الشهيد القائد الميداني….طه المداني
بقلم /ابنة صعدة. .امل الحملي
عندما يرتقي الشهيد ويسير في زفاف ملكي إلى الفوز الأكيد، وتختلط الدموع بالزغاريد ،عندها لا يبقى لدينا شيئاً لنفعله أو نقوله، لأنه قد لخّص كل قصتنا بابتسامته. كلّ قطرة دم سقت نخيل الوطن فارتفع شامخاً، وكلّ روح شهيد كسّرت قيود الطواغيت، وكل يتيم غسل بدموعه جسد أبيه الموسّم بالدماء الطاهر
الشهيد .. كلمة يسمعها الكثير ويتمنى نيلها الكثير ويبذل لها الكثير لكن لا ينالها إلا الرجال ممن يهبون أنفسهم للذود عن مبادئهم وهم قليل.. لقد أستشهد ابا الحسن “طه المداني ” ذوداً عن رسالته التي خطها لنفسه في العمل على ترسيخ القيم الانسانية والجهادية في المجتمع دفاعا ًعن كرامة الانسان وحريته …
فهنيئاً لك يا أباالحسن هنيئاً لك شرف الشهادة العظيمة والمنزلة الرفيعة ….
نعم نهنئك لأنك تسمع كلماتنا.. نعم أنت تسمعها لأنك شهيد بإذن الله حي ُعند ربك ترزق، إذا فأسمح لنا أن نبارك لك هذا الشرف.. نبارك لأهلك.. لزملائك واحبتك…. ونبارك لأنفسنا بعد هؤلاء كلهم ، وفي نفس الوقت نعزيها بفقدك لن نبكيك دموعاً لأن هذا دأب من يموت على الفراش فكيف نبكيك وانت امام خفافيش الظلام وجها لوجه فأنت مفخرة والله لدينك ووطنك وللاجيال
.. لأنك بذلت روحك من أجل كرامة الانسان اليمني والدفاع عن هذا الوطن الغالي فوهبت روحك ودمائك الطاهره في سبيل الله ونصرة للمستضعفين …
فما أكرمه من بذل وعطاء بلا حدود ،، أننا نشعر بالخجل في أن نسطر كلماتنا بعد رحيلك.. لكننا على ثقة أن أحبتك المجاهدين المخلصين سوف يقرؤونها ويفخرون بك.. فلسنا أهلاً كي نكتب في بطل مثلك .. لكننا تلاميذ بطولتك أحزنا فراقك وسعدنا باستشهادك فأحببنا أن نسطر حروفاً في هامتك وموقفك العظيم
.. وداعاً أبا الحسن الى رضوان الله ونعيمه.. ولا حُرمنا رجالا ً مثلك…
ختاماً اقول.. هي كلمات أبت أن تبقى في الحناجر كونها أصرت على أن تعانق الشهيد قبل أن يدفن .. وترمي نفسها أمام جثمانه الطاهر قبل أن يسجى بكفنه النقي كنقاوة روحه في قبره.. نثرناها على جسدك الزكي فبكت وأرخت دموعاً لم يفهمها إلا من كان صاحب رسالة ومبدأ يتلذذ بها الرحمة والخلود لشهيدنا ابا الحسن ولجميع الشهداء العظماء
وعلينا أن نستذكر كل شهيد في هذا الوطن كذكرى أيّام ولاداتهم واستشهادهم وأن لا ننسى بأن الجلادين الذين قتلوهم فلم يكن هدفهم سوى أن يمحوا أثرهم من هذه الدنيا. وبصمودنا وصبرنا نحن سنحقق الاهداف، ولكن إن شاء الله أن الشعب سيبقى دائماً وفياً لهؤلاء الأبطال وأن يبقى على العهد وفي نفس الطريق يسير…..