق ما رسموه وهم يعولون على تقديراتهم وحساباتهم الخاطئة، فإن هذا العرض يأتي وقد أنهِكوا اقتصاديا وعسكريا وحدود قرن الشيطان تتهاوى دفاعاتها وقلاعها وتحصيناتها ومواقعها وأكثر من ذلك وأبعد وأخطر عليهم وعلى الوجه المتصهين الآخر الإماراتي بل كل ذلك الطابور المنبطح أصبح داخل مرمى معادلة ( مابعد مابعد الرياض ) يعني أنه لا أحد بعد اليوم في مأمن من الضربات ومن حق المظلوم أن يواجه الظالم ومن حق المعتدَى عليه أن يرد على المعتدِي ومن حق المحاصر أن يسعى لفك الحصار عنه لكن تقديم قائد الثورة لذلك العرض من باب الشعور الإنساني والأخلاقي بالمسؤولية تجاه الشعب اليمني وشعوب دول الجوار الذي وقعت حكوماته في فخ الأجنبي وكذلك في إعطاء فرصة جديدة لتلك القوى المتحالفة للخروج من هذه المعمعة التي دخلوها برهانات وحسابات أثبت الواقع عدم صوابيتها وجدواها وكان في التاريخ من العبر والدروس مايغنيهم عن الدخول مع اليمن وأهله في تجربة جديدة مدمرة ومكلفة فهل يلتقط التحالف هذه الفرصة للتعامل بعقلانية مع المبادرة الصادقة التي طرحها السيد عبدالملك حفظه الله وينزلوا من ذلك البرج الذي لم يعد آمنا ولا يحميهم ؟ أم يصرون على التكبر والغطرسة الفارغة بعد ما رأوا وسمعوا؟! وفي اعتقادي أنه لاخيار لهم مهما منوا أنفسهم ومناهم الشيطان إذا أصروا على الإثم والعدوان فإن حتمية سقوط كل أنظمة النفط غير بعيدة